قائد الثورة الذي ينتمي اليهم ويشعر بهم
في ملعب الثورة اليوم صمت الجميع واصغوا وكأن على رؤسهم الطير حين بدء سيد الكلام يلقي خطابا شاملا موجهاً للداخل والخارج، كنت أراقب تلك الوجوه والعيون وهي تنظر نحو السيد يحدوها الأمل والثقة والتفائل والاستعداد التام للتضحية في سبيل تحقيق مفهوم السيادة والاستقلال الوطني، كانوا يستمعون لحقيقة ما جرى خلال التفاوض مع المكونات السياسية المختلفة، لم تضايقهم حرارة الشمس او برودة الجوء او الغبار المتطاير من حولهم لقد تدفقوا من كل مكان لتأييد الإعلان الدستوري من قبل اللجان الثورية و للاستماع لخطاب قائد الثورة الذي فوضوه قبل ايام والذي كان بحجم ثقتهم وتفويضهم،
نعم حضر الجميع من سياسين وأكاديميين وشخصيات اجتماعية ومثقفين وعسكريين رجالا ونساء، الكل حضروا الفعاليه الوطنيه، لكن ما لفت نظري ان معظمهم من طبقة البسطاء والفقراء من الفلاحين والعمال الذين تجاهلتهم النخب السياسية من اصحاب الملابس الأنيقة والراقية ورغد العيش ومن المنظرين والمثقفين والناشطين والذين أصبحوا لا يشعروا بما عاناه ويعانية هؤلاء البسطاء من صعوبة الحياة بل صاروا عائق وسببا رئيسيا لتفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية،
لقد جاؤا الى قائدهم الذي ينتمي اليهم ويمثلهم و يشعر بهم ويشافي أرواحهم بكلماته المعبرة وخطابة الذي يبعث العزه والكرامة في أنفسهم، راقبت سعادتهم وهم يغادرون بعد انتهاء المهرجان بالفرح والابتسامه مرسومة على وجوههم، عندها شعرت ان السيد قد أزاح عن كاهلهم هموم الدنيا التى أعيتهم حينما تحدث عنهم وعاهدهم بحماية وطنهم وبناء مستقبلا أفضل لهم و للاوادهم، هنا تكتشف العلاقة الحقيقية بين القائد والمجتمع علاقة قائمة على واحدية الهدف والغاية نابعة من الاحتياج المجتمعي والشعور المتبادل لا علاقة التابع والمتبوع او علاقة المرشح والأصوات الانتخابية،
منذ اليوم الاول للحراك الثوري الشعبي والى اليوم وفي كل المظاهرات والفعاليات وانا أشاهد هؤلاء بحماستهم وإصرارهم المنقطع النظير يؤكدون على الاستمرار بثورتهم خلف قيادتهم الثورية لحين تحقيق أهدافهم التى خرجوا لأجلها متجاوزين كل الصعاب والعقبات التى تحاول ثنيهم او أعاقتهم وهنا نشاهد الصلابة والإصرار والحكمة اليمانية التى اتصف بها هذا الشعب العظيم، وإمام هذه الحالة النادرة الحدوث في التاريخ من التفاعل والزخم والثقة المجتمعية أصبحت القيادية الثورية امام مسؤولية كبيرة جدا تفرض عليها السير في حماية الثورة والحفاظ عليها وتحقيق احلام المجتمع بما يسهم في تغيير أحوالهم نحو الأفضل ويضمن قيام دولة العداله والمواطنة التى يسموا اليها الجميع،
- قرأت 356 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