" حرب طائفية" في اليمن "كذبة إعلاميه " كسابقاتها ؟

تضج وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار عن نشوب حرب طائفية ومذهبية مفترضة_ كفقاعة اعلامية ليس الا _ولم يلاحظ أولئك الاعلاميون استحالة نشوب مثل هذه الحرب لان غالبية الشعب اليمني بعيد كل البعد عما يتحدثون عنه وعن تأثير ما ينشر مما يؤكد استحالة حدوث الحرب اوان يشارك اليمنيون فيها بتلك الصورة المخيفة التي تصورها وسائل الاعلام لان المواطن اليمني ببساطة اصبح مدركا بان كل ما يحدث في وطنه ليس خياره ولم يكن نتاج ثقافته الدينية او مذهبيه او ضمن مشاريعه في الحياة.
عندما يسلب الانسان ارادته بعد ان ناضل من اجل استردادها فان اهتمامه سيتركز في استعادتها. يدرك جميع اليمنيين بان ارادتهم في تغيير واقعهم السيء والسعي نحو بناء مستقبل افضل سلبت عندما استبدلت تلك الارادة بالمبادرة الخليجية وتشكيل حكومة المحاصصة والمحافظة على رموز الفساد وناهبي الثروات ، وجاءت كل الاحداث التي تلتها تعزز لدى أولئك الذين احسوا بخطر سلبهم الارادة الثورية معززة لهذه المخاوف ، كما انها عززت ذلك الشعور لدى من لم يشارك في ثورة فبراير ولم يؤمن بها وخلقت لديهم قناعات بان كل ما يجري في البلاد هو نتاج طبيعي لتلك المبادرة والالية التي تم تنفيذها بها.
تظن الاطراف التي اوجدت تلك المبادرة بان هذه المبادرة والياتها ستخلق بيئة ملائمة لصراع مفترض بين اليمنيين مستعينة بمرتزقه ومساعدون على تنفيذه أولئك الموقعون على المبادرة علها تحقق بذلك اهدافها الدنيئة في اليمن التي لم تستطع تحقيقها منذ عقود وان سلاحها الاوحد هو خلق صراعات داخلية يجنبهم "خطر" وعي المواطن اليمني ، فقد بدات تلك الاطراف عبر ادواتها في اليمن بتغطية فشل حكومة المحاصصة في توفير المستوى الادنى من احتياجات المواطن اليمني في شتى مجالات الحياة. وسعت تلك الاطراف على ايجاد حالة من الانفلات الامني لتخويف المواطن اليمني على حياته برا وجوا و انتشار مريب للقاعدة وسلسلة اغتيالات عسكرية كما انها عرقلت نجاح مؤتمر الحوار الذي كان يرى فيه اليمنيين مخرجا لهم من جميع أزماتهم بالتهرب اولا من تنفيذ النقاط العشرين للتهيئة للحوار الى اعلان جلسات ختامية للحوار اختتم بتوسيع دائرة الخلاف بين اليمنيين، كما انه لا يخفى على احد ان تلك الاطراف تغذي الصراع في اليمن بالمال والنفس والنشر بتهويل كبير عبر وسائل الاعلام.
فوسائل الاعلام واولئك الاعلاميين والصحفيين  التي سعت لزرع تخوف لدى المواطن اليمني الذي كان لا يزال يخاف على شق الصف والحفاظ على التلاحم والترابط الذي خلته احداث 2011  خلال فترة فرض المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية  كحل اوحد لإنقاذ البلاد من كذبة كبيرة سميت "حرب اهلية" _ وكان وقتها المواطن اليمني لا يستطيع قراءة حقيقة حدوث تلك الحرب من عدمها لتمرر  كل مشاريع  خلق حالة ياس شعبي من وجود  وطنيين  يسعون لبناء وطنهم و خلق الفرقة والاختلاف  _   هي ذاتها  التي تروج  اليوم  لخبر  حرب طائفية ومذهبية .
بل وجد المواطن اليمني نفسه ضحية لوسائل اعلام  تنمي القبيح وتساعد على انتشاره  وتخلق صراع لا وطني  أفقه  مصالح وامتيازات  شخصية  لكل رموز نظام  المبادرة الخليجية واصبح المواطن يجزم بان  كل الاعلاميين والصحفيين  اليمنيين موظفين لدى  مراكز القوى برواتب شهرية  تتصارع تلك القوى بما يكتبونه ويحاولون  تعميمه على العامة ليكونوا  اتباع لتلك  القوى المتصارعة والمتقاسمة على مصالحها الضيقة بعيدا  عن هموم  وحقوق ومتطلبات العامة  بل  يسعون لاستخدامهم  ادوات  صراع  يحافظون على مواقهم بما يخلق لدى المواطن اليمني من قناعات صنعها الاعلام 
ان المواطن  اليمني  اليوم  اصبح  مدركا  لكل ذلك  وعلى الاعلاميين والصحفيين ووسائل الاعلام  ان تخرج من دائرة تقوقعها على نفسها  لتكتشف حقيقة  حجم  تأثيرها على المواطنين .
اعلموا  بان  تأثير ما يضخ  اعلاميا  لمصلحة مراكز القوى  او للانتقاد  الهدام لا يقاس بعدد مبيعات صحفكم او قرات مواضيعكم في المواقع او عدد الإعجابات في صفحاتكم  !!!!  بل بحقيقة وقعة على الناس ومدى تأثر الناس بما نشر  ..
متى ستاتي وسائل اعلام وصحفيين يبنيون وطن لا يهدمونه  او تساعد على هدمه بنقد هدام ؟  هذا ما ينتظره المواطن اليمني اليوم

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 18 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.