السيد الحوثي: لا داعي للقلق من الحراك الثوري ولن نقبل ان يذهب الوضع في اليمن للانهيار " نص الخطاب "

دعا زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن السيد عبدالملك الحوثي الشعب اليمني من مثقفين وأكاديميين وقبائل إلى إجتماع تاريخي ومصيري يوم الجمعة المقبل في صنعاء للخروج بمقررات هامة حول مستقبل الأوضاع في اليمن.
وأكد السيد الحوثي أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الايدي امام الفوضويين ولن يقبل بأن يذهب أي طرف بالوضع في اليمن الى الانهيار.

وقال السيد الحوثي في كلمة متلفزة إنه "اذا ظن اي طرف ان بامكانه من خلال اثارة الفوضى والمشاكل ان يحول دون وصول الشعب اليمني الى اهدافه فهو واهم"، وأضاف: "بعض القوى التي اعتادت على اثارة الازمات والنزاعات بين اليمنيين هي الان تشتعل بنفس الطريقة".

وفيما شدد زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن على انه "ليس هناك ما يدفع اي طرف داخلي او خارجي الى القلق من الحراك الثوري"، أمل "من كل القوى ان تكون متفهمة طالما ان الشعب يريد الشراكة فلنتوجه الى التعاون والتآخي ووحدة الكلمة"،

ولفت السيد الحوثي الى "وجوب ان يستمر زخم الشعب اليمني في مواجهة كل التحديات والاخطار"، متوجهاً لـ"اخوتنا الجنوبيين نحن معكم وعمقكم ولاخوتنا في مأرب نحن الى جانبكم في ان يكون لكم اسهام في هذا البلد".

وقال السيد الحوثي: "نتوقع من كل من يشعر بالمسؤولية والاحساس الوطني ان يدفع باتجاه الانتقال السلمي للسلطة بغية انجاز الاستحقاق"، ودعا "الشعب اليمني من المثقفين واكاديميين وقبائل الى اجتماع استثنائي يوم الجمعة في العاصمة صنعاء للخروج بمقررات هامة".

 

نص الخطاب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أيها الإخوة والأخوات أبناء شعبنا اليمني العظيم، كل المستمعين ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
في ظل التطورات الأخيرة، ما بعد الخطاب السابق، وما بعد الأحداث الأخيرة، في ظل هذه التطورات التي ما من شك أن العالم بكله يرقبها بإهتمام كبير، سلباً أو إيجاباً على حسب مواقف القوى، وما من شك في أن هذه التطورات لها اهميتها الكبيرة في حاضر ومستقبل بلدنا.
رأينا من المهم أن نتحدث في هذه الليلة أولاً بالتحدث عن طبيعة الوقت الراهن، ومافيه، ثانياً لنأكد على بعض المواقف، وثالثاً لنوجه دعوة مهمة في آخر الكلمة.
بدايةً من المهم أن نتوجه بكل التقدير والإجلال والتبجيل والإحترام إلى شعبنا اليمني العظيم، وإلى جيشنا الوطني الذي أثبت فعلاً وطنيته وحبه لبلده وشعبه، وأثبت أنه سيكون إلى جانب شعبه مهما كانت التطورات ومهما كانت الأحداث، ومهما كانت المتغيرات، إذا هي وظيفته ودوره ومسؤوليته وواجبه.
وبالتالي فإننا نشيد بهذا الموقف وهذا التوجه وهذا الإلتزام الإيجابي لجيشنا اليمني العظيم.
كما نثمن عالياً ما عليه شعبنا اليمني من حس ثوري وتماسك واهتمام بقضاياه، اهتمام بشأنه وأموره، عنايه برسم مستقبله وفق ما فيه الخير له والمصلحة له.
ومن المهم جداً أن نتحدث في هذا المساء حول طبيعة الوضع الراهن.
