لان العدالة لا تسود دائما

المتتبع للمسار المتعثر للحركة الوطنية الجنوبية يلحظ بسهولة أن كل العمليات الالتفافية التي مكنت خيار (اليمننه) من امتطائه كانت تتم باسم (الوحدة) , تأصيل الانحراف جاء تحت دعاوى وحدة الآمة العربية ووظفت لذلك الفخ مصفوفة مقولات تم شحنها بماكينة إعلامية متمرسة على الخداع الأيدلوجي , منها على سبيل المثال مقولة واحديه الثورة و أكذوبة العاصمة التاريخية ثم استكملت أحكام حلقاتها التآمرية بدحبشة من طراز جديد اسمها وحدة الأداة الثورية , على مذبح شعار (حزب طليعي من طراز جديد) دفع الجنوبيين كلفة باهظة من خيرة قياداته النظيفة الذي تم تصفيتها على مقاصل صراع مصطلحات يمين ويسار , اختلفت تسميات التصفية لكن ظلت واحديه الفكرة من الوحدة الأممية إلى الوحدة الدينية و فتأوي التكفير التي وصمت الوطنيين الجنوبيين صيف 94م بالمرتدين .
التخوف الأكبر إن هنالك من يحاول إعاقة عملية التطهر الثوري (للحراك) للتخلص من ما علق به من شوائب (تيار إصلاح مسار الوحدة الاشتراكي) و (الرابطة) بثرثارات ذات الشعار (الوحدة) مع تعديل بإضافة اسم الحراك إليها , ما يثير الريبة أكثر كون مطلقي تلك الدعوات هم أساسا بقايا النظام الأمني القمعي السابق أضيف إليهم مخلفات الماضي الاستعماري ألسلاطيني المشيخي المحنط بدول الجوار  الإقليمي , بينما الأصل في كل الحركات الثورية بالعالم أن تشهد المسيرة الكفاحية لكل شعب و ثورة انسلاخ وفرز و الحراك التحرري الجنوبي ليس استثناء , على اعتبار أنها نتاج خلاف بين خيارات مبدئية و قناعات أسبابها داخلية أو ربما خارجية تذهب برفقة الأمس للافتراق .
تخوفاتنا لأننا في الجنوب مررنا بتجربة مريرة من شطط شعار (كل الشعب قومية) , خلفية تاريخية سوداوية تعطي مشروعية لتطير البعض من شرر دعوات (الوحدة) المشبوهة , منعا من إعادة أنتاج ماسي الماضي الأفضلية تبرر الدفع  بالتباينات إلى فوق الطاولة للحوار حولها للحيلولة دون احتقانها ثم تفجرها المروع , على الأقل بهذه العملية النضالية نؤسس لثقافة جديدة تحترم حق الجنوبي الآخر في الاختلاف , ثقافة التعدد و التنوع الذي ندعو إليها حتى لا يذهب ظن البعض بها إلى باب اليمن تظل في إطار الجنوب الذي نريده جنوب عربي أو حضرمي بمعنى آخر اتحادي أو رئاسي أو برلماني , ثقافة تعددية ثورية حراكيه طاردة لكل مشاريع (اليمننه) الدخيلة .
تنوير المجتمع الجنوبي من جدية  مخاطر دعوات (الوحدة) تكتسب أهميتها القصوى في ظل التكالب الدولي و الإقليمي لاحتواء (الحراك) تحت مبرر إيجاد صوت جنوبي تفاوضي واحد , في محاولة هي الاخبث للالتفاف على مشروعية قرار فك الارتباط الصادر في 21 مايو 94م المتوافق عليه جنوبيا و المتمثل بالشرعية التمثيلية الثورية للرئيس السيد / علي سالم البيض (حفظه الله) , علينا أن نرحل النوايا الحسنة التي أثقلت الجنوب بالماسي لان العدالة لا تسود دائما , لذلك المطلوب اليقظة من محاولة الالتفاف على المبادئ المختلف حولها مع الآخر الجنوبي من خلال التمسك بشعار المرحلة القادمة : سوء الظن من حسن الفطن .
زنجبار- أبين 19-10-2012م
منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.