الجولان ونظام الأسد وموقف حزب الله

كلنا يعرف ان من يدخل في حرب مباشرة ونظاميه مع اسرائيل سيخسر الحرب!  لان اسرائيل لها استعداد وخبرة اكبر في  المواجهة المباشرة, فأمريكا ستستخدم كل قوتها لمساعدة الكيان الصهيوني كما فعلت اثناء حرب اكتوبر, مع العلم بان الامريكيين لهم انتشار أوسع  حول سوريا مما كانوا عليه ايام حرب اكتوبر, بالإضافة إلى قطعهم الحربية المنتشرة في المنطقة, فلهم قواعد ثابتة في دول الجوار كالعراق تركيا السعودية الكويت البحرين وقطر, فهل يعقل ان يقف الأمريكيين مكتوفي اليدين في حال هجوم سوريا على الكيان الصهيوني, والمشكلة ليست في القواعد الأمريكية فقط بل في الأنظمة العميلة التي لن تتردد في دعم الامريكيين ولا أستبعد ان يقوموا بمنع المساعدات من سوريا او حتى محاصرتها من اجل ارضاء الامريكان, وخير دليل على ذلك ما حصل في العراق وأفغانستان و ما حصل خلال حرب ٢٠٠٦ بين المقاومة اللبنانية والكيان الصهيوني, أيضاً حصار غزة والمعاناة التي عاشوها طوال كل الحروب التي شنها الكيان عليهم .
ومن اكبر أمثله الخيانة العربية قيام ملك الأردن الحسين بن طلال بتحذير الكيان الصهيوني باستعداد مصر وسوريا للحرب.
لذلك حرص النظام السوري على عدم الانجرار لحرب مباشره, حتى عندما قامت اسرائيل بضرب ما يعتقد انه مفاعل نووي سوري تحت الإنشاء, وقد قامت بنفس الأمر عندما دمرت المفاعل العراقي في الثمانينات.
سوريا كانت تقوم بحرب بارده من خلال دعم مطلق للمقاومة التي حررت جنوب لبنان وهزمت أسطورة دبابة " الميركافا  " الإسرائيلية, ودعمت المقاومة داخل فلسطين المحتلة واستضافة كوادرها على التراب السوري من دون أي مساومة بالإضافة  إلى ألاف اللاجئين الفلسطينيين.
فلذلك انا اتفق مع من يقول ان النظام السوري لم يقوم بإطلاق رصاصة واحدة على الجولان لكنه لم يساوم أيضاً بين المقاومة و الجولان.
الكل يعرف ان نظام الأسد دكتاتوري وقمعي ولاكن هذا ماهوا علية ال سعود ونهيان وخليفه وثاني وال الصباح, فهل يعقل ان تلك الأنظمة تريد الحرية والدمقراطية لسوريا ؟ ام انها فقط وراء أحياء الطائفية والفتنة والاقتتال في سوريا لكي تخيف شعوبها من الدمار الحاصل بسبب الثورات "على ولي الامر" .
هناك من سيقول ان نظام بشار دموي لا يقارن بأنظمة الخليج؟
الاجابة انه لو تحولت المظاهرات السلمية في البحرين إلى استخدام السلاح فماذا سيكون رد ال خليفة ؟ الم يقتل المتظاهرين وطلبوا قدوم ما يسمى بقوات درع الجزيرة لقمع مظاهرات سلميه، وقاموا حتى بهدم دوار اللؤلؤة وتغيير اسمه، وكانت هناك نيه للاتحاد مع السعودية ! فما بالك بما سيقومون بعملة في حال استخدام السلاح من قبل الثوار !! سيقومون بتكفيرهم وإخراجهم عن الملة وإحلال دماء أطفالهم وشيوخهم ونسائهم بالفتاوى الرنانة كتلك التي استخدمها نظام صالح في اليمن خلال حرب ١٩٩٤.
ان من حول الثورة السلمية للشعب السوري على النظام الدكتاتوري الذي لم يتردد في استخدام الاسلحة والقتل ضد شعبة إلى دموية مسلحة شاملة من كلا الطرفين هو تدخل تلك الدول بالمال والسلاح وبأخطر الاسلحة في المنطقة كالفتاوى والتكفير والطائفية .