الخطوة التي أقدمت عليها اللجان الشعبية في التصدي للمؤامرة التي كانت تهدف إلى تمرير مسودة الدستور بكل ما شابها من زيادات واختلالات وإضافات تخالف وثيقة الحوار الوطني وتنتقص من وثيقة الحوار الوطني، وتخالف اتفاق السلم والشراكة، إضافة إلى المؤامرة الكبيرة الهادفة إلى تجزئة هذا البلد، وبعثرة هذا الكيان اليمني الكبير، إلى كونتونات وأجزاء مبعثرة مفرقة متنازعة متصارعة، ومن ثم التمهيد لإقتطاعها من هنا وهناك.
الخطوة التي قامت بها اللجان الشعبية كانت خطوة من أحل هذا البلد، من أجل هذا الشعب، من أجل كرامته، من أجل مستقبله، من أجل وحدته، من أجل حريته.
وكان لابد منها لأن كل المحاولات التي تعتمد الحوار السياسي والنقاش السياسي والعمل على خلق الإقناع بضرورة الإتزام، الإلتزام بالإتفاقات، لإننا لم نجهد أن نفرض فرضيات خارج نطاق الإتفاقات الموقعة.
لكن لم يستجب، لم يستجب لكل تلك الجهود، ولا لكل تلك المساعي، وكان التوجه هو في فرض أمر واقع يذهب بالبلد في مستقبله وأمنه واستقراره في مهب الخطر، وعلى حافة الهاوية.
فكانت تلك الخطوة ضرورية إضافة إلى أنها تصدت لخطوة كان يراد بها العمل على السيطرة الوضع ومن ثم التمهيد للقيام بخطوات كثيرة على المستوى السياسي وعلى مستوى بعض المقررات.
هذه الخطوة كنا نأمل من الجميع أن يتفهمها، لأنه لم يترتب عليها أي بوادر سلبيه، أولاً كانت المطالب التي حددت بعد تلك الخطوة هي أربع نقاط، كلها نقاط مهمة، أساسية، منطقية، سليمة.
لم نتجه ولم يتجه شعبنا اليمني العظيم إلى ابتزاز لقوى معينة، أو محاولة تصفية الحسابات مع قوى أخرى، لا.
كان هناك أربع نقاط كلها منطقية، وكلها ترتبط بطبيعة ما قد تم الإتفاق عليه والإلتزام به من القوى السياسية البارزة جميعاً.
فكان يفترض أن تلقى هذه الخطوة، بمطالبها وما رمت إليه وسعت لتحقيقه، أن تلقى بالحد الأدنى تفهماً، تفهماً من الجميع، وتفاعلاً إيجابياً، ولكن كانت الخطوة الغريبة، غريبة في مقابل ما حصل، في مقابل ما طُولب به، في مقابل ما سعينا إليه، كانت الخطوة الشاذة غير السليمة هي الخطوة التي تمثلت بإستقالة الرئيس وكذلك تقديم الحكومة لإستقالتها.
ونحن ندرك ولربما الجميع يدرك، أو الأكثر يدرك، أنها كانت خطوة تهدف إلى مناورة، يعني كانت خطوة غير جادة، الهدف منها مناورة من أجل الإبتزاز، من أجل العمل على فرض تلك الإلتفافات التي يسعون لفرضها في الواقع، ولكن .. رُب ضارة نافعة.
وبما أنهم قدموا تلك الخطوة بسوء نية، فعساها إن شاء الله تكون خيراً لهذا البلد.
بعد هذه الخطوة غير الموفقة، يمكن أن نسميها خطوة غير موفقة، لكن عسى عواقبها إن شاء الله خيراً، بعد تلك الخطوة أقبلت تلك القوى السياسية إلى التشاور بهدف تحقيق انتقال سلمي للسلطة، هذا موقف حكيم، وموقف صحيح، وهو الموقف المفترض بأي قوة سياسية أو مكون سياسي يهمه وطنه، يهمه أمن واستقرار بلده وشعبه، هذا التوجه هو توجه المفترض من الجميع.
المشاورات لحد الآن لا تزال مستمرة، ونتوجه في هذا المقام إلى القوى السياسية أن تكون في هذا الظرف بحجم المسؤولية وفي مستوى التحدي، البلد يمر بمرحلة مهمة، ومرحلة حساسة لكنها تمثل فرصة حقيقية. 
