الحزب الأِشتراكي والأبتزاز السياسي : جمال الحسني

من المؤسف أن أتكلم بهذا المنطق عن هذا الحزب الذي له صولات وجولات , وهو الحزب الذي أسسه مناضلين أبطال ساهموا في بناء الدولة الوطنية الجنوبية و الكفاح ضد الأستعمار البريطاني ,فالحزب الأشتراكي صحيح أنه أخفق في عمل مصالحة وطنية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , ولكنه نجح في بناء دولة .
ولكن عند مراقبتنا لمسار الحزب الأشتراكي منذ 1994م الي اليوم أجد تناقضات عجيبة وغريبه بينما تتحدث فيه قيادات الحزب الأشتراكي عن أعمال الحزب الأشتراكي ومساراته وقرارته المصيريه علي أرض الواقع خلال السنوات الماضية , والتي نعتقد بأن الوقت حان لمصارحتهم .
فالحزب الأشتراكي كان من ضمن الداعيين للتغيير عبر الديمقراطية ولكننا تفاجئنا بانه انجرف مع حزب الأصلاح وأحزاب المشترك عموماً في التوقيع علي محضر نتائج انتخابات 2006م ليظل الفقيد فيصل بن شملان وحيداً ,في حين كان يفترض أدبياً عدم التخلي عن مرشحهم .
وبالمثل كانت تتحدث قيادات الحزب الأشتراكي عن ضرورة إشراك الحراك ومعارضة الخارج في المجلس الوطني ولكن للأسف الشديد في الواقع دعم تشكيل المجلس الوطني للاصلاح "في ثورة الشباب الشعبية"بالمكونات الحزبية وليس بالتقاسم بين االشمال والجنوب وتهميش الحراك ومعارضة الخارج والحوثيين والشباب
,
وبالمقابل شاركت قيادات الحزب في التوقيع بأسم الشعب اليمني شمالاً وجنوباً علي المبادرة الخليجية وتهميش القوى الثورية الأخرى بالرغم أن كل أحاديث قياداتة تؤكد علي ضرورة أستيعابهم ,
ويؤكد الدكتور ياسين في محاضرته الأخيرة بأن الحزب الأشتراكي هو مهندس الحل السياسي وهو دليل بان الأشتراكي مهندس تهميش الحراك والشباب ومعارضة الخارج وأنصار الله ,
بالأضافة الي مساهمته في تهميش رؤية الموقف الجنوبي الموحد التي طرحت للجنة الفنية وطرحت للمبعوث الأممي جمال بن عمر من قبل قيادات الجنوب السابقة والتي كانت ستمنع سيطرة الأحزاب السياسية التقليدية علي واقع الحوار وتهميش المكونات الأجتماعية والسياسية الحديثة مثل الحراك و الشباب في الساحات ,
ساهم الحزب الأِشتراكي في مساعدة الأحزاب السياسية مثل الأصلاح للسيطرة علي نسب الجنوبيين والشماليين المستقلين والنساء ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب والشمال ,
واليوم للأسف نجد أن قيادات الحزب الأشتراكي والمشترك عموماً والسلطة الحالية تسستمر بتكرار الأبتزاز السياسي وتستغل مقاطعة مكون مؤتمر شعب الجنوب المشارك في الحوار , بالإضافة الى إقناع بن عمر بالأمس بأن الحراك المشارك لايمثل الجنوب بالرغم من أنهم في السابق تحدثوا بانه من يمثل الجنوب في الحوار واليوم أصبح بقدرة قادر ؟؟؟ ,كما يستمر المشترك بالمساومة بين القضية الجنوبية والقضايا المتعلقة بالتغيير والتي يفترض أن المبادرة الخليجية قد حسمتها عند التوقيع عليها في الرياض ,والتي جائت علي ضوئها سلطة جديده للبلاد ,
فاذا كان فريق مؤتمر شعب الجنوب لا يمثل الحراك فلماذا تم القبول بهم في الحوار كممثيلن للحراك,وهل يعقل أن يتم التدخل في شؤون ذلك المكون وتشجيع تمرد افراد من الفريق علي قياداته ,
للأسف الحزب الأشتراكي الي هذه اللحظة لم يستوعب بأن من حافظ عليه وأخرجه من الموت السريري هم المناضلين في الحراك الجنوبي ومنهم من مرتبط بهذا الحزب , التي تراهن قيادته بانهم سيضربون الحراك ويشقونه اليوم ,
كما لم تستوعب قيادات الحزب الأشتراكي بأن الحراك هو شعب والمناضلين الأشتراكيين في الحراك سيختارون الجنوب علي حساب الحزبية في حال أستمر الحديث عن موضوع مجلس وطني في الحزب في ظل الظروف التي يعيشها الشعب في الجنوب ,وفي حال أستمرار التشجيع من خلف الستار علي تهميش المكونات الجنوبية ,
وهل تسائل الدكتور ياسين نعمان قبل أِشادته بالمناضلين الأشتراكيين في الحراك والأشتراكيين من شباب الثورة في محاضرته الأخيره , لما لم يقف الحزب أمام التزامات الحراك وشباب الثورة طيلة السنوات الماضية في حين أن ممتلكات الحزب هي ممتلكات الجنوب !
