قليل من التباكي وكثير من المراوغة : عبدالرحمن الأهنومي.

يؤكدون وجود فساد ومحسوبيات ومنسوبيات تنخر مفاصل الدولة حتى العظم، ويعترفون بتقسيم المجتمع والدولة وشخصنتها وتحزيبيها ، ويعترفون بالفشل ويعترفون بفساد الأطراف الحاكمة!

يطالبون بعدالة اجتماعية ويطالبون بتقسيم عادل للثروة الوطنية، ويطالبون بدولة مدنية ، لكن لا يمكنهم إنكار قتل وسحل من يخرج ويتظاهر لذات المطالب ، وحين يسقط أحد المتظاهرين قتيلا فقط وبعضهم وعلى مضض يعتبر ما حدث مؤسفا يتحمل مسئوليته الضحية وليس الجلاد!!

يتهامسون حول سلاح شخصي يحمله المتظاهرون ، ويحاولون التغطية على أطقم وعربات ودبابات تقتل المتظاهرين وتمارس بحقهم أبشع الأعمال!!
يصل صمتهم حد التشفي حين يسمعون عن إصابة أحد المتظاهرين أو حتى قتله أو سحله فهو من الخطرين على الجمهورية حسب جوقتهم ، يتباكون على دك وكر عسكري أو ترحيل جلاد من منطقة ، يأخذون من الأحداث ما يجدي ، وباستماتة يغطون ويخفون الحقائق..

يسوقون أنفسهم بأوجه عدة وتحت عناوين متعددة "حقوقين ، سياسين ، صحافيين ،محللين ، كتاب"..ألخ)، هؤلاء المتمصلحين النفعيين الأنتهازيين وكأي متابع أستطيع أن أعدهم وأميزهم واحدا واحدا ،هم لا يقلون خطرا على اليمن وعلى مستقبله ممن ينهبونه ويقتلون أبناءه في الطرقات وغيرها ، ليس من مصلحة المتمصلحين أن يعي الناس حقوقهم أو يطالبون بها، لا لشيء إلا لأنهم يريدون الأبتزاز والانتهازية لتظل المطالبات شكلية وتدر دخلا ومالا وووألخ...، في ذات الوقت مستعدون أن يمارسوا جميع أنواع الكذب والتضليل وزرع الفتنة..

تضليل الناس ليس جديد الظهور فقد ظهر عندما اضطر الناس للدفاع عن أنفسهم في الحروب الأولى من صعدة ، وتتابع حتى بدا إصرار بعض الجهات على إبقاء الوضع الحالي أثناء مؤتمر الحوار وتقديم مرئياته في الحوار حول الضمانات وما بعدها أيضا ،وحيث ظلت هذه الجهات تماطل وتتهرب من تقديم أي حلول للقضايا ، والسبب في ذلك أن هذه الجهات مع هؤلاء المنتفعين يخشون على مصالحهم وعلى مكتسباتاتهم!

من الواضح أن هؤلاء لا يعملون إلا لأجل التآزيم ، فنراهم يقفون كالحائط الصلب وكالكلام المنزل حين يتعلق الحديث بموضوع لا يدر دخلا لهم ولا يحصلون من خلاله على مكسب مادي!

في الأسبوع الفائت وما أن تحرك الثوار في محافظة عمران وقدموا من مختلف مديريات المحافظة للتظاهر السلمي في مركز المحافظة ، وما إن بدأت الرصاص القشيبية تطالهم حتى سارع هؤلاء إلى إدانة الضحايا وبانتهازية لعينة قالوا أن الحوثيين قتلوا جنديا في الأمن وفي ذات الوقت تناسوا الحديث عن مقتل ستة متظاهرين ، ولم يتحدث عن البادئ وكونه اظلم ، وحتى لم يكلفوا أنفسهم في البحث عن ملابسات مقتل الجندي الذي أثبتت لجنة التحقيق فيما بعد أنه قتل من الخلف!!

اليوم الجمعة تصل لجنة رئاسية لتحكيم الثوار -"وبغض النظر عن رفض الثوار للتحكيم القبلي كون القضية جنائية ويجب أن يأخذ القانون مجراه"- إنما الذي يمكن قوله هل هذا التحكيم جاء لأن المتظاهرين قتلوا الجندي؟؟
ألا يدرك هؤلاء أن التحكيم جاء من قبل اللجنة الرئاسية ليس إلا أن المتظاهرين قتلوا الجندي بل لأن مليشيات القشيبي والإصلاح قتلوا ستة أشخاص في المظاهرة وجرحوا أخرين ، ولأن اللجنة الرئاسية أستطاعت أن تحدد من الذي قتل الجندي في النقطة وأن الرصاصة التي أصيب بها كانت من الخلف!

واحد من هؤلاء ، حمل الموضوع ما لا يحتمل وقال وزاد القول قولا وذهب ليتحدث عن حزب الله ووووو ، وعمل مقال من عشرين سطرا ، تحدث عن خطر ماحق بحق الجمهورية قادم من عمران ومن حجة ومن صعدة ، تحدث عن حزب الله وإيران وإسرائيل كل ذلك وبناء على فرضية أن الحوثيين قتلوا جندي في حضرموت ، لكنه اكتفى بتعليق عابر لمقتل عشرين جندي في حضرموت وحاول أن يوظف مقتلهم لذات الغرض الذي يعمل من أجله وكان هكذا منشوره "كل من يرفع السلاح بوجه الجندي اليمني هو إرهابي أكان هجوما انتحاريا أو بذريعة الدفاع عن النفس! كيف نساوي من يرتدي زي الدولة بأي مسلح أو جماعة"!

اليوم اللجنة الرئاسية في عمران تسقط ورقة التوت وتضع نقطة إضافية ، لتغدو صورة المتباكين في عمران ملطخة بدماء عشرات الشهداء من الجنود في حضرموت ، وتضع نقطة في نهاية السطر.

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.