اليمن على أرصفة التسول

بعد حملة " شولحة " من التسول و جمع التبرعات بطريقة " الشحت " من المواطنين الإماراتيين في الجوامع و المولات و الأماكن العامة للجياع في اليمن .. و بعد ما تبرع به " خلفان " من إهانات و شتائم و استهزاءات للشعب اليمني.. تصل إلى مطار صنعاء ثلاث طائرات محملة بمساعدات غذائية من الإمارات لليمنيين الجياع ..
طبعا تقول الطائرات أن الشقيقة الإمارات اشترت بالفلوس التي جمعتها لليمن " حصيلة الغتر و الصمايد " أغذية .. لماذا ..؟ لأن الشعب " جاوع " و يموت جوعا حسب المواصفات التي ينص عليه " طلب الشحت " المرسل من قبل الحكومة ..
من المؤكد أن الحكومة كانت تتوقع أن الإمارات سوف ترسل لها المساعدات على هيئة شيك بالمبلغ أو حوالة بنكية أو ماشابه ، المهم نقدا .. لم تكن تدري أن الإمارات لا تثق حتى في الحكومة فاشترت الطعام للجياع بنفسها و ارسلته ..
فهل نحن جياع إلى الحد الذي يتم التعامل معنا بهذا الشكل المهين .. ؟؟
كثير من المطلبين و الشحاتين عندنا في اليمن يشترطون على المحسنين اعطائهم فلوس و يترفعون عن أخذ الطعام .. ليس لأنهم نصابين بل لأنهم يمنيون و داخلهم عزة نفس يفضلون أن ياخذوا فلوس من المحسنين و يشترون الطعام الذي يريدون ..
***
و لو سلمنا جدلا بأن حكومتنا ليست محل ثقة المحسنين في الدول الشقيقة .. فلماذا لا يرسلون مساعدات متنوعة أدوية مثلا و دعم مركز السرطان مثلا الذي مضى على افلاسه من الأدوية أكثر من شهرين و المرضى يموتون على أبواب مؤسسة رعاية مرضى السرطان الخيرية التي استطاعت أن تسحب التبرعات و الدعم الدولي من المركز اليها و تتحكم في الدواء و نوعيته و مساعدتها تأتي على شكل خصم لا يتجاوز 30 % من قيمة الدواء توجه به إلى صيدلية وحيدة تتبعها و تحتكر بيع الدواء في السوق ، و الكارثة أن تلك الصيدلية لا تستورد العلاج الأصلي بل الهندي الرديء .. ؟
و لو سلمنا جدلا أن شعب اليمن بالفعل أهم شيء يحتاجه هو الغذاء .. فلماذا لا يتم التعامل مع هذا الشعب العزيز الشريف بطريقة محترمة و يتم مساعدته بطريقة محترمة بحيث لا يشعر هذا الشعب بالهوان  و الذل .. ؟ ألا يعرفون أن الحكمة من حرص الشريعة الاسلامية على ان تكون الصدقات سرية هي مراعاة شعور و كرامة المحتاجين ..؟
لماذا يصر أشقاؤنا في الإمارات على تصويرنا بأننا شعب ضعيف و ذليل و أنهم يقومون بإعتاقنا من الموت ..؟
لماذا تقبل حكومتنا بإهانتنا و نحن شعب اليمن العريق و الأبي و القوي و الحر و العزيز ..؟
ألم تعلم حكومتنا أن شعب اليمن لم يقف في هذا الموقف المذل أبدا .. و لا ينبغي له أن يقف فيه مهما بلغ به الحال .. ؟
  بلى، تعلم و تعلم أيضا أن هذا الإذلال و الإهانات و التشهير و المساس بكرامة الشعب اليمني يأتي في سياق انزعاج الاشقاء من الثورة و كأنهم يريدون القول لليمنيين " هذا هو حجمكم يا من تريدون الحرية و التغيير و الديموقراطية و الدولة المدنية .. أنتم لستم سوى متسولين عندنا .."
الواقع المؤلم للأسف يقول لنا أن من يضع اليمن على أرصفة التسول ليس المحسنين بل الجياع  نفسيا من قيادات اليمن السعيد ..

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 16 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.