ولما لم يتم ذكرهم عند أختيار أسماء مرشحين الأشتراكي في الحوار ؟
ولما تم حصر المشاركة في الحوار للشللية المعهوده بأنها كانت دائماً بدار الرئاسة تتسول ,من النظام السابق وبعد الثورة في منزل الشيخ حميد الأحمر !
كما أني أستغرب من قيادت الحزب الأشتراكي التي تعتبر قريبة من الجنوب أن ترسم ملامح المرحلة الأنتقالية عبرالمشاركين في الحوار ولم تستوعب بأن فترة الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية أوجدت أدوات سياسية جديده تحمل قاعدة شعبية كبيره في الشمال والجنوب بالأضافة الي عدم أستيعاب مكونات الحوار بعضها البعض....
فهناك ليبراليين وأشتراكيين جنوبيين في الحراك ,سلفيين , رؤس مال يجمعهم عمل مشترك جنوبي خالص؟
ولهذا علي قيادات الحزب الأشتراكي أن تعيد حساباتها في ماطرحه الدكتور ياسين في المحاضره الأخيره , بالأضافة الي التفكير الجيد بخطورة القبول بمشاريع تفكيك الجنوب الي أقليميين أو ثلاثة سوى كان في أقليم الجنوب أو الشمال ,
فالحزب الأشتراكي بالنسبه للجنوب كالبالونه التي ينفخها شخص ما عندما تكون قريبة من شعب الجنوب وقيادته , ويفرغها عندما تبعد عن شعب الجنوب وقيادته!
أما بالنسبة للسيد جمال بن عمر والمجتمع الدولي لايمكن أن يقف ضد أرادة الشعب في الجنوب والعاطلين عن العمل ووالجياع في الشمال والنخب التي همشت في هذه المرحلة والمرحلة السابقة -
فمثلما لم تستطع الولايات المتحدة ومجلس الأمن أن تقف أمام أرادة الشعب المصري في تغيير الرئيس المنتخب مرسي لن تفرض علي الشعب في الجنوب والشمال سلطة لايريدها وحلول غير مرضيه,
ملاحظة :
حفاظ الحراك الجنوبي علي الأشتراكي في المرحلة الماضيةكان لأجل الجنوب وليس لأجل الشللية الموجودة في صنعاء ,في حين كانت قياداته محصوره في صحيفة الثوري ومقر اللقاء المشترك وشعبيته محصورة في ستة برلمانيين معظمهم غير راضيين عن أداء قيادات الحزب حالياً وتبعيته للمشترك واللغائه للجنوب ,فكيف يريد أن يعمل مجلس وطني للحزب في ظل وضع لازال الجنوب والشعب الجنوبي يناضل لأجل قضيته والشباب في الساحات يطالبون بدولة مدنية,,
يبرر البعض بعدم حل القضية الجنوبية بالحوار بسبب عدم أنجاز التغيير , فكيف تم حسم الحكم الرشيد في ظل مقاطعة المؤتمر الشعبي العام وهو المعني الرئيسي بذلك التقرير في ظل الحديث عن حوار وتوافق , وبالمثل كيف سيتم حسم جلسات لجنة الـ8+8 في ظل أن القوى الفاعله في الجنوب غير مشاركة في الحوار , والمكون المشارك في الحوار من الحراك يتم تفريخها !
يبرر البعض بأن التمديد هو لرئيس هادي بينما التمديد هو لتعزيز سلطة اللقاء المشترك, لكون الدستور القادم يحجم من صلاحية الرئيس القادم لهذا فأن السلطة ستكون بيد تلك الأحزاب !
- قرأت 249 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