ما لعبوش وهم صغار
الحرمان من اللعب في الصغر يجعل الإنسان متطلعاً لخوض اللعب في الكبر ..فهو حرم من المغامره ومعارك الطفولة ولم يعش حماس الانتصارات أحزان الهزيمة في لعبة ما
حينما أسمع عن شخص يذهب لتفجير أنبوب النفط أو لتخريب خطوط الكهرباء يتبادر إلى ذهني شخصية هذا الانسان ..وأتسأل (هل جرب اللعب وهو صغير ؟) أم أنه فقد الحنان وحرم من اوقات معينة يلعب فيها !؟ فكبر ولعبتة الوحيدة البندقية وخوض المغامرات بها ليشعر بنشوة المنتصر !.
كذلك حين أقراء لبعض الأشخاص في مواقع التواصل الاجتماعي ..وهم يديرون معاركهم الوهمية ضد الأخرين وبحماس ونشوة قد تصل إلى درجة أن يدعوك أحدهم للمشاركة في الجهاد للتخلص من (رجل المستحيل )و ( نونه المجنونه ) و ( العيون التي لا تنام ) على الفيس بوك لأنهم يقودون مؤامرة ما ...وهكذا تمضي معاركهم وتسكن عقولهم في هذه الأجواء وهذا الحماس الذي لا تنقصه الإثارة والمتعة ويرفضون أي شيء يدمر عليهم متعتهم حتى لو كان واقع يسوده السلام ..فتجدهم يسعون بكل قوتهم لإثارة المشاكل ونشر الكراهية والطائفية واي شيء اخر ..المهم ان تأتي من ورائه معارك وصراعات .
بالتأكيد هناك أسباب مختلفه وكثيرة ساهمت في وصولنا لهذا الجانب لكنني أرى أن حرمانهم من اللعب وهم أطفال سبب من تلك الأسباب ..بل وسبب مهم .
هل لعب هؤلاء أم أنهم اليوم ادركوا إحساس المتعة وهم يلعبون في كبرهم بحاضرنا ومستقبلنا . ؟
علينا إذاً البحث عن ألعاب تلهيهم عن الواقع وحتى عن العالم الإفتراضي الذي من المهم أن يستغل في إرسال رسائل تجمع الناس ولا تفرقهم وتوضح الطريق نحو وطن للجميع .
سأقترح على الحكومة توزيع( بلاي ستيشن) لكل مواطن ..خاصة في مأرب والجوف وعلى أبطال الديحتال في الفيس بوك أيضا وتوفير الألعاب القتالية المناسبة التي ستساهم بسحب كل طاقاتهم المكبوته وقد ينقل عنفهم الواقعي الى عنف على شاشة بعيده عن الواقع ..وإذا كان( البلاي ستيشن) يروج للعنف في المجتمعات المدنية فقد يكون له أثر عكسي في مجتمع غارق في العنف ...أعرف أن المقترح مجنون وساخر ..لكن قد يفعل ما لم تفعله المقترحات العاقله .
وعلينا أن نغرق أطفالنا بالألعاب وأن نمنحهم وقتاً كبيراً ليلعبوا فيه ..حتى نضمن هدوئهم وأستقرارهم النفسي والعقلي حينما يكبرون ..حينها لن نجد عاهات منا تسعى لقتل كل جميل من أجل متعة وحماس وأنتصارات وهمية لا أساس لها .
- قرأت 349 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