هل آل الأحمر في طريقهم للسقوط ؟! : عبدالرحمن هاشم اللاحجي

التاريخ يكرر نفسه بالنظر الى الدور اللذي لعبته عائلة آل الأحمر في صناعة القرار السياسي اليمني عبر استقوائها بقبيلة حاشد وهيمنتها على ابناء القبيلة ماديا ومعنويا وفكريا ، تتجسد اليوم وقفة علنية مع الذات الانسانية يقوم بها ابناء قبيلة حاشد ضد مشائخهم ونافذيهم ، .
وفيما يقول ال الأحمر ان والدهم هو اللذي اتى بعلي عبدالله صالح ونصبه رئيسا لليمن حيث تولى في عهده رئاسة مجلس النواب منذ العام 1993م واستمر حتى وفاته في العام 2007 م ، حيث شهدت اليمن حرب صيف 1994م وكان الأحمر من ابرز الداعمين لها باعتباره رئيس اللهيئة العلياء التحضيرية لحزب التجمع اليمني للاصلاح اللذي تصدر مشهد الحرب آنذاك ، كما شهدت احداث صعده موافقه علنيه من مجلس النواب اللذي يترأسه الأحمر في منتصف 2004م ويرى كثير من المراقبين السياسيين ان الأحمر اراد بتلك الحروب تصفية حساباته السياسية والدخول في ثأرات مع الهاشميين للانتقام من مقتل والده واخيه الأكبر (حميد)، الا ان تلك المحاولات فشلت حتى وفاته وتعيين نجله الأكبر (صادق) شيخا لقبيلة حاشد عام 2007م ،،
وبالرغم من الاحداث اللتي تخللتها الثورة اليمنية منذ مطلع العام 2011م شهدت اليمن تقاربات طفيفة بين انصار الله وصادق الأحمر ادت الى اعتذار رسمي من قبل الأحمر عن الحروب الست اللذي حسب وصفه كانت خطأ تاريخيا اقحمهم فيها نظام علي عبدالله صالح ، الا ان هذا الاعتذار لم يدم طويلا بسبب رفض انصار الله التوقيع على المبادرة الخليجية اللذي كان الأحمر جزاء رئيسا فيها وأدت الى عودة العلاقة الحميمة بينه وبين علي عبدالله صالح من جديد بعد تقاسم الحقب الوزراية في حكومة (ألمبادرة ) كما تطلق عليها بعض الجماعات والاحزاب السياسية، 
ومع بداية احداث دمّاج الاولى كان لحسين الأحمر دورا رئيسيا فيها حيث تزعم وساطة قبلية فوتت الفرصة التاريخية على المملكة العربية السعودية ولقيت تكريم واستحسان السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ادت الى تسليمه المواقع العسكرية لاسيما موقع (البراقة) الثكنة الرئيسية اللتي تخندق فيها التكفيريون وشنو منها عدوانهم على المواطنيين من ابناء صعدة ،
ويرى كثير من المراقبين ان عودة تسليم المواقع العسكرية اللتي تمركز فيها حسين الأحمر للتكفيريين لمباشرة قصف المواطنيين من ابناء صعدة بمختلف انواع الاسلحة مجددا اواخر العام 2013م لم يكن سوى لعبة اراد ان يتقنها ويتفنن فيها الأحمر الصغير ليفتحها في الوقت المناسب لايقاف تمدد انصار الله (الفكري) داخل قبيلته ، بيد ان هذه الورقة انكشفت امام مختلف شرائح المجتمع وهو ماجعل اكثر الاحزاب السياسية ترفض تلك الحرب وتعتبرها حرب "سياسية "بإمتياز ،.
ويرى الكثير من المواطنيين إن الدروس اللتي تلقاها العديد من المشايخ والوجاهات الاجتماعية والقبلية اللذين وقفو ضد مشروع انصار الله (القرآني الفكري ) لم تكن كافية ليأخذ منها الأحمر الصغير العبر وويستفيد منها العظات لمستقبل عائلتة اللتي باتت اليوم قاب قوسين او ادنى من الانهيار والسقوط ،،.
اضف الى ذلك ماتشهده المناطق الجنوبية والوسطى من حالة رفض شعبي عارم لممارسات وتسلّط آل الأحمر وتحكمهم في القرار السياسي عبر ادواتهم ومراكز نفوذهم في تلك المناطق أدّى بدورة الى هبة شعبية جنوبية رافقها تأييد شعبي (شمالي) لحق ابناء الجنوب في العيش بعيدا عن هيمنة أقوى مركز نفوذ يلتهم اليمن من اقصى الشمال الى افصى الجنوب ،،.
كما ان قرارات مؤتمرالحوار واتفاق اليمنيين على بناء الدولة وضع هذه العائلة في زاوية ضيقة وحرجة للغاية فلاهي استطاعت ان تحافظ على كينونتها ولاهي اعلنت صراحة رفضها لنتائجه ، الأمر اللذي ترتب عليه محاولتها جرّ البلاد الى مستنقع الصراع القبلي المذهبي واستخدمت الكثير من الاوراق في سبيل تحقيق ذلك الهدف فاستخدمت الاخوان المسلمين وجناحهم التكفيري المتمثل بالسلفيه "الوهابية " وسيلة للوصول الى اشباع رغبتها المتلهفه لقتل اليمنيين ، وفتحت على نفسها عدة جبهات في اكثر من منطقة يمنية ،.
ومع كل تلك المعطيات يعتقد أكثر المواطنيين ان مستقبل هذه القوة التقليدية بات في مهب الريح ، فكل اوراقها فشلت في مواجهة المدّ الثوري العارم اللذي شهدته اليمن منذّ اندلاع شرارة الثورة اليمنية ، كما ان كل جهوودها اللتي سعت من خلالها الى سرقة احلام الشباب وتطلعاتهم في بناء دولة مدنية فشلت ايضا هي الأخرى وحلّت محلها ارداة الشباب وتصميمهم على استكمال مشروعهم الثوري الحضاري اللذي اطاح بكل المتربصين والماكرين وصدق الله القائل " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "،،،

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
12 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.