الحروب صناعة أمريكية بأيدي عربية : العربدة السعودية في المنطقة ترجمة واضحة لأهداف الإستراتيجية الأمريكية الجديدة
حديث النظام السعودي عن إستعداده لخوض حرب عسكرية مباشرة في سوريه أثار الكثير من التساؤلات حول مدى الجدية في خوض حرب جديدة فيما العدوان على اليمن لم يتوقف ولم يتمكن من تحقيق أهدافه حتى لو حاولت الرياض الظهور بغير ذلك واعتبار ما يحدث في اليمن تجربة تدفعها للتوجه نحو سوريه .
فمن المنطقي وحسب متابعين وخبراء ومحللين سياسيين فمن الصعب على النظام السعودي خوض أكثر من حرب عسكرية مباشرة في وقت واحد حتى لو كانت الرياض تمتلك من الأموال ما يجعلها تشعل حروباً وليس حرباً واحدة كما يحدث في عدوانها على اليمن ناهيك عن تمويلها الحروب بالوكالة في أكثر من بلد عربي .
وبالمقابل فإنه لا يمكن للمملكة الحديث عن إستعدادها للدخول عسكرياً إلى سوريه دون أن يكون مثل هذا الحديث مجرد تصريحات تهدف للضغط أكثر على الدب الروسي لفرض تسوية سياسية تحافظ على بعض الشروط والمطالب السعودية .
غير أن الحقيقة تؤكد أن الجنون السعودي كما يراه البعض ليس إلا نتاج حتمي للدور الذي رسمته واشنطن للرياض فالتهور السعودي والذي أتضح فجأه بعد العدوان على اليمن ويتضح أكثر بتمويل أكثر من حرب وبالإستعداد للدخول عسكرياً في اكثر من جبهة يؤكد أن الإستراتيجية الأمريكية تمضي وفق ما خطط لها .
وتقوم الإستراتيجية الأمريكية التي بدأت إدارة أوباما بتبنيها قبل سنوات بإيكال مهام الحروب وتنفيذ الاهداف الأمريكية إلى الحلفاء سيما في منطقة الشرق الأوسط وهو ما أتضح جلياً في تصريح شهير للرئيس الأمريكي عندما أكد أن تنفيذ الحلفاء المهام الموكلة اليهم من خلال شن الحروب الهدف منه الحفاظ على أرواح الجنود الأمريكيين واصفاً هذه الخطوة بالإستثمار الذكي .
غير ان ما لم يعلن عنه أوباما ولا يمكن الإفصاح عنه هو حجم الإستفادة الأمريكية من وراء الحروب المشتعله في المنطقة سيما من ناحية صفقات الأسلحة والتدريب والإستشارات والدعم اللوجيستي أو حتى تأجير الأقمار الصناعية أو من ناحية الأهداف البعيدة المدى التي تستجيب لرغبات وتطلعات الصهيونية العالمية في تقسيم المقسم وتفكيك المفكك وإعادة رسم خارطة شرق أوسطية جديدة وفق الهوى الأمريكي وعلى ما تقتضيه المصلحة الإسرائيلية .
وبالتالي فما يقوم به النظام السعودي ليس من قبيل الصدفة أو أن سلمان أستيقض يوماً ليدرك أن مملكته قوية لدرجة يجعلها تتدخل عسكرياً وبشكل مباشر في أكثر من بلد غير ان جوهر الحقيقة يكمن في حرص واشنطن على الدفع بمن تسميهم الحلفاء لنشر الفوضى وإستنزاف قدرات البلدان حتى قدرة السعودية نفسها فيما الأمريكي هو المستفيد الاول والأخير من كل ما يحدث وكفى الله العرب شر مؤامرات واشنطن وحماقة آل سعود .
- قرأت 1501 مرة
- Send by email