المتطرفُ الأخطر.. صناعة حميد الأحمر..

يواجهُ أهلُ البيتِ وشيعتُهم في اليمن حالةَ تطرفٍ متطورةٍ نتجت عن صناعة جديدة لـ "حميد الأحمر"، تُمزجُ فيها عدة عناصر متنوعة لكنها تلتقي على بُغضِهم وممارسةِ التمييز بحقِهم.
صحيح ان  "نظام الإخوان " يلتقي مع نظام "صالح" في بُغض أهل البيت وشيعتهم، إلا أن نظام "الإخوان" يفوقه لؤماً، فالأول يوظف الدولة والدين وكل شيء حاليا من  اجل قتل الشيعة في اليمن.
لقد منحوه الحصانة من الملاحقة عن جرائم قتل شباب الثورة، ليمنحوا أنفسهم حصانةً مماثلة عن جرائمهم التي كانوا يعرفون انهم سيقدمون عليها، حين يسيطرون على السلطة.
إنه تطرفٌ مركب ومتطور، وحالة جديدة من التطرف، فاليمن واليمنيين لم يعرفوا القتل بسبب العقيدة أو المذهب أو الفكر، حتى جاء عهد "الإخوان"، فقتل الشباب في المساجد، وفي الساحات، وأثناء الصاقهم لشعار الموت لأمريكا، وفي أكثر من موقع ومناسبة، تم ظلما وعدوانا.
أعرفُ أنه ليسَ بجديدٍ التقاءُ الوهابيةِ مع الإخوانيةِ في ذلك، لكن الجديدَ هنا هو إضافةُ البعدِ القَبلي، والعسكري، واستجلابِ المقاتلين الأجانب، وتوظيفِ الإعلامِ الخارجي للتحريض على قتل أهل البيت في اليمن وشيعتهم.
فممارسات التقطع وترويع المسافرين، هي جرائم شائعة الحدوث وبصورةٍ يومية يرتكبها آل الأحمر في محافظة عمران وتحديداً "خمر وحوث" على طريق عمران صعده، ونهب السيارات، والممتلكات، والاعتداء بالضرب والتهديد وكيل الشتائم، وبرغم أن الدافع وراء هذه الجرائم هو ديني تكفيري، إلا أنَه ينجح ـ حتى الآن ـ في أن يبدو قبلياً أكثر منه تكفيرياً، إلا أنه ومع زيادة معدلات تلك الجرائم، وتكثيف النشاط الإجرامي بالتواكب مع ممارسة الشيعة وأنصار الله لشعائرهم الدينية، كإحياء المولد النبوي، أو تشييع السيد حسين بدر الدين الحوثي وغيرها، قد كشف النقابَ عن البُعد الديني خلفها.
العنصر العسكري كان قد تجلى بوضوح في الحروب الست التي شُنَّت على صعدة من قبل الجيش اليمني، وما رافقها من تحريضٍ تكفيري ـ محدود نسبيا بالمقارنة مع ما يتم الآن ـ قاده الجنرال الإخواني سيئ السمعة "علي محسن"، إذ تم تكفيرُ أبناء صعده، وتوجيه جنود الجيش لمقاتلتهم باعتبارهم كفارا يجب قتلهم، لكن الجديدَ فيه أنه بات على مرأىً ومسمع، إذ ظل "محسن" يرسل جنوده لقتل شباب الصمود في ساحة التغيير، مدفوعين بتعبئة دينية تكفيرية لا تكلّ قناة "سهيل" التابعة "لحميد والإخوان" من توجيهها عبر التلفزيون، لدرجة بث برنامج "كنت شيعيا" التحريضي على الشيعة.
كما يتم تعيين قادة عسكريين تابعين "لحميد ومحسن" في المنطقة العسكرية السادسة ومقر قيادتها مدينة عمران، إذ تم تعيين محمد علي المقدشي قائداً لها، في ما عرف بعملية "تقسيم مسرح العمليات العسكرية للجمهورية اليمنية"، وهو أحد أبرز قادة الحروب الست على أبناء صعدة.