نحن أكدنا لكل القوى في الداخل والخارج أننا نسعى إلى تحقيق انتقال سلمي للسلطة على قاعدة الشراكة، ومرجعيته تكون وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، وبالتالي ليس هناك في المسار الثوري الشعبي ما يبرر لأي طرف داخل أو خارج أن يقلق أو أن يتحرك بإتجاه مضاد وسلبي لمواجهة هذا المسار الشعبي الثوري.
المسار الثوري الشعبي يسير في الاتجاه الصحيح والسليم والمسئول والمنطقي والموفق، لا هو يتجه إلى إقصاء أي مكون، لا هو يتجه إلى فرضيات تلغي مضامين اتفاق السلم والشراكة ومضامين وثيقة الحوار الوطني.
يؤكد دائماً على مبدأ الشراكة، يؤكد دائماً على إصلاح الوضع الداخلي بما فيه الخير لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم.
يتوجه إلى العلاقة مع الخارج على نحو مسؤول ومنطقي ومعقول، لا هو يتوجه توجهاً عدائياً في حسابات عدائية مع دولة هنا أو دولة هناك، في كل محيطه العربي والإسلامي، ولا هو لديه توجه نحو خلق حاله من المشاكل والصراعات والنزاعات على المستوى الدولي مع مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي.
المسار يسير بالدرجة الأولى لتحقيق ما فيه مصلحة هذا الشعب ومطالبه المشروعة والمحقة والعادلة ، هذا شيء مهم وشيء إيجابي وشيء صحيح؛ في المقابل هناك بعض الخطوات من جانب بعض القوى، خطوات استفزازية وأيضا خطوات لتأزيم الوضع ، خطوات لإثارة الفوضى، يحصل هذا في بعض مناطق الجنوب مع احترامنا وتقديرنا وإعزازنا ومحبتنا لكل إخوتنا الجنوبيين ، ولكن هناك قوى تلعب، هي لا تريد الخير لا لإخوتنا في الجنوب ولا لبقية أبناء الشعب اليمني، كذلك هناك خطوات تصاعدية لتأزيم الوضع في مأرب الهدف منها خلط الأوراق وإثارة الفوضى، والتوجه بأنظار الجميع عن المسار الأساسي والمهم الذي هو مهم في هذا الظرف بالتحديد نحو أزمات ومشاكل جديدة؛ بمعنى بعض القوى التي اعتادت في كل ما مضى على أن تفتعل الأزمات وأن تفتح دائما جبهات حرب، وتثير الصراعات والنزاعات كوسيلة أساسية لديها وأسلوب رئيسي تعتمد عليه لمواجهة أي استحقاق لصالح شعبنا اليمني العظيم هي تشتغل بنفس الطريقة، تهرب من استحقاق ثوري وشعبي وسياسي وتوافقي تهرب إلى إثارة المشاكل والنزاعات والصراعات وتبني مشاكل جديدة وتعقيد الوضع، وهذا تصرف غير مسوؤل ولا حقيقي ولا مبرر ، ولا مبرر، لو نأتي إلى المسار الثوري الشعبي الذي يدفع دائما تجاه التوافق تجاه الشراكة تجاه مخرجات الحوار الوطني، تجاه اتفاق السلم والشراكة، أي طرف سيخسر، أي طرف سيخرج من حلبة السياسة، أي طرف سيعتبر نفسه مستهدفا ومقصيا ومبعدا، لا أحد إذا أتينا إلى أي مكون من المكونات السياسية البارزة، كلها تستفيد من مبدأ الشراكة، وكلها تستفيد ؛ بل كل شعبنا اليمني يستفيد من كل تلك المقررات المتنوعة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، لكن بعض القوى التي تريد أن تكون هي وحدها فقط من تستأثر ومن تستبد ومن تحكم ومن تهيمن ومن تتحكم بالقرار السياسي وتدخل في مصالح مع الخارج بالشكل الذي يضر بالبلد وليس بالشكل الذي يراعي مصلحة البلد، هي تعتبر نفسها متضررة حتى من الشراكة، متضررة حتى من الاستقرار لأن البعض كانوا يروا