أنصار الله .. اهتماهم بشهدائهم "سر" انتصاراتهم الكاسحة

 

يهتم أعداء وخصوم أنصار الله بالتشنيع بهم والتحريض عليهم مع كل تشييع لشهيد من الأنصار وعند كل صورة او فعالية أو مناسبة تظهر فيها مقابر الشهداء كحدائق غناء عامرة بالإخضرار والترتيب والزيارات على مدار الساعة .. عوضا عن ما تكسبه عقيدة الشهادة من مهابة وجدانية واجتماعية فرضت حضورها المؤثر على الساحة اليمنية منذ عزز الأنصار ثقافة الإستشهاد دينيا ووطنيا في نفوس الناس بإحياء هذا الإرث أخلاقيا وعمليا كما لم يحدث من قبل في تاريخ العرب .. حتى غدت مكانة الشهيد ذات جلالة ومصدر فخر وأمنية لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان في حركة أنصار الله بقيادة صانع أمجادها الشاب الثلاثيني عبدالملك الحوثي القائد الأكثر اهتماما بالشهداء وذويهم بين قادة هذا العصر طبقا لشواهد كثيرة من مختلف الدول والأقطار وعشرات التنظيمات والجيوش والحكومات والحركات والأنظمة على مستوى العالم .

 

لا احد أبدا مثل الأنصار يولي اهتماما بالشهداء .. أنصار الله وحدهم من يمنحون الشهيد ما يستحقه من التكريم والخلود والبقاء حيا لا يفارق الذاكرة ولا يطمره النسيان عقب دفن جثمانه بوقت قصير كما هو حال الآخرين الذين يمتازون بنسيان وتجاهل واهمال من يضحون بأرواحهم معهم حدا يجعل المقاتل في صفوفهم يفكر ألف مرة بما بعد مقتله ؛ عكس مقاتلي الأنصار تماما ؛ ممن صار تسابقهم الى الموت بإستبسال وشجاعة مدعاة تأمل وذهول المهتمين والمراقبين وخبراء مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية .

 

بين اهتمام الأنصار المثير التقدير بشهدائهم واتهامات مناوئيهم وغرمائهم السطحية لهم بما لا ينطلي أو يؤثر ويحقق ادنى نتيجة في صف الأنصاريون .. يكمن السر الصغير عما وراء انتصار أنصار الله في كل حرب وكل مواجهة وكل تحدي ومؤامرة آخرها ما نعايشه حاليا من تحالف أعتى ترسانة عسكرية وأغنى الدول ضدهم في حرب ضروس أسموها "عاصفة الحزم" تتزعمها السعودية ضد اليمن بهدف استئصال واجتثاث "الحوثيين" الصامدين في وجهها بثبات اسطوري للعام الثالث على التوالي وعلى أهبة الاستعداد للصمود والقتال في جبهات الوغى الى يوم القيامة .

 

للعام العاشر تقريبا يواظب أنصار الله على احياء فعالية الشهيد السنوية بزخم لافت وتفاعل منقطع النظير لا يخفت أو يتضعضع رغم ارتفاع أعداد الشهداء واتساع المقابر وبقاء الحرب مستعرة المعارك تحصد يوميا المزيد من الأرواح وتستنزف الجهود والطاقات والإمكانات .. ما يجعل الواحد يفكر بدهشة عن كيف يستطيع الأنصار توفير ما تحتاجه الحرب من رجال وعتاد وزاد في وقت يحتاج فيه أعدائهم لاستئجار وشراء الجنود وكتائب الحروب من عديد بلدان وبنفقات بمئات مليارات الدولارات ومع ذلك يعجزون عن جمع الرتل الكافي للحرب وتوفير البدلاء عمن يقتلون يوميا بأرقام مرتفعة  .. إلى درجة تجعلنا نجزم أن الأنصار أرواح لا تموت قياسا بحجم من قالوا مقابل تدفق اضعافهم للقتال على مدار الوقت .. بأقل التكاليف وبكل سهولة ومن كل الفئات والمستويات والانتماءات والأعمار والمناطق .. والسر في ذلك يكمن في القدرة على إقناع الجميع بعدالة القضية وصوابية المظلومية والنجاح في زرع روح التضحية والفداء في نفوس الناس جيلا بعد جيل كظاهرة استثناية يتفرد بها أنصار الله ويمتازون بها ومنها يستمدون القوة والقدرة على قلب المعادلة والتحكم بمسار وزمن ووقت المعركة وبلورة الانجاز ميدانيا نصرا بعد نصر .

 

هاهو قائد الأنصار يلقي الليلة كلمته المناسباتية لهذا العام .. يطل عبر التلفاز متحدثا ومتحديا ومستعرضا للجوانب المتصلة بالأحداث الجارية .. وهاهم أنصار الله يبادلون شهدائهم الوفاء والسمو والمجد بالسير على ذات النهج والدرب والمنهج دونما خوف ولا فتور ولا تردد ولا قنوط أو يأس أو ضعف أو تكاسل عن المضي قدما لجبهات الحرب بإباء وشموخ قل نظيره وبكل عنفوان وبلا هوادة .. الأب مع ولده .. والأم تبعث ببقية أبنائها للمعركة عند استشهاد ابنها الاول .. وهكذا يظل الشهداء أيقونة الانتصار الجامح بمسيرة أنصار الله والسر الأبرز تعبيرا ودلالة في كيان هذه الحركة .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.