تطلعات الشعب وتخوفات الجاره
القوى الجديدة الصاعدة استطاعت باقتدار التعبير عن تطلعات واحتياجات الشارع اليمني وقيادته باحتراف وسلاسة , ما يعاب عليها محدودية التجربة والخبرة التي أعثرت لغة التواصل والاتصال مع الرئيس هادي والمجتمع الدولي المهتم بأمن واستقرار المنطقة , ثغرة تمكن من خلالها حزب الاصلاح ودواعشه من توريط ( الدولة ) في الصراع الإعلامي وأحيانا العسكري لصالح التكفيريين , الحكمة الرئاسية سبق وجنبت المؤسسة العسكرية والإعلامية من الانزلاق بمستنقع صراعات حزب الإصلاح العبثية من دماج إلى الجوف , مواقف رئاسية مسئولة لم تضعها القوى الجديدة في حساباتها السياسية عند خروجها للشارع , عفوية وبساطة سياسة استغلها بلؤم وخسة ( الإصلاح ) و ( الجنرال ) بما أحدث انسداد في خطوط التواصل الرئاسية مع القوى الجديدة .
لم تتوقف انتهازية حزب الإصلاح ودواعشه عند ذلك الحد , تواصلت خارجيا مستقدمة فيتو ( خليجي ) على مشاركة القوى الجديدة في الحياة السياسية مقابل تنازلات قطرية للشقيقة الكبرى , حسبة خاطئة أرادت فيها الشقيقة الكبرى مقايضة مشاركة القوى الجديدة باليمن بصفقة مقابلة في سورية , لأن الأمر مختلف كون جذور القوى الجديدة باليمن راسخة على الواقع الاجتماعي والسياسي , لذلك جاء رد فعل استعداء بيانات الدول العشر لها ليزيد من شعبيتها , خصوصية يمنية خلاف حال الدواعش السلفية الوافدة والدخيلة على البيئة السورية المدنية المتعددة والمتآخية , العصي على الاستيعاب عند المثقف والمواطن اليمني فهم مواقف دول الاتحاد الاوربي المتذبذبة والهامشية , مواقف الولايات المتحدة وبريطانيا محكومة بالنفط العربي الذي تملكه لكنه لا يمثل حاجة حيوية لاستهلاكيتها , بينما احتياجات دول الاتحاد الاوربي من الطاقة تمر عبر باب المندب وخليج عدن , واقع اقتصادي استراتيجي يجعل من أمن واستقرار هذه الممرات المائية مسألة أمن قومي لدولها .
أن تناقضات مصالح ورؤية الدول العشر صاحبة الوصاية على التسوية السياسية يعكسه عدم انسجام فقرات بياناتها المرتبكة , حيث دول الإقليم تعتبر نجاح اليمن في التحول إلى دولة اتحادية مدنية مستقرة وآمنة كابوس يقلق أمنها القومي , باعتبار وجود متنفس ديمقراطي على خاصرتها الجنوبية يهدد بانتقال عدوى التغيير الثوري إلى بلدانها , على النقيض منها الدول الخمس العظمى ترى في اليمن الاتحادي الديمقراطي مساهمة بتجفيف منابع الإرهاب , السؤال الذي يطرح نفسه :- هل الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي مع تطلعات الشعب اليمني ومصالح أمنها القومي ؟! أم أن الأولوية لتخوفات الجاره اللدود من نجاح التسوية السياسية في اليمن ؟!
- قرأت 384 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