كل ذلك الدعم المسلح للمعارضة كان لصالح النظام اكثر من ما كان للمعارض,
فقد قام النظام باستخدام كل تلك المعطيات لإظهار المعارضة بانها دموية طائفية لن تتردد عن قتل وذبح كل من يتعامل او حتى يتعاطف مع نظام بشار.
وقد قامت بعض فئات المعارضة السورية بإعدام وقتل وذبح من كانوا من الشبيحة او الجيش السوري او العلويين وتصوير ونشر تلك الجرائم على اليوتيوب .هذا ما دفع تلك الطوائف السورية للبقاء والاستماتة مع النظام خوفاً من مواجهة نفس المصير حال سقوط الأسد .
وانا لا انكر ان النظام قام بالقتل والتعذيب اكثر من الجيش الحر ، وما ميز الثورة المصرية أو التونسية هو عدم انجرارها الى مواجهة الجيوش, وخير دليل على ذلك هو سقوط نظام مبارك وزين العابدين رغم قيام الاول بقتل اكثر من ثمان مئة متظاهر سلمي .
ولو ان الشعب المصري قام بقتل رجال الشرطة والأمن لأدى ذلك إلى تعاطف والتفاف الجيش مع مبارك، لان كل انسان يموت من كلا الجانبين له عائلة وقبيله ورفاق وأصدقاء يريدون الانتقام, وبذلك الصبر من الشعب المصري لم يكن لمبارك اي مجال للبقاء حتى مع دعم حلفائه في الخليج ودول الغرب.
وبالنسبة لموقف حزب الله من الثورة السورية فهوا كالتالي:
لقد مر الحزب بعدة حروب مع الصهاينة وكان الداعمان الوحيدان له ايران وسوريا التي كانتا كشريان الحياة لحزب الله .
قيادة حزب الله تعرف ان دعمهم لثورة سوريا او عدم انحيازهم لأي طرف لن ولم يغير موقف الخليج و المسلحين السوريين الذي كان ولايزال من قبل وخلال احداث سوريا يتهم الحزب بالعمالة غير المعلنة لإسرائيل وانهم ابنا متعه ومجوس واخطر من النظام الصهيوني .
فكيف نتوقع من حزب الله ان يقوم ويتحالف مع تلك الأنظمة التي هي نفسها من قام بقمع ثورة البحرين بمباركة أمريكية أوربية ولأسباب طائفية.
وعند سؤال البعض كيف تطلبوا مساعدة امريكا وأروبا وهم من قاموا بقتل الملايين في العراق وأفغانستان قبل وبعد الاحتلال ؟ يكون الرد: نحن سنتحالف حتى مع الشيطان للقضاء على بشار !!  وبمنطقهم هذا  فلحزب الله الحق بالتحالف مع الشيطان لأجل مصالح المقاومة ولأجل القدس وفلسطين .
ولقد عرفنا ان الهدف الاول لمن سيقومون بإسقاط نظام بشار هو القضاء على حزب الله وليس تحرير الجولان لان حزب الله اخطر من اسرائيل.
اسرائيل سوف تكون المستفيد الاول من ذلك لأنه في حاله سقوط الاسد سيتكفل النظام الجديد بالقضاء على المقاومة وفي حاله قيامه بذلك فهو لن يقوم بالعداء لإسرائيل حتى برصاصة واحده لان الدول الداعمة له كأمريكا والخليج لن ترضى بذلك , وسيبقي الوضع على ما هو عليه باستمرار احتلال الجولان والفارق الوحيد ان الكيان الصهيوني سيكون مرتاح البال لعدم وجود اي مقاومة
تذكر في سوريا ولبنان . ولأهمية الجولان المائية وتلالها التي تطل على سوريا يمكن ان تقوم اسرائيل بالانسحاب من اجزاء صغيره فقط  لكسب الاعتراف السوري بالكيان بضغوط أمريكية .
وبذلك الانسحاب سيتم القضاء على الممانعة السورية باستعادة اجزاء بسيطة من الجولان كما تم القضاء على الممانعة المصرية بالانسحاب المشروط من سيناء. وكل هذاء على حساب القضية الفلسطينية, وحينها سيتفرغ الصهاينة للمقاومة الفلسطينية التي خسرت قواعدها الأساسية في سوريا ولبنان.