صحيفة ( الأولى) : ألوصايا الـ6 من أوباما لهادي

أبرزها: لن نتدخل لحل خلافاتكم بعد الآن لأن ذلك ليس في صالحك ويضر بمصالحنا * سندعم اليمن "لوجستياً وإدارياً" أما "مالياً" فسيتكفل به "أصدقاء اليمن" * لا تنجر إلى صدام مع "صالح" * امنع وصول "المتطرفين" إلى السلطة * أيدي بعض العسكريين لديكم "ملطخة بدماء جنودنا"
تقرير خاص بـ"الأولى":
استمع الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى جملة مواقف من الإدارة الأمريكية تجاه الشأن اليمني، خلال لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوبا ومساعديه.
وكشفت مصادر سياسية رفيعة لـ"الأولى" تفاصيل المحادثات التي أجراها الرئيس هادي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار مساعديه، الثلاثاء الماضي، حيث أوضحت أن هادي خلال اللقاء القصير مع أوباما في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تحدث عن استراتيجية لديه للحرب على الإرهاب في اليمن. وقد رد عليه أوباما بأنه لم يفهم على وجه الدقة مضمون كلام هادي، ووعده بأن يجلس مع مستشاريه ويبلغه برده.
وبعد حوالي 11 ساعة عقد مستشارو أوباما، وبينهم نائب مستشار الأمن القومي جون بيرنان، لقاء مع هادي، وأبلغوه بما قالوا إنها مواقف الرئيس أوباما تجاه الأوضاع وتطوراتها في اليمن.
ونقل مستشارو أوباما عنه أنه يدعم رئاسة هادي، وأن أمريكا ستدعم اليمن "لوجستياً وإدارياً"، أما الدعم المالي فسيتكفل به "أصدقاء اليمن".
كما أبلغوا هادي أن لدى أوباما والإدارة الأمريكية قرارا بعدم التدخل أكثر لحل الخلافات الداخلية في اليمن من الآن فصاعدا، وخاطبوا هادي نقلا عن الرئيس أوباما: "يؤسفنا أن نبلغكم أن لدينا قراراً منذ الآن بعدم التدخل في حل خلافاتكم الداخلية، وكذلك الأمم المتحدة، وعليكم أن تحلوا هذه الخلافات بأنفسكم، لأن المزيد من التدخل في هذه التفاصيل ليس في صالحك، ويضر بالمصالح الأمريكية"، طبقا لمسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، نقل تفاصيل هذه المحادثات إلى دوائر سياسية في صنعاء، الخميس.
كما حث أوباما الرئيس هادي على عدم "الانجرار" إلى "صدام" مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحثه أيضا على "منع وصول المتطرفين إلى السلطة". مشددا على ضرورة تعزيز حضوره (هادي) داخل حزبه (حزب المؤتمر الشعبي العام)، مع تأكيده أن أمريكا ستدعم مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته، والاستمرار في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وفي ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، أبدت إدارة أوباما تحفظها تجاه قادة عسكريين في اليمن، حيث قال مستشارو أوباما لهادي إن أيدي هؤلاء القادة "ملطخة بدماء جنود أمريكيين"، حسب تعبيرهم.
إلى ذلك، التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي، مساء الخميس، بنائب الرئيس الأمريكي جون بايدن، في البيت الأبيض بواشنطن، في أول زيارة يقوم بها إلى الولايات المتحدة منذ استلامه السلطة مطلع العام الجاري.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن هادي وبايدن ناقشا "التعاون المشترك والعلاقات الثنائية الخاصة بين اليمن والولايات المتحدة، ومناقشة التطورات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لإنجاح التسوية السياسية التاريخية".
وأضافت أن الرئيس اليمني استعرض "القرارات والخطوات التي تمت في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وما حققته المرحلة الأولى من نجاحات تضمنت تشكيل حكومة الوفاق الوطني والانتخابات الرئاسية بغية خلق الظروف الموضوعية والملائمة لإجراء الحوار الوطني الشامل الذي من شأنه مناقشة كافة المواضيع المدرجة على الساحة الوطنية، والخروج بمصفوفة قرارات وتصورات تهدف إلى رسم معالم لعقد الاجتماع الجديد لمنظومة الحكم الرشيد المرتكز على الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة واحترام سيادة القانون والعدالة والمساواة".
ونسبت وكالة "سبأ" إلى نائب الرئيس الأمريكي ثناءه "على الخطوات الاستثنائية والشجاعة للرئيس عبد ربه منصور هادي، خصوصاً في أوج الأزمة اليمنية، ورعاية عملية الانتقال السلمي للسلطة".
وأضافت أنه وصف تلك الخطوات "بالمهمة والتاريخية في سبيل إيصال اليمن إلى بر الأمان، وتجاوز الظروف الصعبة".
وأكد نائب الرئيس الأمريكي أن أوباما والإدارة الأمريكية "ملتزمون بدعم اليمن خلال العملية السياسية حتى نهاية المرحلة الانتقالية وتحقيق الأهداف المرجوة".
