قراءة أولية في قرارات هادي

القرارات تبدو في ظاهرها مبشرة .. فبالإضافة إلى اقالة يحيى محمد فإنها أيضا - و إن كانت لم تنص على اقالة احمد علي و علي محسن - تكون قد أسقطت شرعيتهما و سحبت صفتيهما القانونية .
و في كل الأحوال القرارات لا تزال ناقصة و تحتاج حتما إلى استيفاء لتتضح الرؤية و نستطيع قراءة التغيير الذي سيترتب على هذه القرارات ان سلبا و إن إيجابا .
لا احد يستطيع الحكم بمدى فاعلية هذه القرارات قبل أن تصدر قرارات تنص على مصير أحمد علي و علي محسن صراحة . لأنها لن تكون ذات معنى إذا بقي القائدان في مكانهما .
و هنا علينا أن نقف قليلا امام ملاحظة هامة و هي أنه تم اصدار قرارات بالأرقام " 104 ، 105 ، 106 ، 109 " واضح ان التسلسل الرقمي اسقط رقمين ، و لعل أقرب تفسير لهذا هو ان الفراغات التي تركتها القرارات للتساؤلات و التحليلات كان يفترض ان يكملها القراران 107 ، 108 اللذان تم تأجيل الاعلان عنهما فيما يبدو.
لا تكمن سلبية او ايجابية القرارات الرئاسية في الإطار النظري لها و حسب و لكنها تقرأ عبر محددات و خلفيات و مستقبل هذه القرارات و ما الذي يمكن ان تنتجه في ظل التالي :
- وقوف اليد الأمريكية و الإقليمية خلفها و حضورها في صياغتها و ترتيبها و تهيئة الأطراف للتعاطي معها .
- مدى امكانية تنفيذها و بناء الجيش وفقا لها على اسس وطنية و عدم الالتفاف عليها عبر طرق أخرى .
- تكريسها لثقافة التسليم للتوجه الدولي و الأمريكي في تمكين طرف بعينه من السيطرة على السلطة في المنطقة .
- قصدية ترك فراغات في القرارات مما يترك الباب مفتوحا امام احتمالات كثيرة .
- أنها لم تأت من منطلقات وطنية بحتة بل جاءت وفق اعتبارات وضعتها الوصاية و التدخلات الأجنبية عبر وضع المبادرة مرجعية للقرارات مثلا .
اعتقد ان من الأهمية بمكان مناقشة ما يتعلق بالشخصيات التي تم تعيينها الليلة في القرارات الرئاسية .. تاريخها - نزاهتها - انتماءاتها - وطنيتها - موقعها في المعادلة السياسية - تأثير موقعها على القرار
استغرب ممن يعتقد ان أحد الطرفين مستاء من قرارات الليلة أو الآخر راض عنها ..
ليس لدي شك في أن تلك القرارات متوافق عليها بينهما و بإشراف و رعاية دولية و اقليمية .. و لا أستبعد مطلقا ان اليد الامريكية رسمت الكثير من خطوطها العريضة و تفاصيلها المحورية . و لذلك لن يجرؤ أي من الطرفين ان يعترض عليها و ان حاول اعاقتها في التنفيذ .
في هذا السياق يريدك البعض من أنصار هذا الطرف ان تستاء لاستيائه و تتخذ نفس موقفه من القرارات ، و يريدك البعض من انصار ذاك الطرف أن تفرح لفرحه و تحتفل معه بالقرارات ..
أنا لن أستاء على اقالة أحد من شركاء النظام سواء احمد علي او يحيى أو علي محسن أو غيرهم أو اقالة احدهم أو بعضهم .. بل إن لي قراءتي و موقفي الخاص و المستقل و في الواقع ساعتبرها خطوة إيجابية ..
و ليس يعنيني ما تمثله القرارات لهذا الطرف أو ذاك .. ما يهمني هو مدى ايجابيتها و فاعليتها في انهاء تقاسم المؤسسة العسكرية ، اضافة الى مدى امكانية اعتبارها خطوة سليمة أم لا و ذلك بمقاييس حيادية لا تؤثر فيها عاطفة التحيز لأي من الطرفين ..
أنا في الواقع لست معولا على أي من الطرفين .. لذا فلن اعتبر تضرر احدهما خسارة وطنية .. حتى و ان كانت تصب في مصلحة الطرف الآخر .. لكنها في كل الاحوال ليست خسارة على الوطن حتى استاء بل قد تقرأ بأنها خطوة نحو الهدف الذي يقتضي اقالة البقية طبعا ..
كما لن اعتبر استفادة الطرف الآخر مكسبا وطنيا .. حتى احتفل بذلك .. بل إن ذلك يظل شيئا مقلقا و يقرأ بأن ثمة ترتيبات دولية و اقليمية تقضي بتسليم ذلك الطرف مراكز قوة أكبر من الطرف الآخر و قد يأتي ذلك في سياق التوجه الدولي و الأقليمي في المنطقة ككل .
و أعتبر كل تلك الزوابع و تبادل الاشاعات هدفها فقط الإبقاء على فزاعة الصراع و الحرب بين الطرفين قائمة في ذهنية المجتمع لكي لا يتجه التفكير نحو طرح البدائل الوطنية الأخرى و يبقى مصير البلد مرهون بالتسوية بين الطرفين الحاكمين فقط .

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.