أن في إثارة المشاكل فائدة لهم ومصلحة لهم ووسيلة للابتزاز في الداخل والخارج، وهذا شيء معروف في البلد أن بعض القوى كل ما أشرف الوضع على الاستقرار ترى أن في الاستقرار خطرا عليها ، هي بطبيعة مشاريعها بطبيعة نفوذها ترى في الاستقرار خطرا عليها وترى في الفوضى والنزاعات والصراعات والمشاكل مصلحة لها لأنها تستفيد منها من هنا أو هناك مالا أو دعما سياسيا أو دعما بأي شكل من الأشكال في الداخل والخارج، ولذلك نحن نقول: أننا نأمل من كل القوى السياسية أن تكون متفهمة طالما والشعب ينادي بهذا بالشراكة ينادي بمضامين الحوار الوطني بمضامين اتفاق السلم والشراكة، فليتفضل الجميع ليتشرف الجميع بدلا من التصادم والتنازع والتصارع إلى التعاون، هذا الذي يليق بنا جميعا في هذا البلد، أن نتعاون، هذا الذي يتوافق مع ديننا مع مبادئنا مع قيمنا مع أخلاقنا مع توجيهات الله لنا في كتابه القرآن العظيم (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) أي ضير أي سوء أي شر يمنعنا أن نتوجه هذا التوجه ؟ لماذا لا يتخلص البعض من عقدهم وأنانياتهم التي تؤثر عليهم في أن يتقبلوا هكذا توجه قائم على التعاون، قائم على التصالح قائم على التسامح قائم على التآخي قائم على وحدة الكلمة، هذا بلدنا جميعا و يتسع لنا جميعا ومصيرنا واحد، نحن في النهاية في واقع مترابط يتأثر بعضه ببعض وتداعياته كذلك على الجميع، وبالتالي الأفضل لنا جميعا لكل المكونات السياسية والاجتماعية، الأفضل لنا جميعا أن نتوجه هذا التوجه وأن نلتف حول هذه الخطوات الثورية والشعبية التي هي لكل الشعب اليمني لمصلحة الجميع بدون استثناء وتهدف إلى الحفظ لاستحقاقات هي لصالح الجميع بدون استثناء، لماذا لا نتوجه جميعا هذا التوجه ونسعى جميعا هذا المسعى الذي فيه الخير لنا وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة لنا جميعا ؟
إذا أتينا إلى قراءة بعض المواقف التي تسعى إلى إثارة الوضع في مأرب أو خلق مشاكل في بعض مناطق الجنوب أو استهداف معسكرات الجيش في مناطق متفرقة أو العمل على الإضرار بالاقتصاد الوطني، كلها تصرفات غير مسوؤلة، على أي أساس تعتمد؟ من اي منطلق تنطلق ؟ ماذا يمكن أن ينبني عليها ؟ هل الهدف منها الحيلولة دون تحقيق الأهداف التي هي لمصلحة البلد بكله، لمصلحة الشعب بأجمعه ؟
إذا كان هناك أي طرف من القوى السياسية في الداخل أو القوى الخارجية يتصور أن بإمكانه من خلال إثارة الفوضى هنا أو هناك أو من خلال خلق المزيد من المشاكل أن يحول دون نجاح شعبنا اليمني العظيم في الوصول إلى أهدافه المشروعة المحقة العادلة التي فيها خير له وليس فيها مضرة على الآخرين فهو واهم، لأن شعبنا اليمني العظيم يتحرك اليوم تحركا حتميا ومصيريا ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتغاضى لأي طرف ليدفع به نحو الانهيار، ولأنه لا ضرورة أصلا لذلك أي طرف يواجه هذا التحرك الشعبي المنصف والمسوؤل والواعي فيحاول أن يثير الفوضى في مواجهة هذا التحرك هو المخطئ هو المفترض بها أن يراجع حساباته، أن يتخلى عن أسلوبه اللا أخلاقي واللا إنساني والمسيء لأنه لا يليق بأي طرف أن ينطلق في موقف غير مبرر ولا محق ولا عادل ولا منصف.
