الحق نت يرد على الاصلاح نت : لأنكم تمارسون اللادولة و تستثمرونها ، تريدون فرضها على صعدة

من الواضح و الجلي أن حزب الإصلاح لم يستوعب بعد أن عجلة التغيير قد بدأت بالدوران و أن الأساليب و الأدوات الملتوية في التعاطي مع الآخر لم تعد مجدية في كسب نتيجة الصراع السياسي و لا كسب تعاطف و مناصرة الشعب ، بل لا يزال غائبا عن ذهنية قيادته و بعض مكوناته ان تكرار نفس اللغة و نفس الأساليب الكيدية و استجرار نفس التهم و نفس الشائعات و الأكاذيب التي كان نظام صالح يستخدمها يجعلها تخسر الكثير على كل المستويات ، لأن تلك الوسائل التي استهلكها صالح و نظامه طيلة عقود للنيل من خصومه أصبحت عارية و ممجوجة كما أن الوعي المجتمعي و الشعبي و النخبوي لم يعد نفسه بعد ان انتقلت به الثورة الى فضاءات رحبة تتجاوز خطاب الكيد و الكذب و التضليل لتضعه عند مستوى المسؤلية الوطنية و مستوى طموحات الإنسان اليمني الذي اطلع خلال ايام و شهور الثورة على سوأة النظام و تكشفت له أسرارا كثيرة و كبيرة من اسرار تاريخ الطغيان و الاستبداد و الفساد.
إن من المستغرب ان قيادات بحجم حزب حاضر و كبير كحزب الإصلاح لم يعوا بعد ان من غير المفيد و لا المجدي استدعاء حفنة من الشائعات و مجموعة من التهم المستهلكة من ارشيف نظام صالح ليوجهونها مرة اخرى الى أبناء صعدة و أنصار الله ، رغم معرفتهم أنها لم تكن مفيدة و لا مجدية طوال ست حروب شنها النظام ضدهم ، بل رغم انهم كانوا يدعون و يكررون عبر اللقاء المشترك أنهم ضد هذه الأساليب ، و هو ما نرى عكسه هذه الأيام يتجلى في خطابهم التحريضي و التضليلي بامتياز .
ما كتبه الإصلاح في موقعه الإصلاح نت أمس بالتزامن مع فعاليات مراسيم تشييع السيد حسين بدر الدين الحوثي يعد آخر انموذج واضح و صريح لتوجههم العدواني و خطابهم الذي يعتمد لغة الكيد و النكاية و التضليل و يحكي موقفا رسميا للحزب في موقعه الرسمي تجاه أحد الأطراف السياسية و المكونات الفاعلة داخل المجتمع اليمني ..
التلفيق و اختلاق التهم و محاولات تكريس صورة مغلوطة و مشوهة للآخر و للواقع الذي يشاهده و يلمسه الجميع كان المادة الوحيدة التي تكونت منها افتتاحية موقع الاصلاح نت المعنونة " وضع بلا دولة " .
ليس ثمة خلاف و لو بسيط حول العنوان الذي يجمع عليه كل اليمنيين صغيرا و كبيرا .. لكن القارئ لما جاء في الافتتاحية سيجد ان اختيار هذا العنوان هو خيانة للقارئ و للمتلقي و فيه قصدية تضليل القارئ عن حقيقة الوضع بلا دولة و حقيقة غياب الدولة و ماهيته ، لأن الموضوع الذي وسم بهذا العنوان يتعمد إبعاد المتلقي عن مناقشة اشكالية غياب الدولة في مكانها الصحيح و وفق حيثياتها الصحيحة .
يقول الإصلاح نت في مقدمة الموضوع المنشور على صفحاته بتاريخ 03 يونيو 2013م ما نصه " من جديد تؤكد الأحداث أن حاجة اليمنيين للدولة لا تقل عن حاجتهم للهواء، وظروف أبناء محافظة صعده تكشف كم أن هذا الطرح حقيقي وواقعي. فغياب الدولة ألقى بالمواطن هناك تحت رحمة جماعة مسلحة تحركها رغباتها بالتوسع الذي، وتبعا لتمددها، يتقلص حق المواطن في العيش الكريم ويفرض عليه التنازل عن حقه في أن يكون حرا،  فالحرية فضاء لا يتشكل إلا حين يصبح الجميع متساوون أمام القانون، أما والسلاح هو أداة السيطرة فليس إلا قمع وإكراه "
عن أي دولة يتحدثون ؟ عن دولة السلب والنهب وانتهاك كرامة المواطن ؟ أم عن دولة المشايخ العملاء للسعودية ؟ ‏عن دولة مهربي المخدرات وتجارالسلاح والبشر ؟ عن دولة عصابات التطرف والتكفير ونشر الإرهاب وتدمير التعايش بين اليمنيين؟
إما ان هذا الخطاب يملى على الإصلاح من الخارج و يفرض عليه فرضا ، و إما ان حزب الإصلاح أصبح مرهونا بيد قيادة لا تستطيع ان تستوعب الواقع و لا تعي خطورة الأثر السلبي الفادح الذي يرتد على حضور الحزب و قبوله و مصداقيته في أوساط الشعب الذي يعرف جيدا ان صعدة هي المحافظة الوحيدة اليوم التي تنعم بالأمن و الأمان و السكينة و الزخم الحياتي و الاستقرار المعيشي في أرقى مستوياته ، و يعرف اليمنيون سواء مجتمع النخبة او الجماهير الشعبية في غالبيته أن صعدة هي المحافظة الوحيدة التي أصبحت بمأمن من الإنفلات الأمني و التقطعات و السلب و النهب و دولة المشائخ و النافذين و العملاء و المهربين و تجار السلاح و البشر ، و أيضا بمنآى عن أيادي عصابات الإرهاب و التطرف التي تبسط سيطرتها على أي مكان شاءت .
