حرب مفتوحة ضد (القاعدة) : حسين زيد بن يحيى
من السذاجة والسطحية الاعتقاد بان اندحار الوجود العلني لتنظيم القاعدة السلفي التكفيري المتطرف الارهابي في مناطق وادي ضيقة / ابين و عزان / شبوة نهاية مطاف الحملة عليه , لا شك ما تحقق كان انتصار رائع بكل المقاييس وكفى به افساد طموحات قيادة تنظيم (القاعدة) وحلفاءه من القوى التقليدية المتأسلمة بالعاصمة اليمنية / صنعاء في الحصول على فرصة للحوار لشرعنة وجودها او مقايضته بإشعال الحرائق اقصى الشمال , التفاعل الشعبي الجنوبي مع الفعل العسكري للجيش و الاسقاط السريع و السلس لمناطق انتشار التنظيم في ابين و شبوة يدعم الرواية الجنوبية بان التطرف التكفيري القاعدي السلفي دخيل ووافد استقدمته القوات الشمالية في حرب صيف 94م , ابرز ما كشفت عنه حرب الايام الماضية في شبوة و ابين عملية اعادة تصويب العقيدة العسكرية للجيش وتوظيفها لتأمين الناس بدلا عن قمعهم كما كان الحال عليه بالنظام السابق مما يعني واقعا انقلاب من الجيش اليمني على صنيعته تنظيم القاعدة الارهابي , هذا القول ليس مجرد اماني فعلاقة عناصر ذلك التنظيم التكفيري بالفرقة أولى مدرع – المنحلة- قديمة وتعود الى ماضي الحرب الباردة الذي كلفت فيه الحكومة اليمنية بتمويل سعودي و رعاية امريكية على تصدير مرتزقة (مجاهدين) لحرب افغانستان.
ان تامين استمرار عملية دحر تنظيم القاعدة السلفي مرهونة بتواصل تجفيف منابعه القائمة على ادعاء انتماء منتسبيه للإسلام السياسي وضمن اهل السنة والجماعة وهو ما سبق و دفعه بشده الامام السبكي الشافعي المعاصر للمدعو ابن تيميه , لهذا تحاول جاهدة الوهابية السلفية التكفيرية طرح نفسها كمذهب (فكر) مما يعني ضمنا الاعتراف لهم بالممارسة وحق الحوار بينما سلوكهم الفعلي يعكس حقيقة انهم مجرد انحراف قيمي وأخلاقي افرزه انحطاط وتخلف الواقع العربي , تغلغل هذا الانحراف الفكري والسلوكي للمنطقة ومقدمه جاء تحت رعاية اقليمية وأمميه ماسونية تولت انشاء وتمويل ما كان يعرف بالمعاهد العلمية و مركز دماج / صعدة الارهابي السلفي , وباء انتشر متزامنا مع الحاجة لتأصيل ثقافة توريث السلطة التي تطلبت لحظتها استحضار الانحراف التكفيري السلفي الدخيل على حساب اقصاء المذهبين الرئيسيين السائدين حينها وحاضرا في الشمال و الجنوب الزيدية والشافعية.
حتى لا تتحول المعالجة العسكرية الامنية لظاهرة التطرف القاعدي التكفيري السلفي الي مجرد حرب عبثية عليها استكمال حلقاتها بتحرير مناهج التربية و التعليم المخالفة لحقيقة الاسلام كدين مثل بقية الاديان يدعو للتسامح والمحبة والسلام , عملية تربوية جديدة نجاحها مرهون باعادة المساجد لوضعها الطبيعي تحت اشراف الدولة للشافعية بالمناطق الشافعية و بالمثل للزيدية مع اغلاق مدارس الكراهية في سعوان / صنعاء و الفيوش/ لحج , كذلك يمثل تمكين الاستقرار السياسي و اعادة بناء دولة المواطنة الحقوقية المتساوية الضامن الاكبر لتجفيف منابع التطرف القاعدي الارهابي السلفي الذي يستمد مبرر وجوده وقوته من غياب الدولة المدنية و مؤسساتها , حتى لا يتكرر ما حدث بابين و شبوة مره اخرى لابد من التنبه الى خطورة ترك الفراغات الامنية وخاصة في الارياف بما يوفر بيئة مشجعه لتسلل الجماعات الجهادية السلفية لبناء اعشاشها ووضع بيوضها المفخخة.
ان الحرب على التطرف القاعدي التكفيري السلفي يجب ان تظل مفتوحة الحلقات وعدم الاكتفاء بالجهد العسكري الامني الذي يجب حمايته وتحصينه بحزام العدالة الاجتماعية ودحر ثالوث الفقر و الجهل و المرض البيئة الحاضنة للجماعات السلفية الارهابية , كما تحتل سلاسة التواصل والاتصال بين الحضر والأرياف موقع الصدارة في الحرب على الارهاب من خلال الاهتمام بالبنية التحتية وخاصة الطرقات والكهرباء والاتصالات وغيرها من مخرجات المدنية الطاردة لأوكار التطرف وجماعاته الارهابية , اهم من كل ما سبق لإنجاح الحرب ضد (القاعدة) لابد من توافر الارادة السياسية الرافضه للتكفير والعنف وتحرير الدولة الوطنية من قبضت القوى الماضوية الشمولية المتأسلمة وهو ما يمثل حجر الزاوية في الحرب على الارهاب القاعدي السلفي التكفيري.
*خور مكسر / العاصمة عدن 11-5- 2014م
*منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن
- قرأت 1901 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