السيد عبد الملك : يحذر من انتشار عسكري امريكي و يعتبر التسهيلات للقاعدة دليلا على ان نشاطها مطلوب امريكيا
دعا السيد عبد الملك الحوثي قائد المسيرة القرآنية الى مصالحة وطنية و شراكة وطنية و تكاتف وطني ، تعالوا الى بناء دولة تضمن تحقيق مصلحة الشعب اليمني كله ،
و في خطاب متلفز له بثته قناة المسيرة عصر اليوم خاطب السيد عبد الملك القوى الحاكمة بالقول " ستتحملون انتم مسؤلية العواقب السيئة لتصرفاتكم السيئة و صناعة الازمات "
و اردف مخاطبا تلك القوى : " آن الآوان لنلتفت لمصلحتنا جميعا مصلحة اليمن و الشعب اليمني فوق كل المصالح الفئوية و الحزبية ،
و في سياق خطابه الذي تطرق الى عدد من القضايا الفكرية و السياسية في الشأن الداخلي و التدخلات الخارجية و المخاطر المحدقة باليمن طرح السيد عبد الملك الحوثي الى موضوع استهداف الجيش .
و اشار السيد الحوثي الى ان هناك من يريد ان يزج بالجيش في حروب لمصلحته ، مطالبا تلك القوى التي تتآمر على الجيش بالقول : " يكفي الجيش ما يتعرض له من استهداف و يكفيه الحروب السابقة التي تم الزج به فيها .، اتركوا الجيش يبنى كما جاء في مؤتمر الحوار الوطني و يكون جيشا للوطن بكله "
كما حذر السيد عبد الملك من انتشار امريكي عسكري في اليمن لافتا الى القواعد الامريكية الجديدة التي يتم بناؤها في اكثر من مكان ، معتبرا التجاهل لهذا الامر الخطير تواطؤا مع الامريكيين ،
و اعتبر مايسمى بالقاعدة ذريعة للتواجد الامريكي مدللا على ذلك بالتسهيلات التي تقدم لهذا التنظيم لدخول المدن و القرى .
الالتفاف على مخرجات الحوار و الدعوة الى الشراكة و المصالحة :
و فيما يخص الالتفاف على مخرجات الحوار قال السيد عبد الملك : " كنا قد عولنا على مخرجات الحوار و ان تشكل حكومة كفاءات تمثل كل اطياف الشعب اليمني و تنفذ مقررات الحوار الوطني من اجل بناء دولة تحمي استقلال البلاد و تحقق امال الشعب و طموحاته "
و اشار الى انه الى الان لم تشكل الهيئة الوطنية ملمحا الى ان ذلك مقصود و هناك التفافات ومزايدات على الناس باسم تنفيذ مخرجات الحوار .
و استطرد قائلا : " نحن نؤكد انه من المهم أن يكون هناك مبادرة الى تشكيل الهيئة بدون كيد سياسي وتعلية مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات وهذا سيفيدكم أنتم "
و في ذات السياق تطرق السيد الحوثي الى ان تلك القوى الانانية التي لا ترى الا مصالحها تؤثر تأثيرا سلبيا في المشهد الحالي في اليمن ، مطالبا بالاسراع بتشكيل الهيئة الوطنية و تشكيل حكومة كفاءات وطنية لانقاذ البلد و ما اتفق عليه في مؤتمر الحور .
و خاطب القوى الحاكمة قائلا : " اذا كنتم تريديون مصلحة الشعب فلماذا هذه الالتفافات في الغرف المظلمة واين هي الشراكة المقررة في مؤتمر الحوار الوطني .؟ "مشددا على ان النهج الاقصائي الذي ابتنت عليه سياسية القوى النافذة في كل ما مضى وكان لها سلوكا صار صعبا عليها ان تغير مسارها .
و بمنطق النصح قال السيد عبد الملك لتلك القوى : " حاولوا ان تتنازلو عن النهج الاقصائي و تتقبلوا الاخر لمصلحة البلد و لمصلحتكم انتم ايضا " داعيا الجميع الى مصالحة وطنية و شراكة وطنية لبناء دولة تضمن مصلحة اليمنيين جميعا .
