الحرب على سورية إضعاف لحزب الله واستنزاف لإيران:
تدمير سوريا كخيار يفضي الى إضعاف إيران وحزب الله ذلك هو عنوان الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى فلسطين المحتلة وبلدان أخرى..
مما لا شك فيه أن أمريكا لا ترغب في التورط في حرب شبيهة بحرب العراق أو أفغانستان ، لكنه من المؤكد أنها لن تتخلى في دعمها المطلق لإسرائيل سياسيا وماليا وعسكريا ، فكان تقبيل أوباما لقدمي نتنياهو بمثابة تصريح منه بأن زيارته جاءت دعما للصهاينة وليس لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية أو للتسوية في سوريا.
تصريحات أوباما وتقبيله قدمي نتنياهو جاءت كرسائل تطمين أمريكية بالإيفاء بتعهد معنوي تجاه إسرائيل أولاً ، وحلفاء أميركا في المنطقة ثانيا وهي تأتي استجابة لقاعدة إسرائيلية مفادها "تدمير سوريا يفضي الى إضعاف إيران" وهذه القاعدة الصهيونية هي ما يبني عليها الأوروبيون والأميركيون تحليلهم للأزمة السورية وبالتالي يبقى همهم هو تدمير سوريا وصولا إلى إضعاف إيران وهو ما تريده إسرائيل أيضا التي لا تغفل أيضا إضعاف الذراع الأكبر للمقاومة حزب الله.
زيارة أوباما تأتي والحالة العربية لا زالت ملبدة بالغبار الممزوج بالدم ويغطي نوافذها ، ولا زال القطيع المتبعثر في شوارع الوطن وعلى شرفاته من الخليج الى المحيط ، يلتهم بنهم وجبات العلف المقدّمة له عبر شاشة الجزيرة ومشتقاتها النفطية فيستفيق صباحاً وهو مصاب بحالة من الاستحمار الفكري و الاخلاقي تدفعه ليتابع يومه متقمّصاً شخصية الناقة التي يشعل مقتلها كل يوم حرب البسوس بين أبناء الوطن الواحد ، و خلف غبار النوافذ العربية ، لم يكن ينقص السيرك العربي سوى "دعوة أوباما للعرب إلى التطبيع مع إسرائيل باعتبار المتغيرات التي شهدتها الدول العربية وقيام أنظمة ديموقراطية حسب زعمه مستحمرا للعرب لقبول ذلك بتلويحه شن حرب على إيران وتهديده لحزب الله واستمراره في تدمير سوريا، وربما جاءت كنتيجة لتفاهمات أمريكية- إخوانية من جهة، أو أمريكية- عربية ، مستخدمة الفزاعة الإخوانية كحصان طروادة لإحلالها بدلا من الأنظمة التي لم يحل بها الربيع العربي، وهي بذلك تحصل على مراديها إما الربيع العربي "الإخواني" الذي يقدم أكثر ، أو تنازلات أكثر توازي الإنبطاح الإخواني في دول ما بعد الربيع.
تهديد أوباما وتلويحاته وحتى دعوته العرب للتطبيع في حد ذاته لا جديد فيه ، إنما الجديد في الأحداث والتناقضات والتباينات في الحالة العربية فالدعوة أتت وسط تصفيقٍ إخواني مجتر للهذيان وغارق في بول خيبته حتى جبين كل من تركيا ومصر وقطر وبلدان عربية أخرى.
ويأتي ذلك أيضا في حالة نجح فيها المشروع " الصهيوأمريكي" في تطبيع الوعي العربي على تقبل الاصطفاف ضد المشروع المقاوم مستخدما في ذلك الخطاب الديني التحريضي ، كبديل للخطاب القومي في السابق والذي استخدمه كعنوان للحرب العربية على إيران الثورة الإسلامية ، ووسط وحل دعم ما يسمي الثورة السورية ، ونتيجة للإستحمار ستكون دعوة أوباما العرب للتطبيع محل اهتمام ونقاش مادام ذلك أتى متزامنا مع تأكيده لدعم الثورة السورية والحرب على إيران وحزب الله ، وكما صفق العالم العربي للحرب على إيران الثورة في الثمانينات بمدعى القومية العربية لا لشيء إنما لإن الثورة الإسلامية جعلت من القضية الفلسطينية ودعم المقاومة جزءاً لا يتجزء من أجندات إيران ومشاريعها ، فوجب مواجهة المشروع الإيراني وهكذا تمت تعبئة الوعي العربي وأصبح أي شيء تنادي به إيران وتدعمه إيران يجب مواجهته حتى ولو كان ضمن ثوابت وأولويات العرب.
رد القائد الأعلى للثورة الإسلامية كان مناسبا لحجم الخطر وكان متناسقاً مع ما تشهده المنطقة من تحولات ، فاختار أن يكون الرد بتدمير تل أبيب وحيفا وتسويتهما بالأرض في حال فكرت إسرائيل بشن هجوم على بلاد ولا قلق من كل ذلك فإيران لديها مقومات عسكرية قد تفوق التوقعات في حال نشوب الحرب..
التناغم الأمريكي الإسلاموي العربي و الإصطفاف الموحد ضد إيران وسوريا وحزب الله جاء كحلقة من حلقات كانت بدايتها عند حقبة قبلت بالتدخل الأمريكي العسكري و السياسي و لطفت الوصاية الأمريكية على القرار العربي و على المواقف الرسمية تجاه القضية الفلسطينية, والمطالب المقدسة بتحرير الأرض و المقدسات من الاحتلال، و دفعت بالأنظمة العربية باتجاه مشروع السلام وخذلان مشروع المقاومة ، ووضعت حواجز بين الأنظمة العربية و بين مشروع المقاومة ، ووصل بها الحال إلى مواجهة أي مشروع مقاوم وممانع بحجة مواجهة المد الشيعي والخطر الإيراني، والآن وبكل بجاحة يقف أولئك المتمرغون في وحل العمل الإستخباراتي من دول وأحزاب وجماعات إسلاموية وبكل ما لديهم من ماكينات ومطابخ وحملات إعلامية تحريضية في مواجهة المشروع المقاوم وسيأتي اليوم فهاهم يندبون المجاهدين ويدعونهم للقتال في سوريا مقابل كم من الدولارات ، خدمة لإسرائيل ومشروعها وسيأتي اليوم الذي يدعون فيه لجهاد حزب الله المقاوم في لبنان ، وسيسمعون العالم صراخهم لجهاد إيران الإسلامية وفي سبيل الصهيونية اليهودية ، وسيكون الموت في صف إسرائيل وضد إيران شهادة وجهاداً.
فإلى متناولي العلف اليومي من على شاشة الجزيرة وأخواتها في العالم أدعوهم بأن يمسحوا الغبار العالق في الأذهان الآتي من الحقد التكفيري و من بول البعير الذي يتساقط عليها فيحرمهمم الرؤية بوضوح .عساكم ترون و لو لمرة واحدة الحقيقة و تتوقفون عن النباح على المقاومة الذي لا تزال حتى اللحظة تضع القدس بوصلة لها لا شعار التطبيع ، ولتتوقفوا عن النباح على أنظمة المقاومة التي لا تزال ترفع علم فلسطين إلى جانب إعلامها الوطنية ، واسألوا حكامكم عن سر تخمتهم المخزي والمهين ، و اطلبوا منهم أن يتوقفوا عن الإستحمار فلكم عقول وللتآريخ أذهان وضمائر، وسيلعنكم مرات ومرات,
- قرأت 577 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