أعلام الجنوب ليست مقياسا فإعلانات أبو ولد أكثر انتشارا
في نقاش حاد مع صديقي العزيز(حراكي متعصب) ، لكي يثبت لي أن جمهور عدن مع الحراك الجنوبي دون أن يحدد أي فصيل يقصد، مستدلا بانتشار أعلام الجنوب ورسوماته في الجدران، رددت عليه وأنا أنفجر من الضحك: من قال لك يا شاطر أن هذه الملصقات دليل الجماهيرية العريضة؟، فعلى مقياسك هذا سيكون السيد بسكويت أبو ولد أكثر جماهيرية من (جنوبك) ربما ومثله (شوكلاتا الويفر والنجوم والبيندا وطرزان) فهي أكثر حضورا من أعلام الجنوب اليمني.
رد صديقي: ولكنها أكثر من أعلام الوحدة، قلت له، الرايات وانتشارها وكثافتها يا صديقي ليست مؤشر أبدا، لقد كانت صور علي عبدالله صالح أكثر انتشارا، ومع ذلك خرج الشعب ورماه بالأحذية، و في موسم الانتخابات والدعاية الانتخابية هل كثافة صور وشعارات المرشح تعد دليلا حاسما على فوزه؟.
انتشار الأعلام لا تعني الولاء ، لا تعني الوطنية، لا تعني الجماهيرية، ومثلها التعليقات التي يكتبها القراء في المواقع الإلكترونية، فإن أغلبها موجهة من جهة معينة وربما يكون كاتب التعليقات شخصا واحدا، وربما يكون صاحب الموقع الإخباري، كما أن جهات ومنها الأمن القومي والأحزاب والمنظمات خصصت موظفين معينين مهمتهم التعليق وإشعار الرأي العام أن اتجاه الناس هكذا، واسألوا المحررين في المواقع الإخبارية.
دعني أضرب لك مثلا، خذ مثلا حتى المتعصبين مع الجنوب وفك الارتباط ممن يحملون علم الجنوب، تجدهم في ذات الوقت يهاجمون الحزب الإشتراكي اليمني بأقذع السباب، وفي ذات الوقت يحملون رايته ويقدسونها، فهي المثلث المتواجد في علم الجنوب، قلي بربك، كيف يهاجون الحزب ويضحون من أجل شعاره ورايته؟ّ!.
رفعكم للعلم تأكيد منكم أمام العالم وكل المراقبين الذي لا يفهمون إلا بالصورة في الفضائيات أن الحزب الإشتراكي الذي ترفعون علم الدولة التي حكمها وصار جزءا من علمها ورايتها يمثلكم ودليل ارتباطكم به، بل لقد تعجبت عندما قرأت مؤخرا خبر قيام متظاهرين من الحراك بالاعتداء على مقر الحزب الإشتراكي في محافظة جنوبية وإنزال علم الحزب من سطح مقره، فعلوا ذلك بيد ، وكانوا في اليد الأخرى يحملون علم الجنوب حيث يتواجد الحزب في قلبه وصدارته.
تتحدثون عن الجنوب العربي وأنتم ترفعون علم جمهورية اليمن، تهاجمون اليمن والجيش اليمني والنظام اليمني وتتبرؤون منه وأنتم ترفعونه في السماء ويرفرف على واجهة منصاتكم وصدوركم وفي قلوبكم.
لا مشكلة لي مع علم (جمهورية اليمن الديمقراطية) هو راية كانت لسنوات من عمري تمثل كيان سياسي هو بلدي، وله كل الاحترام والتبجيل، حتى مسمى العلم الشطري وإن كانت منطقية، لكنني شخصيا أرفضها وأحرص دائما على تسمية علم (جمهورية اليمن) أو جنوب اليمن.
أخيرا أرفض كل لغة العنف التي يريد البعض جرنا إليها في عدن، أرفض كل ثقافة الإقصاء والتهميش والتخوين لمجرد أن لي قناعة ورأي مخالف، ارفض أن يأتي شخص أكان عدني أو قادم من الريف أن يحدد لي مكانا وشارعا في عدن لأعبر فيه عن رأيي، عدن كلها مدينتي ولست بحاجة أن أطلب الإذن من شخص أتي من ردفان أو الضالع والمسيمير وطور الباحة أو أبين أو شبوه ليفرض علي منطقه القروي الضيق هنا في عدن التي قبلت الثقافات والديانات والجنسيات والألوان..
يا هؤلاء بالله عليكم (حلوا عنا ) وعودوا إلى جحوركم وقراكم وعبثكم وحقدكم وأمراضكم وأنانيتكم .. عدن مثل بحرها الزاخر لا تقبل الجيف والعقول العفنة.
بقلم/ مياد خان
- قرأت 1189 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