الفشل الحكومي و الهروب من الاستحقاقات الى التزوير الانتخابي :
و عن الأداء الحكومي و الفشل الذي تعيشه مؤسسات السلطة في اليمن جزم السيد عبد الملك ان أسوأ عهد لوزارة الداخلية كان في عهد الاخوان هذه الايام ، موجها التساؤل اليهم : " لماذا لم تحرصوا على أن تكونوا ناجحين ؟" لماذا لا تحرصون على النجاح من خلال وزراتكم التي تبدو الاكثر فشلا لكي تكسبوا الشعب في اي مرحلة انتخابية قادمة .؟ "
و أوضح مجيبا على تلك التساؤلات بالقول " لانهم لا يراهنون على استعطاف الشعب و كسب رضاه بل راهنوا على التزييف و التزوير من خلال السجل الانتخابي و السيطرة على مؤسسات الدولة "
و في ما يتعلق بالسجل الانتخابي و اصرار القوى النافذة على بقائه على حالته اشار السيد عبد الملك الى ان هناك قوى نافذة و على رأسها الاخوان في اليمن لا يزالون يسلكون المسلك القديم في وصولهم الى السلطة و تعاملهم مع السلطة
و في تلك اللحظات ضحك ساخرا عند مروره بمفردة الاخوان قائلا : " هم الان يخافون من هذه التسمية ( الاخوان ) لانهم يخافون من السعودية و الامارات " في اشارة منه الى قرار السعودية ادراج الاخوان ضمن لائحة الارهاب .
و اضاف بالقول : " السجل الانتخابي الجديد من المقررات الواضحة التي تقتضي انشاء سجل جديد الكتروني لان القوى اتفقت ان السجل الانتخابي القديم غير صحيح " ، لافتا الى ان ما اسماهم " فرع جماعة الاخوان باليمن كانوا يؤكدون ذلك في الماضي وهم الان يطالبون ان يبقى هو ويطالبون ان يكون هناك استفتاء جديد "
الاصرار على الابقاء على السجل الانتخابي القديم يعتبر التفافا على مخرجات الحوار الوطني و نية مسبقة للتزوير و هذا غير مقبول ، داعيا تلك القوى الى العمل على تصحيح السجل حيث قال : " اتركوا التزوير و اتركوا ما كان يمارسه النظام السابق و افسحو المجال لتغيير السجل الانتخابي وفق اسس سليمة "
موضوع الاغتيالات :
و في ما يخص موضوع الاغتيالات قال السيد عبد الملك مخاطبا الحكومة : " اذا لم تقوموا بوظيفتكم تجاه حياة الناس فلا تتواطأوا و لا تشاركوا ، فكثيرا من العمليات التي تنفذ اغتيالات تعطى تراخيص و تنفذ بالقرب من النقاط العسكرية "
مشيرا الى ان محاولة اغتيال الدكتور اسماعيل الوزير واحدة من الحوادث نفذت بنفس طريقة تنفيذ سابقاتها و تدل على ان هناك تواطؤ و تساهل حكومي و محاولات لاغلاق الملفات السابقة و الاغتيالات السابقة التي لم يتم التحقيق فيها
المؤامرات و الاستهداف لليمن :
و في ما يخص الاستهداف الخارجي لليمن طرح السيد عبد الملك الحوثي العديد من القضايا و الاشكالات الفكرية و السياسية التي يستفيد منها العدو الخارجي الذ يتربص باليمن و يتمثل في امريكا و الغرب ،
و في ذلك قال السيد عبد الملك قائد انصار الله ساخرا : نعرف جميعا ان في نشيدنا الوطني "لن ترى الدنيا على ارضي وصيا" ونرى ان هناك وصاية مركبة من وصي الى وصي أكبر على بلدنا "
و اشار في سياق حديثه الى الوضع في الداخل اليمني هشا و ضعيفا و هو ما يعطي الخارج المساحة للتدخلات ، مؤكدا على ان الامريكيين يلعبون لعبتهم في اليمن و تساعدهم بعض القوى التي اصبحت مستفيدة و شريكه .
كما تطرق الى مسألة التهاون المحلي ازاء انتشار القواعد الامريكية و تزايد السيطرة الامريكية على القرار السياسي و العسكري و الادوات التي يستخدمها في السيطرة على التفكير الشعبي .
و في هذا السياق قال السيد عبد الملك ان الاعلام في اكثره يتعاطى مع تدخلات امريكا و ممارساتها و وجودها و انتشار قواعدها تعاطيا باردا و هذا يدل ان هناك تأثير امريكي على الاعلام بحيث يهون و يقزم من القضايا الكبيرة مثل قضايا امن و استقلال و سيادة البلد ، مستشهدا بتعاطي الاعلام مع مشروع امريكي جديد في لحج لبناء قاعدة عسكرية جديدة و الذي كان باردا و هادئا مع ان الامر خطير جدا .
