العالمان المؤيد والمنصور يناشدان اليمنيين التصدي لحملة التحريض والفتنة

ناشد فضيلة العلامة السيد محمد بن محمد المنصور وفضيلة العلامة السيد حمود بن عباس المؤيد كل المسلمين التصدي لحملة التحريض على الفتنة والحرب العبثية التي عانى منها الشعب اليمني محذرين من محاولات احداثها في اكثر من منطقة يمنية..

وعبَّر العالمان في بيانٍ نُشر يوم الاثنين عن رفضهما التحضيرات الجارية لشن حرب على الحوثيين في محافظات صعده وحجة وعمران، مؤكدين أن على كل مؤمن واجب نصرة الحوثيين والوقوف إلى جانبهم لإيقاف حملات التحريض على الفتنة والكراهية وحتى لا تتكرر الحرب عليهم مجددا.. واختتما بيانهما بدعوة كل اليمنيين للتصدي للفتنة والتحريض على الحرب وعدم الانجرار وراء الفتنة..

نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين وبعد،

عملاً بقول الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ

وحيث أن أعداء الإسلام والمسلمين يسعون إلى بث الفرقة والكراهية وإشعال نار الفتنة والحرب بين أهل اليمن والتحريض عليها عبر جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، فإننا نناشد كل المسلمين التصدي لحملة التحريض على الفتنة والحرب العبثية التي عانى منها أبناء الشعب اليمني وقتل فيها عشرات الآلاف من أبناء اليمن وطالت حتى النساء والأطفال والعجزة ودمرت البيوت والمدارس والمساجد دون سبب أو مبرر أو غاية إلا القتل.

وهاهي تطل برأسها من جديد في حجة والبيضاء بالإضافة إلى معاناة أهل أبين وأرحب ونهم والحيمتين وتعز وأمانة العاصمة وتجدد المآسي التي عاشتها المحافظات الشمالية وترتفع الأصوات المحرضة على الفتنة والحرب من مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وتوافد مجاميع مسلحة من يمنيين وغير يمنيين ينتمون إلى اتجاهات شتى تعد للحرب في صعدة وغيرها.

وأما تبرير هذه الدعوة المشئومة بأنها تستهدف من يعرفون في صعدة بأنصار الله أو الحوثيين ومن إليهم في حجة وعمران من أتباع السيد العلامة المجاهد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي بدعوى أنهم رافضة شيعة أو أنهم غير زيدية فهي دعوة صريحة للفتنة المذهبية واستباحة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم بسبب أدنى خلاف في الرأي وهم من قد أثبتوا في الحرب والسلم كما ثبت للمتأمل المنصف عدم مخالفتهم لأصول أو فروع العقيدة السليمة وتحليهم بالتقوى والتورع عن سفك الدماء إلا في حدود الدفاع عن النفس، ورغم ما تعرضوا له من قتل وحصار وتجويع واعتقالات وتعذيب فلم يصدر منهم أي سلوك انتقامي ضد من قاتلهم من رجال القوات المسلحة والأمن ورجال القبائل ولم يحجروا على غيرهم ممن يخالفهم في المذهب حريتهم ولم يعتدوا على أي حرمة، وقدموا نموذجاً فريداً في التسامح واحترام التعايش المذهبي والسياسي، وحفظوا الممتلكات العامة والخاصة وبذلوا الإنصاف لأي متضرر، فكانت محافظة صعدة منذ انتهاء الحرب السادسة النموذج والمثال الذي ينشده اليمنيون أمناً واستقراراً وعدالةً مما يستوجب على كل مؤمن مهما كان مذهبه أو اختلافه معهم في الرأي نصرتهم وعونهم والوقوف معهم كلٌّ من موقعه وبحسب استطاعته حتى تتوقف حملات التحريض للفتنة والكراهية والحرب وأن لاتتكرر الاعتداءات التي تعرضوا لها والجرائم المنكرة التي ارتكبت في حقهم مما لا يقره دين ولا خلق ولم يكونوا وحدهم ضحيتها بل جميع اليمنيين.

إن الدعوة للفتنة والحرب دعوة لخراب ودمار اليمن ولن يقتصر ضررها على منطقة بعينها بل ستطال اليمن بأكمله وكل اليمنيين مسلمون مؤمنون يعبدون إلهاً واحداً ويتوجهون لقبلة واحدة ويؤمنون بالكتاب والسنة، وإن الاختلاف في الرأي والاجتهاد والمذهب لايجيز شرعاً ولا عقلاً استباحة الدماء والأعراض والأموال، ويجب أن نعتبر مما قد مر من استباحة للدماء والأعراض والأموال ومن سب وتكفير للعلماء وعلى رأسهم السيد العالم المجتهد المجاهد بدرالدين بن أميرالدين الحوثي الذي عاش آخر أيامه ملاحقاً ومطارداً ومن قبله ولده العلامة المجاهد الحسين بن بدرالدين.

وعليه فإننا نبرأ إلى الله تعالى من كل فعل أو قول يدعو للفتنة والتحريض على الحرب وندعو كل اليمنيين إلى التصدي لها وعدم الانجرار للفتنة ممتثلين قول الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ والله الهادي إلى سواء السبيل وهو نعم المولى ونعم النصير. 25/2/1433 هجرية.

المفتقر إلى رحمة الله وتوفيقه وعفوه

ناظر الوصايا محمد بن محمد المنصور

حمود بن عباس المؤيد

صفر سنة 1433 هـ قمرية