من صمود دماج الى سقوط خيوان .. ماذا حدث في طريق كتائب الحسين الى قصبة الأحمر : عابد المهذري

يرعبني انصار الله حينما يواصلون تحقيق الانتصارات المثيرة في الوقت الذي ينتظر فيه الناس نهاية الحوثيين ..
هاهم يدخلون الى وادي خيوان و يسيطرون على قصبة الشيخ الأحمر ضمن مناطق جديدة في بلاد حاشد اصبحت تحت سيطرتهم الى جانب وادي دنان .. مقتربين جدا من الخمري و حوث في طريق الحرب المشتعلة هناك تحت غطاء حلف أنصار السنة على هامش مواجهاتهم المسلحة ضد انصار الله .. الممتدة الى جبهات معارك طاحنة أخرى تدور رحاها منذ شهرين في ثلاث جبهات إضافية .. جبهة كتاف شمال صعدة و جبهة حرض غرب صعدة و جبهة حاشد جنوب صعدة و جبهة دماج محور الصراع وسط صعدة و في جوانبها و محيط جهاتها الأربع .. بما يتخذ من الحصار عبر قطع الطرقات المؤدية الى صعدة و منع مرور المواطنين و السيارات و المواد التمونية اليها من خطوط النقل العامة كإستراتيجية يعتمدها خصوم الحوثي لاضعاف قوته العسكرية بمبرر رد فعل مماثل للحصار المفروض على دماج منذ أشهر .. اندلعت الحرب بهدف فك هذه الحصار و تحرير صعدة من قبضة اﻷنصار بأيدي حلف النصرة .

باعث الرعب لدي يتعلق بقدرة انصار الله على مواجهة الزاحفين عليهم من جبهات و جهات عديدة مزودين بسلاح ضخم و حشود قبلية و جهادية دينية تلتحم لقتال الحوثيين بطاقات و امكانات كبيرة مسنودة بدعم و اسناد لوجيستي اعلاميا و سياسيا و ماديا من الداخل و الخارج عبر قنوات رسمية عسكرية و حكومية و أخرى أهلية حزبية و اجتماعية و خيرية .. مع ذلك لا يتوانى انصار الله عن المواجهة بجهوزية لافتة و قدرة مثيرة على مواكبة التطورات بتكتيكات متناغمة ميدانيا بين مواقع الرصاص و المدافع و ميادين المظاهرات السلمية بالتوازي مع تعبئة شعبية و استقطاب جماهيري لا يتوقف او يتراجع للخلف .

بروز آل الأحمر باعتبارهم قوة و ثقل و نفوذ .. كواجهة تقود الحرب ضد الحوثي اعطى زخما معنويا و دفعة استراتجية مهمه لخارطة معركة استعادة صعدة بفك الحصار عن دماج و اعادة نفوذ الدولة الى المحافظة كأهداف معلنة لهذه الحرب متنوعة الاهداف الخفية و اﻷبعاد غير المعروفة للعامة بما فيهم المشاركون في المعمعة الدامية .. لكن تقهقر حلف النصرة بقيادة الشيخ الاحمر على الارض يفرز نتائج سلبية محبطة تؤثر بشكل كبير على مجريات الاحداث لصالح الطرف الآخر : انصار الله .. المتقدمين في كافة الجبهات الحربية ما يعني دخول مناطق تابعة لخصومهم الى نطاق سيطرتهم و ان بدون التمكن من دخول دماج الصامدة .. و هو الصمود الذي لا يرونه مهما من الجانب العسكري كأهمية تقدمهم في مناطق محسوبة سلفا للطرف المقابل و ضمها لخارطة تواجدهم على صعيد حيثيات التوسع و التمدد خارج حدود محافظة صعدة و مديرية سفيان .. وصولا للتوغل المتسارع في عمق اراضي محافظة عمران و الإطلالة على نطاقات جغرافية مترامية من محافظات حجة و الجوف و مأرب ذات الامتداد القبلي المتاخم لمحافظة صنعاء ضمن مساحة الامتداد الطبوغرافي لقبيلة بكيل .