هذا و اكد السيد في خطابه على ان هناك افتعال لمشاكل في الميدان لغرض الضجيج و ان هناك خطر قادم على صنعاء من صعدة كما يصورونه ، معتبرا ان هناك صفقات للسماح بمزيد من التدخلات الخارجية في اليمن مثل قاعدة شبوة و الضجيج الهدف منه لفت نظر الشارع عن القضايا الهامة و الاهتمام بهذا الضجيج و قد يكن هناك اهداف داخلية اخرى.
و فيما يخص انتشار نشاط القاعدة شدد السيد عبد الملك ان هذا الانتشار هو مطلوب امريكيا و لذا ما يجري على الارض من اجراءات ضد القاعدة يختلف عن التهويل الاعلامي الذي يجعلك تتخيل ان هناك حرب كونية ضد القاعدة بينما في الواقع هناك تسهيلات و تسليح و تهيئة لهم في كل انحاء البلد ، منوها الى ان هناك انتشار علني مفتوح للقاعدة و هناك توجيهات للنقاط العسكرية بالتسهيل لهم و عدم الاعتراض عليهم ، و هناك تسهيلات كبيرة لهم ليتوافدوا الى اي منطقة.
و في سياق الحديث عن استهداف اليمن من قبل الخارج تطرق السيد عبد الملك الى ان الاستهداف الامريكي يتجلى في السيطرة الثقافية و الدينية و الفكرية و السيطرة على الحكومة و القرار السياسي ، و الحكومة مسؤلة على رعاية البلد و مصالحه و امنه ، منوها الى ان الحسابات الغربية و الامريكية تجاوزت التأثير السياسي الى التأثير الثقافي و الفكري و هذه سابقة خطيرة
و شدد السيد ان هناك استهداف امريكي للوعي الشعبي على المستوى التعليمي و مستوى الخطاب الديني ، موضحا ان هناك برامج دينية تستهدف خطباء المساجد ترعاها السفارة الامريكية بالاشتراك مع منظمات تمولها امريكا و ذلك لتبني خطاب معين و توجهات معينة يتم عبرها التأثير في المتلقين وفق ما يريده الامريكيون .
و اضاف قائلا : " هناك تركيز كبير من قبل الاعداء على الاساسيات التي تصاغ من خلالها الشخصية اليمنية مثل التعليم و الاعلام وهذا خطر كبير يتهددنا في هويتنا و خصوصيتنا " ، محذرا من ان السيطرة الامريكية على النشاط التعليمي و الفكري و الديني اصبح يتجاوز مسألة ما يسمى محاربة الارهاب الامر اخطر من ذلك بكثير .
و اكد انه و منذ عام 2010 فقط عمدت وزارة التربية و التعليم الى حذف العديد من المقررات الدراسية و الآيات القرآنية في سبيل استرضاء امريكا و لم تتحر الحكومة لان تلك النصوص القرآنية لا تنسجم مع ما يريده الغرب ، منوها الى اه حين يتحكم الامريكي في ما يجب ان يتلقاه ابناءنا و بناتنا في مدارسهم و يصبح ما يريده الامريكي و ما يقرره مقدما على ما يقوله القرآن فهذه سابقة خطيرة ، و اسوأ الغزو هو الغزو الفكري و الثقافي .
مشيرا الى ان البعض صاروا في سبيل التودد لامريكا يعملون ما هو لمصلحة اسرائيل و ما يخدم اسرائيل و دائما الخضوع لرغبات امريكا يجر الى الخضوع لرغبة امريكا ، و لهذا حذفت الكثير من المواضيع و المقررات الدراسية التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية و العداء لاسرائيل
يذكر ان السيد عبد الملك الحوثي قائد المسيرة القرآنية تطرق في مقدمة كلمته الى العديد من الاشكالات و القضايا الفكرية التي تتعلق بالاخلاص و التمسك بالثوابت اكد فيها اننا نستهدف في مبادئنا و خصوصتنا و هويتنا و ارتباطنا بخارلقنا و انعكاس ذلك في مسؤلياتنا تجاه قضايانا الوطنية و الاممية .
- قرأت 1443 مرة
- Send by email