كل العناوين التي يحاول البعض أن يغلف بها ويغطي بها تحركه الفوضوي هي عناوين لا قاعدة لها ولا مضمون لها الهدف منها فقط هو التزييف، نحن ننادي بالشراكة ، القوى السياسية لا مبرر لها أبدا أن تواجهه هذا المسعى هذا النداء بالفوضى على المستوى الأمني على المستوى السياسي وكذلك على المستوى الاقتصادي، معنى ذلك أن البعض قد يتحرك ولربما يكون يائسا، هدفه بحد ذاته هو إثارة الفوضى بذاتها ، بمعنى وإن لم يكن مؤملا الوصول لتحقيق أهدافه أو تحقيق نتائج معينة ولكن البعض يرى في إثارة الفوضى نفسها هدفا لأنه يرى في ذلك عرقلة تحول دون الأمن والاستقرار وصلاح الوضع القائم ، الذي يجب أن نفكر فيه جميعا كيمنيين من كل القوى ومن كل المناطق في مثل هذا الظرف المهم هو:
أولا : ما يشرفنا أمام الله في ظل ما يشرفنا أمام الله سبحانه وتعالى، لأننا مسوؤلون أمام الله ، مسوؤلون عن أنفسنا عن أبنائنا عن شعبنا بكله، مسؤولون عن مستقبل بلد عن كرامة شعب وعن مصير أمة ، وبالتالي أن نتعاطى من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله وأمام التاريخ وأمام أجيالنا أمام أنفسنا حتى.
ثانيا : أن نفكر بمصلحة هذا البلد، مصلحة هذا البلد في التوافق، مصلحة هذا البلد في سرعة الانتقال السلمي للسلطة على قاعدة الشراكة وبمرجعية الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة ولتنفيذ النقاط الأربع التي أكدنا عليها في كلمة سابقة، هذه هي المصلحة وهذا هو الموقف الإنساني المسؤول والأخلاقي والذي فيه الفائدة لنا جميعا.
إذا كان هناك بعض القوى تريد أن تعتمد على التأزيم للوضع وخلق المشاكل وتتوجه في ذلك كتوجه تصر عليها فهي تتحمل المسؤولية عن تبعات مواقفها غير المسؤولة، لأنه في نهاية المطاف لن يقف شعبنا اليمني العظيم مكتوف الأيدي متفرجا على الفوضويين الذين لا يفكرون بمنطقية ولا بعقلانية ولا بمسؤولية ، لا بمنطق الدين ولا بمنطق الأخلاق ولا بمنطق المصلحة الوطنية، في نهاية المطاف لن يقف شعبنا اليمني متفرجا؛ أيضا لن يقبل شعبنا اليمني بأي حال من الأحوال من أي طرف في الداخل أو أي طرف في الخارج أن يذهب بالوضع نحو الانهيار، الذهاب بالوضع نحو الانهيار في ظرف في أي لحظة خطوة حمقاء من أي طرف؛ سيترتب عليها موقف كبير جدا لشعبنا اليمني، وكل الخطوات كل الإجراءات الضرورية لمواجهة هكذا حالة هي متاحة ولن يتردد عنها شعبنا اليمني العظيم بجيشه ومواطنيه، الكل سيتعاون : الجيش اللجان الشعبية سائر المواطنين لأن كلا معني، الكل معني الكل مسوؤل، الكل يدرك أهمية المسألة ولن يفرط أبدا شعبنا اليمني العظيم؛ لن يفرق بأمنه واستقراره من أجل فوضويين أو مشاغبين أو دعاة للذهاب الوضع نحو الانهيار وللسعي نحو تمزيق هذا البلد وتمزيق نسيجه الاجتماعي وبعثرته وتفرقته وتفتيته.
نحن اليوم نتوقع من كل يشعر بالمسؤولية، ومن كل من يحمل الإحساس بالمسؤولية والضمير والوطنية أن يتحرك في هذا الظرف مشجعا داعماً مؤكداً في هذا الاتجاه الإيجابي، الدفع نحو انتقال سلمي سريع للسلطة، وترتيب الوضع السياسي لاستمرار العملية السياسية في الاتجاه السليم والصحيح بغية إنجاز الاستحقاقات للمرحلة الانتقالية بكلها.
