رسالة الى مركز العدالة الانتقالية

نقلا  عن صحيفة الاولي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم وأسعد الله بالخير أوقاتكم
الأخوات والأخوة
بداية أعتذر عن عدم الحضور أن أتقدم ان اتقدم لمركز العدالة الانتقالية بخالص التهاني بمناسبة انعقاد مؤتمره التأسيسي متمنية له النجاح والتوفيق في أعماله ,والمهام التي تنتظره.
الأخوة والأخوات
لست بصدد تسجيل شهادة عن قضية الشهيد المغدور فيصل عبد اللطيف , واكتفي بالشهادات التي سجلت حول تصفيته ,في دراسة التعذيب لمنتدى الشقائق العربي والتي أعدها الأستاذ عبد الكريم الخيواني ,
انما أتحدث إليكم في فعاليتكم هذه بإيجاز عن القضية من زاوية أخرى كمثال لماسي غاشها ويعرفها ذوي وأهالي الضحايا , قضيه بقدر ما هي وطنيه فإنها قضيه شخصيه وعائليه وإنسانيه عشتها على مدى عمري طيلة العقود المنصرمة ,وهي في صميم موضوع العدالة الانتقالية
أنا ابنة الثائر فيصل عبد اللطيف الشعبي أحد أبطال أكتوبر وعقل الاستقلال كما أسموه رفاقه , في مطلع أبريل 1970 ,أخذ والدي من محل أقامته الجبرية بعد حركة انقلاب 22 يونيو69 إلى سجن فتح ,ولم يعد ,قيل أنه تمت تصفيته بحكاية ملفقه حينها ,لم تسلم لنا جثته ,ولا عرفنا قبره.
سنويا كنت في طابور المدرسة أقف في تاريخ الانقلاب لكي اسمع القدح والذم في حق والدي والرئيس قحطان الشعبي ,كرموز لليمين الرجعي , كما أسماهم رفاقهم في الجبهة ,في نفس الوقت كنت أسمع من عائلتي ومحيطي عن دور والدي كثائر ومناضل ,ولاحقا سمعت رفاقه وهم يجمعون عليه ودوره كمناضل وثائر وفدائي ورجل دوله ,لم يكن والدي موجودا في مناهج التعليم ولا الإعلام
ومازال فيصل مغيبا,كرمز وطني ,وكرب عائله ,وكوالد حتى اليوم ,وكقبر وذكرى وحق وإنصاف , شأنه شأن الكثير من المغيبين والمخفيين قسريا ,وأنني وأخواني كولاة دم فيصل وهو حق لا ينازعنا فيه أحد ,لا يحركنا الانتقام بل العدل , ولم يسكننا الثأر بل الإنصاف , ولا نبحث عن مصلحه بل عن الحقيقة , من أجل الوطن الذي شوه تاريخه , ونضالات أبنائه , وغيبت رموزه ,وثواره ورجالاته الوطنيين , ليحتل مكانهم أدعياء ومزورين ومجرمين ,أوصلونا كشعب وبلد إلى ما وصلنا أليه
وأنني عندما أتحدث عن فيصل, أتحدث عنه كنموذج لضحايا الصراع السياسي, على امتداد الساحة اليمنية , أنشد العدل والإنصاف للجميع, بدون استثناء أو انتقاء مستشعرة بالألم والمرارة والغبن والفقد لدى الجميع.
تعلمون جميعا أيها الأخوة والأخوات ..مدى الحاجة الفعلية لقانون عدالة انتقاليه, يغلق ملفات الصراع, ويكشف الحقائق ويعيد الاعتبار, على أساس العدل وجبر الضرر, لكن قانون عدالة انتقاليه حقيقي بوضع انتقالي صحيح, يتوفر فيه استعداد الجاني الاعتراف بجرمه, والاعتذار لضحيته.,وهو ما يغيب عن مشروع قانون العدالة الإنتقالية الذي يطبخ حاليا حيث لا وجود لوضع انتقالي بعد ,فالجناة عموما مازالوا ممسكين بالقوة ,بل ومستعدين لتكرار جرائمهم.
الأخوات والأخوة
أن أكثر ما عانت منه اليمن هو أفراغ الحكام مضمون كثير من الأشياء , وهو ما يعزز المخاوف من أفراغ مضمون قانون العدالة الانتقالية ,وتمرير الحكومة لقانون انتقائي يعيد قتل الضحايا مره أخرى ,ويكرم الجلادون , ويحصن القتلة , ويكافئ المنتهكين , وذلك ليس بعيد ,وتجربة قانون الحصانة خير دليل.
وأامل من مركزكم الموقر أن يكون في مقدمة الرافضين لإفراغ العدالة الانتقالية من مضمونها , الحقيقي , والسعي إلى أن يكون القانون قائما على أساس الشروط العلمية والموضوعية ,والقانونية والسياسية والوطنية للعدالة الانتقالية , حتى لا يكون قانون لا يصبح مشروع عدالة انتقائية أو انتقامية زورا باسم العدالة الانتقالية.
ختاما أهنئ مؤتمركم ومركزكم الموقر مرة أخرى ,
ولكم التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علياء فيصل عبد اللطيف الشعبي
صنعاء
تاريخ 13يونيو2012م

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.