الدكتور ياسين سعيد نعمان و ثنائيته عن " شمال وجنوب جيوسياسي" !

الدكتور ياسين سعيد نعمان :أن يكون خيار الحزب الاشتراكي اليمني دولة اتحادية بناء على تقديراته للتحديات على المستوى اليمني ،والتحديات التي يواجهها الحزب من داخله –فهذا شأنه وخياره ،لكن أن يتم تأصيل الدولة الاتحادية بأنها النظام الطبيعي لنظام يتكون من شمال وجنوب ك "مكونينجيوسياسي ،لا الجنوب جزء من الشمال ولا الشمال جزء من الجنوب "وأن هذه الثنائية حقيقة تاريخية وجيو سياسية حسب قولك في حوار نشرته صحيفة 14 اكتوبر ،السبت الموافق 20 ابريل 1013م –ففي هذا القول مصادرة للحقائق الجيو سياسية والتاريخية ،فالتاريخ لا يسكن عند بضعة عقود ،فهو ممتد عبر الزمن ،وفيه من الحكايات ما ينقض مسلماتك عن ثبات العلاقة الجيوسياسية ،والتي تقتضي التباين الثقافي والسياسي والجغرافي المعبر عن هذين الكيانين !ففي أي عصر كان الشمال شمالا والجنوب جنوبا ،إذا استثنينا تاريخ "جمهورية اليمن الديمقراطية ،والجمهورية العربية اليمنية "كيف استطيع أن انتزع "شبوة "من امتزاجها الجغرافي والثقافي مع "بلاد المشرق "وكيف يمكنني أن الغي المسافة بين حضرموت وأبين ،وأعجز عن ردمها بين شبوة وحضرموت ،وبين ماوية والعوالق هل كان هذا الشمال شمالا ،وهذا الجنوب جنوبا كما نتصوره بحدود الكيانين السياسيين في العصور القديمة ،أو عصر بني أمية والعباسيين ،هل كان كذلك في عصر الزياديين والإئمة والفاطميين والأيوبيين والرسوليين ،أو الاحتلال العثماني الأول ؟الصراعات السياسة تصنع واقعها ،لكنها لاتستطيع وإن حاولت –أن تجعل من أمزجة لها ظروفها حقائق فوق التاريخ ...
ليس هناك كيانان ويمن" فخري " واحد ،ولكن هناك شروط من صنع موازين القوى هي التي تجعل الدولة في اليمن "بسيطة "أو "اتحادية "بعيدا عن مسلمات التاريخ والجغرافيا ...
بالنسبة لي أنا مع "الدولة البسيطة "ولا أرى في الدولة الاتحادية حلا لجوهر الصراع على السلطة ،ولا حلا لقضية العدالة الاجتماعية .
الحل هو إقامة نظام سياسي ديمقراطي متحررمن احتكارات "قوى خمر "ونفوذ آل سعود،وفي إقامة نظام اقتصادي أساسه تحقيق العدالة الاجتماعية ،وإذابة الفوارق التي تأسست بفعل الاحتكار السلطة والثروة ،نظام يحقق مبدأ المواطنة ،وتكافؤ الفرص بين الأفراد ...
إن القول بأن الوحدة لا يوجد لها حامل ينسحب أيضا على الدولة الاتحادية ،فالقضية الجوهرية هي غياب "الدولة "عبر عقود من الزمن ،فلماذ نتهرب من التحدي الحقيقي نحو تجزيء التحدي بما يتناسب مع واقع منفعل ،هو في الأساس نتيجة لغياب الدولة الضامنة للمواطنة والوطن والمواطن ..