وللخارج أيضًا نتوجه لنؤكد أن شعبنا اليمني العظيم هو شعب له قيم له أخلاق له مبادئ، هو شعب حضاري له حضارة ممتدة على مدى التاريخ، شعب لا قلق منه إلا أن يُستهدَف.
حينما تأتي أي قوى خارجية تستهدف هذا البلد ولتتآمر على هذا البلد فإنها تتحمل مسؤولية ما تفعل، أما في حال التعامل الإيجابي الذي يليق بالجميع والذي هو لمصلحة الجميع؛ لأنني في هذا المقام أؤكد أن التآمر على هذا البلد والدفع به نحو الانهيار أو الفوضى سيكون له مردود سلبي على المنطقة بكلها؛ وبالتالي ليس في مصلحة الجميع لا في الداخل ولا في الخارج من الدفع بهذا البلد نحو الانهيار أو نحو الفوضى، هذه المسألة خطرة جدًا ولها تداعياتها السلبية والكبيرة في الداخل والخارج.
الموقف الصحيح من كل أصدقاء وأشقاء هذا البلد في ظرف كهذا أن يدعموا الخطوات الإيجابية كما كنا قد سمعنا بعض المواقف التي رحبت أو دعت إلى انتقال سلمي للسلطة.
هذا هو الموقف الصحيح من كل أصدقاء وأشقاء هذا البلد أن يشجعوا على التوافق، أن يشجعوا على سرعة انتقال سلمي للسلطة، أن يشجعوا على سرعة ترتيب الوضع الداخلي، أن لا يوعزوا إلى الموالين لهم في الداخل أن شاغبوا هنا أو أثيروا مشكلةً هناك –لا ليس ذلك من الحكمة في شيء، الحكمة هي أن تتظافر جهود الجميع في الاتجاه الصحيح المفيد للجميع والذي عاقبته ونتائجه إيجابية لمصلحة الجميع في الداخل والخارج.. هذا ما نريد أن نؤكد عليه.
ثانياً.. أريد أن أقول لشعبنا اليمني العظيم: أنت تتحرك تحركاً مشروعاً ومسؤولاً ومنطقياً وصحيحاً وسليماً وضرورياً؛ وبالتالي أي تداعيات.. أي مواقف سلبية من قوى أو أطراف لا تتفهم هذا التحرك الواعي والمسؤول والذي يتعاطى بإيجابية تجاه الجميع في الداخل وفي الخارج.. إذا اسْتُهْدِفْتَ مع كل ذلك، فلا تقلق.. أنت شعب عظيم شعب قوي لديك كل عناصر ومقومات الموقف القوي لديك القدرة لديك باعتمادك على الله سبحانه وتعالى وباعتمادك على نفسك –إمكانية أن تسقط كل المؤامرات مهما كان حجمها، لديك إمكانية أن تسقط كل مؤامرات الفوضى وكل مؤامرات العرقلة وكل مؤامرات التأزيم للوضع الداخلي.
إنه يمكن لشعبنا اليمني العظيم تفاهمت معه القوى أو تآمرت عليه –بإمكانه الوصول إلى أهدافه طالما هو متوكل على الله، ومعتمد على الله، ومؤمن بعدالة قضيته، وضرورة وحتمية تحركه وأهمية موقفه.
هنا لا قلق، الحالات التي نسمع عنها من البعض، البعض لديهم حالة من الأزمة الدائمة.. نفوس مأزومة يعملون دائما على إرباك الوضع على المستوى الإعلامي أو على مستوى الواقع في تحرك هنا أو تحرك هناك. هذه الحالات من المأزومين والضعفاء والعاجزين والبائسين واليائسين والمحطمين هي لا تعكس إرادة شعبنا اليمني العظيم الحر الذي يعي ما هو فيه ويعي أهمية ما هو فيه ويتحرك بكل مسؤولية.
إن شعبنا اليمني العظيم، بجيشه ولجانه الشعبية.. وكل أفراد شعبه رجالا ونساء هو شعب عظيم يمتلك المقومات اللازمة لِأَن يتخذ الموقف اللازم ليحمي نفسه وليقرر مستقبله وليحدد مصيره.. هذا شيءٌ واضح.
