ماذا لو قطعت السعودية "مساعداتها" لليمن
في ظل ما تعيشه اليمن من احداث هذه الفترة كثر الحديث عن المساعدات السعودية والوديعة السعودية في البنك المركزي اليمني وظهر المحللون الذين يتحدثون عن الازمة الاقتصادية التي ستحدث فيما لو سحبت السعودية هذه المساعدات والوديعة التي في البنك المركزي يقدمونها كتهديد فيما لو انتصرت الثورة الشعبية وتشارك كل القوى السياسية في ادارة البلاد وفقا لاتفاق السلم والشراكة الوطني وكان اليمنيين سيموتون جوعا فيما لو قطعت السعودية هذه " المساعدات " .
وتقدمه الأحزاب الموالية للسعودية كذريعة وحجة لمواقفها الغير الوطنية التي يعمدون من خلالها الى إيصال العملية السياسة الى انسداد فأما ان نخضع للإرادة السعودية او سنموت جوعا فهل هذه المساعدات حقيقية وهل هذا التهديد يستدعي ان نتنبه له ؟؟
استحوذت السعودية على اليمن وخياراته وطاقاته البشرية فترة كبيرة لأكثر من ثلاثة عقود بسياسة العصا والجزرة وعانا اليمنيين من الهيمنة السعودية على القرار السياسي والعسكري والاقتصادي طوال هذه الفترة واستعبدت العمالة اليمنية واستحوذت أيضا على السوق اليمني بمنتجاتها الباهظة الثمن والرديئة في الجودة كل هذا مقابل ما يسمونه المساعدات السعودية ؟؟؟!! فهل هذه المقايضة عادلة ؟؟
ما يسمونه بالمساعدات السعودية تقدم لمراكز القوى وأصحاب القرار في اليمن السياسي والاقتصادي والعسكري وللفاسدين وكبار رجال السياسة في اليمن ولا يصل للمواطن شيء من هذه المساعدات تقدم هذه المساعدات وما يصل المواطن من هذه المساعدات هو امتصاص أمواله بالمنتجات السعودية الباهظة الثمن ورديئة الجودة وامتهان واستعباد للعمالة اليمنية ومنع كل مقومات التنمية البشرية وفرض على الدولة اليمنية بإيقاف أي مشاريع تنموية تشغل الطاقات اليمنية وسياسة افقار للشعب وتجويه واليوم يظهرون لتخوفينا فكيف تخوف الجائع بالجوع ؟؟
تصاعدت نبرة تخويف الشعب اليمني الجائع بالجوع الذي سيحصل فيما لو قطعت السعودية مساعداتها من الأحزاب السياسية التي لا تريد ان تصل بالبلاد الى حل لانها لا تريد لليمن الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي متذرعة بالمساعدات السعودية .؟ فهل السعودية تقدم مساعدات لليمنيين ام انها تسرق أموال اليمنيين ؟
راجعوا وزارة الصناعة والتجارة وابحثوا عن القائمة للمنتجات السعودية التي يستوردها اليمنيين من السعودية ستجدونها قائمة طويلة عريضة تعرفون المشروبات ومواد التنظيف السعودية فقط التي تملئ الأسواق اليمنية ولو حسبنا بالحاسبة فارق الأموال التي تتقاضاها السعودية من المواطن اليمني مقابل المنتجات السعودية الرديئة في الجودة والكمية بمقارنتها بالمنتجات نفسها من دولة أخرى كروسيا او الصين او ايران او أي دولة أخرى لكان الفارق مهول ومخيف ولوجدنا ان ما تقدمة السعودية باسم مساعدات لليمن جزء بسيط من فارق الأرباح التي تتقاضاها السعودية من المواطنين اليمنيين في مقابل المنتجات السعودية الغذائية التي تملئ السوق اليمني " العبارة الصحيحة السعودية تسرق أموال اليمنيين ولا تقدم مساعدات مالية " .
أيضا لو حسبت بكم تشتري كمواطن يمني يوميا من المنتجات السعودية وقارنه بما يصلك كمساعدات سعودية ؟ فهل يصلك شيء؟ وفيما لو افترضنا ان هناك من يصلهم من المساعدات السعودية فهل يصلهم سنويا ما يوزي الأرباح فقط من ما يشترونه من منتجات سعودية ؟ وأيضا لو أعاد فتح المجال لتجار اليمن الذين يشترون المنتجات السعودية أسواق أخرى بديلة لنفس المنتجات التي يستوردونها من السعودية كم سيجدون من فارق كبير بين ما يشترونه من السعودية مضطرين من عدة نواحي تكاليف النقل وفارق الأسعار والجودة والكمية ؟ اعيدوا حساباتكم وستعرفون ما حقيقة ما يروج عن مساعدات سعودية ؟ ابحثوا في الانترنت على نفس المنتجات التي تبيعها السعودية لنا في أسواق دول أخرى لتعرفوا الفارق .
فهل السعودية مستعدة لقطع مساعدات لدولة تعتبر اكبر سوق تجاري لمنتجاتها ؟ غبي من يعتقد ان السعودية ستخسر سوق تجاري لمنتجاتها مثل اليمن هذا أولا وثانيا نحن لا نريد هذه المساعدات فيما لو فتحنا السوق اليمني امام المنتجات نفسها لدولة أخرى كروسيا او الصين او المانيا او ايران او غيرها ونحصل بذلك على منتجات اكثر جودة وفارق كبير في الكمية والسعر لأي منتج نشتريه من السعودية وأيضا سنحظى أيضا من هذه الدول على مساعدات تنموية حقيقية مقابل ما نشتريه منها ؟
الدول اليوم تبحث عن سوق لمنتجاتها وستقدم للدولة التي تفتح سوقها امام منتجاتها كل الخدمات الاقتصادية والتنموية ؟
نامل ان تقطع السعودية مساعداتها كي نفتح اليمن سوق حر امام دول العالم المتنافسة على إيجاد سوق تجاري لمنتجاتها مقابل تنمية اقتصادية حقيقة توظف بها الطاقات البشرية اليمنية التي يعتبر اليمن مخزون بشري .
- قرأت 535 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