لهذه الأسباب لن نصوت لهادي، وسنرفض المهزلة..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لعبدربه منصور هادي علاقة مصادفة مريبة مع الحروب ونزيف الدم اليمني، فقد بدأ لمعان نجمه بمشاركته في حرب 1994م ضد أبناء المحافظات التي ينتمي إليها، وعلى الفور كافأه صالح بتعيينه وزيراً للدفاع مباشرة في مايو 1994م.
وحين فكر شخصٌ دمويٌ كصالح في تعيين نائبٍ له لم يجد أفضلَ من "هادي" فعينه نائباً لرئيس الجمهورية في اكتوبر من العام نفسه.
ولأنه النائب الهادي المطيع، وبقدر الخدمات التي كان يقدمها لصالح، فلم يجد الأخير خيراً منه ليعينه ضمن قيادة المؤتمر الشعبي العام الحاكم أمينا عاما للحزب، و نائباً له في رئاسته.

طوال مرافقة "هادي" لصالح، كان الرجل شريكا أساسيا في كل الجرائم التي طالت الشعب على مختلف الأصعدة، هو شريك في نزيف الدم في صعدة طوال ستة حروب، شريك في جرائم التفريط بسيادة الدولة بالتنازل عن جزء هام من الأرض اليمنية في الشمال، شريك في جرائم الفساد ومن اشهرها صفقة بيع الغاز دونا عن سعره المنطقي عالميا، شريك في تعيين الفاسدين وعدم ملاحقة أي فاسد، شريك في الإساءة للوحدة من خلال عمليات النهب لأراضي المحافظات الجنوبية من قبل المتنفذين ومصادرة حقوق الأخوة هناك، شريك في الجرائم الأميركية من مثل قصف اليمنيين بالطائرات في أكثر من منطقة يمنية، شريك في جرائم صالح بحق الشباب الثائر والشعب الحر طوال سنة الثورة السلمية، إذ لم ينبس ببنت شفة للتنديد بجرائم القتل ضد اصحاب الصدور العارية أو ضد اخواننا في أرحب ونهم، شريك في محرقة ساحة الحرية بتعز وكل الجرائم الدموية هناك، إنه يمثل باختصار نموذجا مشابها تماما لصالح يتماهى معه في كل شيئ.
اليوم يرادُ مصادرةُ حق الشعب في انتخاب رئيسٍ له، لماذا؟ لأن الدولة الجارة مصممة على الهيمنة على الانفراد بقرار تسمية الرئيس اليمني منذ أن جاءت بصالح إلى الحكم، فقد اختارت هي من خلال مبادرتها الخليجية رئيس اليمن الذي سيخلف صالح ولم تجد هي أفضل من "هادي" أيضاً.

ولأن صالح ونظامه قد ارتهن إلى أميركا فإنه كان لزاماً أن يذهب "هادي" قبل التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية إلى أميركا ــ لأيام ــ ليقدم هناك قرابين الولاء والطاعة والعمالة كما فعل سلفه صالح في العقدين الأخيرين.

حتى أميركا الدولة المتشدقة بالديمقراطية ها هي تقبل أن يتم انتهاك الممارسات الديمقراطية التي لطالما عزفت سيمفونيات على أوتارها، ولا تستحي أن تسمي مهزلة الحادي والعشرين من فبراير الجاري بالانتخابات، مع أن العالم كله يدرك أن تلك المهزلة ليست من الانتخابات في شيئ.
النظام بوجهيه المؤتمر والمشترك، لطالما خدعونا بأحاديثهم عن حكم الشعب نفسه بنفسه، وها قد ظهر كذب ديمقراطيتهم، وخداعهم للشعب، فهاهم اليوم يصادرون حق الشعب في اختيار من يريد، يتجاوزون الدستور الذي ينص على عدم جواز الانتخابات الرئاسية إلا بوجود منافسة بين اكثر من مرشح، ويفرطون بحقنا نحن الشعب ويجعلونه لأميركا وللجارة الشقيقة.
وحقاً إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، فمن اعترف بمشاركته في تزوير انتخابات الرئاسة بالأمس القريب لا يخجل من دعوتنا إلى المشاركة في هذه المهزلة التي تعيد الهواءَ إلى رئته ليمارس هوايته في التسلط على الشعب من جديد ..

اليوم نسمع من يدعي بأن "هادي" سيخرج عن هدوءه بعد مغادرة صالح البلاد، لكننا نقول لهم: ما الفرق؟ فقد أثبت "هادي" أنه مطواع ليس لصالح فقط وإنما لنجل صالح أيضا، فخلال مغادرة صالح للعلاج لثلاثة أشهر كان الجميع يتحدث عن أن الحاكم الفعلي لليمن هو أحمد علي، وليس "هادي" برغم تصريح نجل الرئيس أن التوجيهات كلها يتلقاها الحرس الجمهوري من نائب الرئيس، وهذا التصريح هو دليل إدانة "لهادي" قبل ان يكون تبريرا له أو أحد عناصر الدعاية له..
وهنا نتسائل: سواءً عاد صالح إلى اليمن كما زعم أو لم يعد، فما الذي سيتغير في أداء "هادي" ؟
إن الإجابة سهلة وواضحة، سوف يبقى صالح رئيسا لليمن وسيسمى هادي بعبد ربه ديكور هادي، الذي كافأه صالح مؤخرا ـ بعد اقرار مجلس النواب لقانون الحصانة بيوم واحد فقط ـ بترقيته الى رتبة المشير، وكأن صالح أراد إرسال رسالة للشعب اليمني مفادها لن تتخلصوا من حُكم العسكر، أبقيت لكم "هادي" و"احمد" و"محسن" ولهذا فلتنسوا حلمكم بدولة مدنية..
كلما نزف الدم اليمني اكثر ترقى هادي أكثر...

كلمة أخيرة لا بد منها:
يا من ادعيتم الثورية، يا من خنتم الشهداء، يا من تاجرتم بدماء الجرحى وأنين الثكالى، ونحيب اليتامى من أبناء الشهداء: عذراً لا يمكننا ترشيح "هادي"، لا يمكننا مشاركتكم العمالة لأميركا والتفريط في حقوق الشعب والتنازل عنها للجيران، لقد تعريتم أكثر وأكثر وأنتم تدعوننا للمشاركة في التصويت لهادي، والمشاركة في انتخابات مزيفة غير ديمقراطية، ووالله إنكم قد خدمتم بتعريكم هذا شعبَنا الحُرَ الأبي، إذ بات على قناعة تامة بأنكم أنتم أعداء الوطن، بأنكم الكذابون والمخادعون، وحتماً سيبني على قناعته هذه مواقف ثابتة تحميه وتحمي الوطن من شروركم ومكركم، وأول هذه المواقف هي الرفض الشعبي العارم لما تسمونه زيفا انتخابات.

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 13 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.