اليونسكو تدعو إلى وقف تدمير التراث الثقافي في اليمن

في ظل الاستهداف المستمر للعديد من الابينة التاريخية من قبل قوات العدوان السعودي وحلفائها، وتدمير التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن، علقت المدير العام لمنظمة اليونسكو "ايرينا بوكوفا" على الغارات الجوية التي نفذها طيران العدوان السعودي على مدينة صنعاء القديمة، قائلة "إن التراث الثقافي هو جزء من ذاكرة وهوية المجتمعات ومرجعا هاما للمصالحة المستقبلية وللتنمية المستدامة وهذا التراث يجب احترامه وحمايته".

وأضافت انه "تم قصف مدينة صنعاء القديمة مرة أخرى في ليلة  18\19 ايلول ، حيث دمرت الغارة منزل آل العيني وتعتبر مدينة صنعاء القديمة مثالا رائعا للعمارة الإسلامية القديمة المدرجة ضمن التراث العالمي منذ عام 1986 وهي نموذج بارز على الطراز المعماري الفريد في اليمن وهذا القصف أدى إلى أضرار متزايدة لحقت بالمباني التاريخية".
وحثت بوكوفا في تصريح نشر على موقع المنظمة، على الكف فورا عن استهداف التراث الثقافي وبشكل خاص المناطق السكنية التاريخية ولا ينبغي أن يتضرر التراث الثقافي أثناء النزاعات".

ودعت المديرة العامة لـ"اليونسكو" مرارا إلى احترام اتفاقية عام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح وبروتوكوليها عن طريق الإحجام عن استهداف الممتلكات الثقافية واستخدامها لأغراض عسكرية.

وأضافت المدير العام لليونسكو ان هذا الهجوم الجديد جاء بعد أيام قليلة من تدمير معبد الاله نكرح، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد وجزء من سور المدينة القديمة للموقع الأثري براقش، بالقرب من مأرب إضافة إلى العديد من حالات تدمير المتاحف والآثار والمدن التاريخية والمواقع الأثرية في اليمن.

يذكر أن مدينة صنعاء القديمة أُدرجت في قائمة التراث العالمي في عام 1986، حيث أصبحت هذه المدينة مأهولة بالسكان منذ أكثر من 2500 سنة، كما تحوّلت في القرنين السابع والثامن إلى مركز هام لنشر الإسلام، فحافظت على تراث ديني وسياسي يتجلى في 103 مساجد، و14 حماماً و6000 منزل بُنيت جميعها قبل القرن الحادي عشر، أما المساكن البرجية المتعددة الطبقات ومنازل الآجر القديمة فتزيد الموقع جمالاً، بالإضافة إلى ذلك هناك موقعان آخران للتراث العالمي هما: مدينة شبام القديمة وسورها (1982) وحاضرة زبيد التاريخية (1993)؛  وهاتان المدينتان مدرجتان في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2000.