وتابع أن "الحكومة الأمريكية ستعمل كل ما هو مهم وضروري من أجل نجاح العملية السياسية في اليمن".
وذكرت الوكالة أن الرئيس هادي استكمل نقاشاته مع جون برينان، نائب مستشار الأمن القومي، ومساعد الرئيس لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، بمشاركة عدد من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي، حيث أبلغ برينان الرئيس هادي أن السلطات اعتقلت منتج الفيلم المسيء للإسلام، وسيتم تقديمه للمحاكمة لينال جزاءه العادل.
وقالت إن هادي عبر عن "ارتياحه بالخطوة الحكيمة التي ستهون من هول الصدمة لدى المسلمين في كافة أرجاء العالم".
حضر اللقاء من الجانب اليمني وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور علي منصور بن سفاع، والقائم بأعمال سفارة اليمن بواشنطن عادل السنيني.
إلى ذلك، أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن الاجتماع الرابع لأصدقاء اليمن الذي عقد الخميس في مدينة نيويورك الأمريكية، كان ناجحاً، حيث تم فيه مناقشة كافة القضايا المتصلة بتطورات الأوضاع على الساحة اليمنية، وكذا سير عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والعوائق التي تقف أمامها.
وأشار هادي في مؤتمر صحفي عقده مع وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ، في ختام الاجتماع، إلى أن المبادرة الخليجية التي وقعت عليها القوى السياسية في اليمن، وآليتها التنفيذية التي حددت مرحلتين؛ الأولى تشمل الانتقال السلمي والسلس للسلطة، قد تم تنفيذها، فيما المرحلة الثانية التي تشمل الإعداد والتحضير للحوار الوطني، جارٍ العمل على تنفيذها حاليا، وتم تشكيل لجنة فنية للإعداد والتحضير للمؤتمر.
وأعرب الرئيس عن أمله في أن يبدأ المؤتمر قبل نهاية هذا العام، على أن يستمر إلى شهر مايو من العام القادم، ويناقش كل القضايا اليمنية، ومنها الدستور الجديد لليمن ومبادئ الحكم الرشيد.
وأوضح، طبقا لوكالة "سبأ"، أنه يجري حالياً العمل على إعادة هيكلة مؤسستي القوات المسلحة والأمن. لافتا إلى أن هذه الهيكلة بدأت، وستتواصل خلال المرحلة الانتقالية، وستستمر بعد هذه المرحلة، بما يكفل بناء جيش وطني على مرتكزات مؤسسية، بحيث لا يكون تابعا لأسرة أو أفراد معينين.
واعتبر أن اليمن واجهت 3 أزمات سياسية وأمنية واقتصادية. مبينا أن المبادرة الخليجية طرحت الأسس والمبادئ للخروج من الأزمة السياسية، فيما يتم الآن العمل على حل الأزمة الأمنية، والقضاء على القاعدة، ومواجهة القرصنة في خليج عدن.
وقال: "نواجه عدة اتجاهات في الجانب الأمني؛ نواجه انقسامات في الجيش، ونواجه انقسامات في الأمن". مبينا أن المعالجات في هذا الشأن تسير الآن بطرق ممتازة، بما في ذلك إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن، بحيث تبنى على أسس وطنية، وتكون لليمن جميعاً.
وأضاف: "وفي ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، كان هناك مؤتمران للمانحين في الرياض؛ مؤتمر في مايو، ومؤتمر في الـ4 من سبتمبر الجاري، ووصلت التعهدات المعلنة فيهما لدعم اليمن إلى 6 مليارات و400 مليون دولار، واليوم في اجتماع أصدقاء اليمن بنيويورك كانت التعهدات المعلنة تتجاوز 1.4 مليار دولار"، معبرا في هذا الصدد عن شكره وتقديره للدول والمنظمات التي أعلنت تعهدات لدعم التنمية في اليمن خلال هذا الاجتماع، ومنها فرنسا التي تعهدت بتقديم مبلغ 80 مليون دولار، وتركيا التي تعهدت بـ100 مليون دولار.
واعتبر أن تقديم الدول والمنظمات المانحة هذا الدعم لليمن سيساعد في إنجاح عملية الانتقال السلمي للسلطة والمرحلة الانتقالية، لكون المشكلة الاقتصادية في اليمن تشكل 70 بالمائة من التحديات الماثلة في الوقت الراهن، موضحا في هذا الخصوص أن 70 بالمائة من السكان أعمارهم ما دون 35 عاماً، و6 ملايين من الشباب أعمارهم أكثر من 15 سنة وأقل من 28 سنة، فضلا عن وجود نحو 600 ألف طالب جامعي تخرجوا قبل 10 سنوات، وهم الآن بدون عمل، وهذه مشاكل كبيرة بجانب العراقيل الكثيرة الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وتابع قائلاً: "نحن نشكر المجتمع الدولي، ونشكر المملكة المتحدة ووزير خارجيتها، وكذا المملكة العربية السعودية والدول الـ5 ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وكذا دول مجلس التعاون الخليجي، والذين وقفوا مع اليمن، وحرصوا على ألا يذهب اليمن إلى حرب أهلية".