يتجسد ذلك بوضوح في نجاح انصار الله بالوصول الى مديرية أرحب القريبة جدا من العاصمة و تأمين طريق بديل يمر منها ليربط صعدة بأنحاء الجمهورية .. حين تمكنوا من كسر الحصار المطبق على المحافظة بتكتيك سريع و مباغت أذهل كل المتابعين لتطورات الصراع و عكس صورة التفوق الحوثي المرعب في تفاصيل من التحدي و عزيمة ترفض الاستسلام السهل مهما بلغت درجة سوء الاحوال .. ليصبح الواقع بسياقاته المتغيرة حاملا مؤشرات النجاح الحوثي و كسبه المعركة بتحقيق انتصار يتداعى بجلاء في أفق ساحة الحرب .. يرسم الحوثيون بصماته على امتداد طريق شوابة/سفيان الموازي لخط صعدة صنعاء بما قد يجعل من الالتقاء في نقطة الازرقين بوابة لمواصلة المشوار الى خط النهاية بمنطقة الحصبة ربما !! أو وفق تكهنات المكارحات المتبادلة حينما تأتي ردا على رهانات أنصار السنة التهديدية بإقتراب موعد أداء السلفيين لصلاة الجمعة خلف الشيخ الحجوري في جامع الهادي بصعدة المعقل الرمزي للزيدية و انصار الله .

حدد حسين الاحمر و يحيى الحجوري موعدا لزحف مقاتلي حلف النصرة الى صعدة لاخضاعها تحت قبضة أنصار السنة و طرد انصار الله منها متوعدينهم بإجتياح كاسح تحول فجأة الى طلقة مرتدة للخلف .. عندما رد انصار الله على تهديدات الزحف عبر صالح الصماد و هو يؤكد ان ما يحدث في دماج و حاشد و غيرها لا تغدو سوى تداعيات طبيعية لمواجهات سابقة خلفتها الحروب الست .. ليخرج ايضا مهدي المشاط معززا تصريحات الصماد بتأكيد ان الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد .. في وقت كان فيه علي البخيتي قد اعلن الحرب السابعة على صعدة قد اندلعت .. لتبقى الكلمة الحسم لكتائب الحسين الحوثية و هي تحسم الجدل بحسم معارك السيطرة على وادي خيوان و استكمال السيطرة الثانية على دنان و تمترس انصار الله على مشارف مدينة حوث القلب النابض لقبيلة حاشد .. الأمر الذي يفرض واقعا مختلفا داخل دائرة الصراع المتداخل سياسيا و قبليا و مذهبيا .

قبل عدة أشهر .. كتبت عقب جريمة حوث التي أودت بإمرأة و عدد من الضحايا المحسوبين على انصار الله ان الوضع سينفجر ما لم يتم احتواء الموقف سريعا بعقلانية و مراجعة الحسابات بقدر من الشفافية و المسؤلية و إلا فالحوثيون موعودون بنصر في عمق حاشد .. و هو ما حدث بعدها في دنان عذر و يبدو ان توقعاتي بعواقب قطع خط الاسفلت للمرة الثانية .. حين قلت ان مثل هذه التصرفات ستساعد انصار الله في اتمام سيطرتهم على الطريق من حيث يتواجدون الان في الجبل الاسود بسفيان الى ما بعد الغولة و ريدة و ذيفان .. و يغدو لسان لامر الواقع متحدثا عن امسيد الذي برم امشيخ و سيطر على حاشد .. طبقا لما يتداعى حاليا من تطورات متسارعة على ارض المعركة .. و الجميع يشاهد رايات انصار الله ترتفع في أماكن بمصاف الحلم البعيد .. فيما هتافات الصرخة تقترب شيئا فشيئا لتبلغ مسامع من استبعدوا ترديدها بصوت مرتفع في هذه الأمكنة .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.