جائزة نوبل للحروب

 
 
  كل شيء في هذا الزمن اصبح يوظف بشكل معاكس ومضاد للهدف او الغاية التي وجد من اجلها ، وخير دليل على ذلك ما هو حاصل من توظيف سياسي بشع ومقزز لجائزة نوبل للسلام وهي اعظم واكبر جائزة دولية خصصها نوبل لمن يخدم السلام العالمي ويسهم في تحقيق الامن والاستقرار ومنع الحروب على المستوى الدولي.
لقد ساد انطباع لدى الكثيرين من المفكرين والمثقفين والمتخصصين في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية والقضايا الانسانية والثقافية بأن جائزة نوبل للسلام لم تعد جائزة للسلام بمفهوم السلام الحقيقي وإنما اصبحت جائزة سياسية بحتة تمنح لمعايير سياسية صرفة لا علاقة لها بالسلام العالمي ومقتضياته الضرورية التي ينبغي ان تمنح الجائزة على اساسها.
حيث لاحظ الجميع خلال العقود الماضية من الزمن والتي تزهو على اكثر من نصف قرن ان جائزة نوبل للسلام اصبحت تحت سيطرة الصهيونية العالمية توظفها وفق متطلبات الامن القومي الاسرائيلي وليس وفق متطلبات واحتياجات السلام العالمي التي خصصت هذه الجائزة من اجله.
ان ما يؤكد صحة الطروحات التي تصب في اتجاه التوظيف السياسي لجائزة نوبل للسلام وخاصة فيما يخدم امن اسرائيل فقط لا غير هو التمعن البسيط في الاشخاص والمنظمات الدولية التي منحت لهم الجائزة خلال العقود الماضية والتي تكشف بالطبع ثبوت مدى ارتباط الجائزة بالشخصيات والمنظمات التي فازت بها وهي شخصيات ومنظمات قدمت خدمات جليلة للأمن والسلام الاسرائيلي فقط مثل انور السادات الذي وقع اتفاقية الاستسلام لإسرائيل عام 1976م وجورباتشوف الذي فكك الاتحاد السوفيتي عام 1990م  وياسر عرفات الذي وقع اتفاقية تصفية القضية الفلسطينية .... الخ.
وهكذا تواصلت عملية توظيف جائزة نوبل للسلام فيما يخدم سلام وامن اسرائيل فقط وليس السلام العالمي ، حتى وصلت عملية منح الجائزة مؤخرا الى درجة مقززة وهابطة بكل المقاييس ، الامر الذي يجعل ممن يفوز بها مدعاة للشك والريبة وكأنه حصل على لعنة وليس على جائزة نوبل للسلام بسبب انها اعطيت مؤخرا لمن كان وما يزال سببا للفتنة والفوضى والحرب والتدمير الممنهج لشعوب الدول العربية خدمة لمتطلبات الامن الاسرائيلي في المنطقة.
فلو تأملنا قليلا بالسيدة توكل كرمان التي فازت بالجائزة مؤخرا وما قدمته لخدمة السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الوطني والدولي لوجدنا انها من اشعل نيران الفتنة الداخلية في اليمن وتسببت بمقتل وجرح المئات من المواطنين اليمنيين وأفراد الجيش والأمن ، وساهمت بكل ما اوتيت من قوة في تأجيج الفتنة السورية ، حيث ذهبت في بداية الاضطرابات السورية الى الحدود التركية مع سوريا لتنادي الشباب العرب وتحرضهم على الذهاب الى سوريا لمحاربة الجيش السوري ، ضمن مخطط اسرائيلي غربي تركي عربي لاستخدام المرتزقة وشرائهم بالمال الخليجي لضرب وتدمير قوة الجيش السوري خدمة لأمن اسرائيل.
ولم تتوقف السيدة العربية اليمنية المسلمة الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عند هذا الحد من الاجرام والمتاجرة بدماء اليمنيين والشباب العرب والسوريين ، بل بلغت بها درجة العمالة والارتزاق والفرحة بالجائزة المدفوعة الثمن الى دعوة ومناشدة الكيان الاسرائيلي لضرب سوريا وتدميرها عن بكرة ابيها في تصريح علني بثته القنوات الفضائية التليفزيونية ، ونشرته الصحافة الدولية والعربية واليمنية ، وكأن الجائزة قد نزعت الحياء والخجل من وجه السيدة توكل وحولتها الى بوق لدعوات الحروب وإشعال الفتن داخل بلدها اليمن وعلى المستوى الدولي ، لدرجة ان المرء يتصور انها حصلت على جائزة نوبل للحرب ، اما السلام فعليه السلام بعد ان جعلته توكل حطاما في ركام الحروب.
 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 17 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.