زخم ثقافي و حضور شعبي و استعدادات يمنية واسعة للاحتفال بعيد الغدير
يستعد الملايين في معظم المحافظات اليمنية للاحتفال بمناسبة عيد الغدير اومايعرف شعبيا بيوم النشور التي تتزامن ويوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من كل عام إحياء للسنة النبوية الشريفة التي دأب اليمنيون على احيائها منذ مئات السنين .
حيث ستشهد الساحات والأماكن المخصصة للاحتفال توافد الجموع الشعبية منذ الصباح الباكر ليوم الاحتفال مرددين الأهازيج والزوامل الشعبية المخصصة للمناسبة ، ثم الاستماع الى الكلمات المعبرة عن المناسبة تتخللها خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي القاها في الموضع المسمى غدير خم معلنا للمسلمين ولاية الامام علي بما لا يقبل الشك .
و في هذه المهرجانات يتبارى الشعراء في القاء القصائد الشعرية الفصيحة والعامية التي تنوه بالمناسبة وصاحبها الامام علي بن ابي طالب –عليه السلام-والذي تربطه باليمن واليمنيين علاقة ولاء ومحبة لم تنقطع حتى اليوم .
وكانت تتخلل تلك الاحتفالات ممارسة البعض عادة الرماية المسماة ب(النصع) حيث يتبارى الرماة في إصابة الأهداف الموضوعة المخصصة لذلك وقد تقلصت تلك العادة مؤخرا بسبب ارتفاع اسعار الرصاص وتعرض البعض لإصابات ما أدى لمنع استخدام الرصاص والاستعاضة عن ذلك باشعال النيران في المرتفعات ورؤوس البيوت والألعاب النارية التي يتم اطلاقها ليلة الغدير في بعض المدن اليمنية لاسيما مدن محافظة صعدة وحرف سفيان وعمران وحجة وغيرها.
مناسبة الغدير لهذا العام تبدو ومن حلال الاستعدادات الشعبية الواسعة اكثر اتساعا وتطورا بعد اكثر من عام على قيام الثورة الشبابية الشعبية التي اسقطت السلطة السابقة التي مارست الاضطهاد الديني ضد شيعة الامام علي وابناء الزيدية ومنعت رسميا عام 2005م الاحتفال بالغدير وزجت بالعشرات من العلماء والشخصيات الاجتماعية في السجون والمعتقلات بتحريض من غلاة الوهابية الدخيلة على اليمن .
هذا و تتميز الاحتفالات لهذا العام بالاهتمام بالجانب الثقافي والاعلامي والدعائي من خلال نشر اللافتات الاعلانية واللوحات المعبرة والمطويات والصحف في المدن والأماكن العامة .
وعلى الأنترنت واجواء الفضاء الالكتروني أحذت مناسبة الغدير حيزا واسعا من مساحة المادة المنشورة والمواضيع والبوسترات الاعلانية تعكس وعي الشباب والناشطين الفسبوكيين بأهمية هذه المناسبة الدينية والثقافية والاجتماعية والوطنية بعيدا عن اجواء التكفير الوهابي و الشحن الطائفي والتحريض المذهبي والعنصري الذي يستهدف القسم الاعظم من اليمنيين (الزيدية والصوفية الشافعية).
يذكر انه واستباقا للاحتفالات بعيد الغدير يلاحظ المتابعون لبعض مواقع التحريض والاثارة المذهبية ارتفاع منسوب الهيستريا التحريضية والمذهبية البذيئة في معظمها –التي نال جماعة أنصار الله النصيب الاعظم منها -التي تعكس التخبط والفشل في تحقيق اهداف حروبهم الالغائية للتعدد المذهبي والفكري في اليمن ويمكن القول بأنها جاءت بمفاعيل عكسية تماما حيث اثبت الشعب اليمني أصالة تمسكه بمعتقداته وهويته الحضارية المتجددة .
- قرأت 720 مرة
- Send by email