حتى ان جريمة الأحد الدامي التي ارتكبها جهاز الأمن القومي، وراح ضحيتها اربعة عشر شهيداً وكثير من الجرحى، قد تمت بإدارة أحد وكلاء رئيس الجهاز ممن يتبعون "حميد ومحسن" أي الإخوان.
أما العنصر الإضافي الآخر، فهو استجلاب المقاتلين الأجانب لمقاتلة الشيعة وأنصار الله في منطقة دماج بصعده، وبدلا من استنكار ذلك، يتم استغلال السيطرة على الدولة، لتمرير دخولهم إلى اليمن وتواجدهم فيها بطريقة غير مشروعة، ويتم تقديم الدعم اللوجستي لهم، وتوظيف المؤسسات الحقوقية لتقديم تقارير كاذبة مزيفة تمهيداً لتبرير أي اعتداء على  أنصار الله وشيعة أهل البيت في اليمن.
ويدخل على الخط عنصرٌ جديد وهو توظيف الاعلام الأجنبي، عبر فضائيات الفتنة والتكفير التي تخصص برامج فيها لتحريض اليمنيين على قتل  أبناء وطنهم من الشيعة.
إن تضافر تلك الأبعاد ولد معاناة مضاعفة للشيعة في اليمن، تمثلت في سلسلة من الجرائم التي ترتكبها حالة التطرف الإخوانية المتطورة، ليس آخرها جريمة اليوم، التي اقل ما يمكن وصفُها به "بالوحشية"، والي تم فيها الإعتداء على أسرةٍ فيها نساءُ وأطفال، بالقنابلِ ووابلٍ من الرصاص، خلال تناولهم الفطور في أحد المطاعم في منطقة "حوث" بمحافظة عمران، مركز نفوذ مشائخ آل الأحمر وقبيلة حاشد، ما أدى لارتقاء سبعة شهداء بينهم إمرأة.
وغنيٌ عن البيان ـ بعد كل ما تقدم ـ أن الدوافع الكامنة التي ساقت الجاني إلى ارتكاب جريمته في الأبرياء العزَّل بدمٍ بارد، تمثلت في نشوء حالة التطرف الإخوانية المتطورة السالف الاشارة اليها، فجعلته غير مكترثٍ بالمنكر الذي يقدم عليه، كجريمةٌ هي من أكبر الكبائر، وأشد المنكرات التى يُحرمها الشرع الحكيم، وبالطبع فلا اعتبار لديه لكونها جريمة يُعاقب عليها القانون ويحرّمها الدستور، فمن لا يخشى الله لا يخشى ما دونه.
فالجاني المجرم "عبدالله باقي عِمران" هو نموذج لتشكل هذا النوع المتطور من المتطرفين الإخوان، فهو أحد تابعيّ الشيخ حميد الأحمر "التاجر الإخواني والقبلي المتجرد من قيم القبلية المحمودة".
ومن هنا ندرك أن الإخواني الذي يصنعه "حميد الأحمر" في اليمن هو (إخواني وهابي تكفيري قبلي عسكري دموي انتحاري قاطع طريق وبالطبع قـــاتل)..
أخيراً لا بد من كلمة:
كما بارك نظام "مرسي" مقتل الشيخ الشيعي المصري "حسن شحاته" في مصر، نجد هنا نظام "إخوان اليمن" يباركون كل قتلةٍ تطال الشيعة في اليمن.
وواللهِ الذي وعدَ الشهداء بالحياة، إن ثقتي لتبلغ اليقين، بأن دمَ الشهيد معاذ المتوكل ودماءَ من ارتقوا شهداءَ معه اليوم في مجزرة حوث، ستكونُ النقطةَ الفاصلةَ في تاريخَ ظُلم حميد الأحمر، ونظام إخوان اليمن..

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.