وأتوجه بنداء أخوي وطني إلى كل المناطق التي يعمل البعض على إثارة الفوضى فيها..
في الجنوب لأقول لإخوتنا الجنوبيين: نحن لكم، وأنتم لشعبكم، بقية هو عمقكم الاستراتيجي، هو سندكم، هو سيكون معكم دائما لتنالوا حقوقكم ولتستعيدوا كرامتكم وعزتكم، ولتكونوا أنتم لهذا الشعب، تاج رأسه، ووسام شرفه.
أقول لإخوتنا في مأرب: نحن إلى جانبكم في أن تكونوا مستفيدين من الثروة النفطية بالحد الذي يعالج ما أنتم عليه من البئس والحرمان، وما حرمتم فيه في السابق.. في ما مضى، نحن إلى جانبكم في أن يكون لكم دور إيجابي وإسهام كبير على مستوى بلدكم بكله، لا أن يحاول البعض أن يحشركم في دائرة ضيقة أو يتآمر عليكم أو يدخلكم في مشاكل كبيرة.
أقول لإخوتنا في تعز كذلك: لا تصدقوا كل الذين هم مأزومين مناطقيا، أنتم لكم حضوركم الكبير في هذا البلد بكله، وينبغي أن يكون لكم هذا الدور المهم على مستوى بلدكم كل بلدكم.
أقول لبقية شعبنا اليمني العظيم: يجب أن تعالى.. أن نترفع بأخلاقنا وبقيمنا وبوطنيتنا وشهامتنا ووعينا وكرامتنا على كل تلك النعرات الطائفية والمناطقية والمذهبية والقومية.. أن ندرك أننا شعب واحد، له دين واحد، له مصير واحد، وأن قوتنا وعزتنا ومنعتنا وكرامتنا وأهمية دورنا في الحاضر وفي المستقبل هي بتظافر جهودنا.. بتوحدنا.. بتآخينا.. بتعاوننا.. بتكاتفنا؛ وليست في تفرقنا، ولا في تبعثرنا ولا في مناطقيتنا وانعزالنا –لا كل ذلك إنما يترتب عليه الضرر بهذا البلد وبالبؤس لكلّ على حدة، والمعاناة لكل على حدة أيضاً؛ وبالتالي ينبغي أن نواصل المشوار ولا نقلق أبداً.
وفي هذا السياق هناك مشاورات مستمرة مع القوى السياسية وبرعاية أممية، نحن نأمل له النجاح، ولكنه لا غنى أبداً عن الدور الشعبي؛ لذلك يجب أن يستمر الزخم الشعبي الذي يعبر عن عنفوان وقوة إرادة هذا الشعب.. وعزة هذا الشعب.. ووعي هذا الشعب.. وقوة هذا الشعب.. وصلابة هذا الشعب.. وتحمل هذا الشعب لمسؤوليته.. وقوة إرادته في مواجهة كل التحديات وكل الأخطار، وتعبر عن حكمته ورشده وسداد رأيه وتدلل فعلا على ما قاله الرسول صلوات الله عليه وعلى آله عن هذا الشعب وعن هذا البلد:«الإيمان يمان والحكمة يمانية».
في ظل هذا الدور الشعبي الرئيسي المهم الذي يُعوّلُ عليه للخروج بالبلد من أي مأزق.. من أي ظرف إلى برّ الأمان..
أوجه دعوتي إلى كل أحرار وشرفاء هذا الشعب من كل أطيافه، من العلماء والقبائل والوجاهات الاجتماعية والأكاديميين وكل أطياف هذا الشعب –إلى اجتماع واسع وكبير وتاريخي واستثنائي في صنعاء ليوم الجمعة؛ الهدف من هذا الاجتماع هو المراجعة للوضع الداخلي على المستوى السياسي والأمني والخروج بمقررات هامّة واستثنائية وتاريخية.
وأؤكد لشعبنا اليمني العظيم أنه طالما أنت شعب تدرك مسؤوليتك.. وتعي مسؤوليتك.. وتقوم بمسؤوليتك.. وتتحرك معتمدا على الله –فلك حسن العاقبة، ولك الظفر، ولك النصر، والعاقبة للمتقين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.