الكرامة الضائعة !!

18 مارس من 2011- م في بداية زخم الثورة الشبابية السلمية الشعبية ، في ذلك اليوم الذي كان يصادف الجمعة، قرر الثوار من الشباب المتطلع الى التحرر و التغيير الإحتشاد في ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة التي أسماها بــ " جمعة الكرامة " هذا الاسم معناه استعادة كرامة الشعب الذي اهدرها النظام لمدة 33 عاما ، الشهداء من شباب الثورة لم يكونوا على علمٍ بأن دماء الكرامة هي الاخرى ستذهب هدراً.
في ذلك اليوم وبعد أداء صلاة جمعة الكرامة قرر الشباب هدم الجدار الذي يحول بينهم و بين حلمهم في التحرك وإسقاط النظام ، في ساعات من التوحش والإجرام وفي لحظات سوداوية سقط اكثر 52 شهيد بأيدي قناصة مدججون بحقد أعمى وإجرام غاشم وبطريقة بشعة قد تكون غريبة بالنسبة لمن لا زال يحمل من الإنسانية بعض المعاني ، ومع ذلك كانت التفاصيل اللاحقة للكرامة أغرب مرورا بالمبادرة والحصانة والإنتخابات وانتهاءً بالحوار المزمع انعقاده في ذلك اليوم المآساوي وفي وقت لا زال فيه القتلة يسرحون ويمرحون بإجرامهم.
بعد ذلك اليوم الدامي أعلن جنرال النظام والرجل الأول فيه - كما كان يسمي نفسه - علي محسن الأحمر تأييده السلمي للثورة ، ومثلما أطلق على نفسه رجل النظام الأول سمى نفسه حامي الثورة و قائدها الأول .
في تلك الجمعة الغامضة حدثت الكثير من الأحداث الدراماتيكية والغير منطقية حيث تم إلقاء القبض على عدد من منفذي هذه الجريمة وتم تسليمهم الى الفرقة وتم اخفائهم نهائيا، ومحو كل الآثار التي يمكن ان تقود الى ما وراء تلك المجزرة البشعة ، و برغم أنه حينها تم ايضا تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الجريمة غير أنها هي الاخرى لم تقدم أي نتيجة .
نخبة من المحامين تقدمو بدعاواهم إلى القضاء وكان من أبرزهم الشهيد / حسن الدولة الذي تم اغتياله في ضروف غامضة وبطريقة هي اقرب إلى تلك الطرق التي نشاهدها في الافلام الامريكية حيث تم قتله داخل غرفة نومه دون إحداث أي ضوضاء أو أثر تقود إلى هوية المجرم و كيفية ارتكابه للجريمة .
دماء الكرامة التي نزفت قبل عامين لازالت حية ولا تزال في ضمائرنا وضمائر كل الأحرار أرادوا دفنها هي الأخرى وذلك ما جعلهم يجعلون من الذكرى المؤلمة والمأساوية كما هي مرتسمة في أذهان الشعب إلى يوم وطني يفرحون فيه فقرروا أن يكون يوم 18 مارس يوم لتدشين الحوار الوطني ضاربين بتضحيات الشهداء ومشاعر أسرهم وذويهم عرض الحائط.
يوم 18 من مارس ليس فقط يوما أهدرت فيه الكرامة وسفكت الدماء وانما أصبح هو اليوم الذي اجهضت فيه الثورة في واختطفت.
- قرأت 351 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