و في ذات السياق تقول افتتاحية الاصلاح نت ما نصه " يتجرع أبناء صعده نتائج غياب الدولة غٌصصا في حياتهم اليومية التي صارت ساحة مستباحة تشهد أنواع العسف والقهر والقسر  فلا حرمة لحياتهم الخاصة ولا حرية لنشاطهم السياسي "
نسأل أولئك السفهاء أين هي الدولة التي أوجدتموها في صنعاء أولأ ؟  لكي تكون متواجدة في صعدة وغيرها على افتراض ان الدولة غائبة في صعدة كما يقولون . لو نظرنا بإنصاف الى واقع الدولة عموما لوجدنا ان صعدة هي المحافظة الوحيدة التي تتمكن الدولة من التواجد و الحضور دون ان يعكر أداءها الوجود القبلي و العسكري و المشائخي ، الدولة المدنية التي تراقبها عيون الشعب و تحرسها من الفاسدين و النافذين و السرق و المخربين رقابة الشعب .
ألا يستحي هؤلاء المسكونون بغرائز الحقد والانتقام من الإجابة على سؤال يتردد يوميا على شفاه اليمنيين يقول :
هل أوجدتم دولة في مارب التي تسيطرون عليها تستطيع ان تحمي الكهرباء و النفط و الطريق العام كما تستطيع الدولة في صعدة ان تؤمنه و تضمن سلامته من أقصى صعدة الى مشارف الجبل الاسود نهاية حرف سفيان مثلا  ؟!!
أين هي الدولة التي أوجدتموها في كل المحافظات و الأماكن التي تسيطرون انتم عليها بقوة السلطة او بقوة الميليشيات مثل مأرب والجوف وحجة وعدن و تعز و العاصمة ايضا وغيرها من المحافظات التي سلمتها الحكومة لكم ما بين محافظين او مدراء امن او قوات عسكرية ؟!! أين هي الدولة التي بإمكانها ان تقبض على قتلة " الخطيب و أمان " رغم انهم معروفون و واضحون وضوح الشمس و رغم اعترافهم و اصرارهم على عدم الامتثال للعدالة بحجج مختلفة و واهية انتم من يقف خلفها و يدعهما كون القتلة يتبعون احد نافذيكم .
و لو خضنا في موضوع تسليم السلاح و الانخراط في العمل السياسي بالطرق السلمية الذي يتغنى به الإصلاح في افتتاحيته فسوف نجد أنفسنا امام اكبر عملية مزايدة يمارسها هذا الحزب الذي لا يزال يرفض أي حضور لأنصار الله في العمل السياسي بشكل سلمي بل لا يزال يرفع شعارات القضاء على انصار الله كطريقة وحيدة للتعامل معهم ، و من زاوية اخرى ليس ببعيد المعارك التي اشعلها ضد انصار الله خلال العام 2011 م و العام 2012م في الجوف و حجة و صعدة مستخدما في ذلك السلاح الثقيل و المتوسط و الصغير و الشحن الطائفي و الديني الذي لا يزال يتبناه في كل وسائل الإعلام التابعة له .
سوف نصدقكم انكم من دعاة بناء الدولة حين تسلمون سلاح ميليشياتكم المسلحة التي قاتلت الدولة في الجوف و مأرب و نهم و أرحب و الحصبة و حجة و لا تزال تمارس الضغط على الدولة في صنعاء و ما حولها و لا تزال تمارس الإرهاب و النهب و السلب و التقطعات في العصيمات و بني صريم خارج حسابات الدولة نهائيا ، و سنصدقكم حين ترفعون الغطاء عن الجماعت الإرهابية التي تقاتل الدولة و تبسط نفوذها و سيطرتها على قطاعات شاسعة في أبين و حضرموت و رداع و يتم تصدير بعضها الى سورية دون ان يصدر منكم أي موقف يدل على انكم بريئون منها ، فضلا عن أنكم لا تمنحونها الغطاء و تمارسون عبرها الضغط لجني مكاسب سياسية .
أما انصار الله فإنهم وضعوا السلاح بمجرد ان وضعت الحرب اوزارها و جاءوا ليشاركوا في العمل السياسي بشكل سلمي لم يشهد احد عليهم أنهم استخدموا السلاح لجني مكاسب سياسية ، حتى في الوقت الذي كنتم تفضلون تسليح الثورة و مواجهة الدولة بالسلاح كان انصار الله في الساحات مع كل فئات الشعب يثورون بصدور عارية ، رغم محاولاتكم الحثيثة جرهم الى استخدام السلاح عبر اعتداءاتكم المتكررة عليهم في الساحات .
و أود ان أسألكم عن الكيفية التي تريدون انصار الله ان يتبعها لتقبلون مشاركته في العمل السياسي السلمي و أنتم ترفضون مجرد صورة في لوحات اعلانية استأجرها انصار الله بطرق رسمية و قانونية كواحد من مكونات الشعب ؟!
فإذا كان هذا موقفكم تجاه صورة مكفولة دستوريا و قانونيا ضمن حرية التوجه و المعتقد و المنهج و القناعات و الاختلاف ، يجعلكم تمزقونها و تجرمون من سمح برفعها و ترسلون قواعدكم المسعورة و أقلامكم البائسة لتنهال على انصار الله و تطعن في كرامة الشهيد حسين الحوثي و ترفع صور رمزية لقتلته و تقطعون الكهرباء و تهددون بقطع النفط اذا لم يتم ازالة تلك الصور ، فكيف سيكون موقفكم و كيف ستكون افعالكم بانصار الله في حال أصبح السلاح بأيديكم و اصبحوا فريسة سهلة لدمويتكم و تعطشكم للقضاء عليهم و على أفكارهم و قناعتهم .؟
و أنتم تعلمون علم اليقين جدية انصار الله في مايطرحونه من رؤى و مشاريع وطنية ضمن مشاركتهم الفاعلة في الحوار ، لكنكم لا تقرأون ما يطرحون، بل تحاكمونهم وفق نزواتكم و رغباتكم الإقصائية و تتركون طرحهم السياسي و مشروعهم المعلن جانبا .
و لعل مما يبعث على السخرية و الشفقة في نفس الوقت هو التعاطي الإعلامي مكشوف المرض و ممجوج المضمون و الذي لا يمكن ان يؤثر الا على صورة الاصلاح نفسه ، و الأمثلة كثيرة كان آخرها اشارة تلك الافتتاحية البائسة إلى أن انصار الله يحشدون الانصار بالقوة العسكرية في اشارة منها الى الحشود الجماهيرية المؤيدة لأنصار الله و التي تحتسد بشكل ملفت في مناسبات عديدة كان آخرها الجمهرة الغير مسبوقة التي شهدتها صعدة في موكب تشييع السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله عليه ، ترى اية عقول تلك التي يستهدفها مثل هذا الطرح و أي عاقل ذاك الذي سيصدق ان تلك الحشود تأتي تحت ضغط السلاح و سطوة القوة كما يقول خطاب الإصلاح المأزوم .
أما بالنسبة لكل مارصدته المنظمات الحقوقية افتتاحية الاصلاح نت بحسب سردته في هيستيريا مكشوفة الغرض فإنه يقرأ بكونه اما افتراءات و أرقام طبخت في مطابخ نظام صالح الذي ورثتموه كما هو بأدواته و مستلزماته و وصفاته و أدائه ، أو بكونه نتيجة طبيعية لست حروب شنتها السلطة على صعدة و على انصار الله ، و لا يجوز تحميل الضحايا تبعات الأضرار التي اصابتهم بفعل عدوان المعتدي .
و لعل من المفيد انكم حين تتحدثون و تطالبون ببسط نفوذ الدولة على صعدة إنما تريدون بسط نفوذكم انتم و هو نفوذ اللادولة الذي اصبح صعبا ان تخضع صعدة لسيطرته ، لأن صعدة اليوم تشهد نهضة اقتصادية و عمرانية و سلاما اجتماعيا و استقرارا أمنيا و عسكريا و أجواء مليئة بالمحبة و السلام و التكاتف ، و خالية من النزاعات القبلية و الطائفية و الفوضى و التقطعات و الخوف الذي تحفل به بقية مناطق اليمن . و على كل عاقل ان يسألهم : أين هي الدولة التي تريدون فرض نفوذها على صعدة و التي ستكون افضل من تلك التي تتواجد بشكل واضح و جلي فيها ؟