كلهم يطالبون بتحرير حيدر !!

حتى الصحافة التابعة للقوى التي أصبحت تمتلك السلطة اليوم .. تتباكى على عبد الإله حيدر و تطالب بالإفراج عنه .. عندنا في اليمن فقط تحدث مثل هذه العجائب ..
إذا لم تطلقه هذه الحكومة التي يرأسها الطرف الذي يقول أنه ثائر .. فعليها أن تعترف أنها ليست سوى مجموعة دمى غير ذاتية الحركة و القرار .. أما الرئيس فمعلوم أنه لا يمثل الثورة و لا يتشدق بأنه ثائر أو بأنه يتبنى مطالب الثورة و أهدافها كما يفعل الذين يمتلكون زمام الحكومة و سلطاتها و مقاليد القوة فيها.. مع أنه معني بهذا الأمر و غيره بحكم موقعه في رئاسة الدولة حتى و لو لم يكن هناك ثورة ..
أنا و الكثيرون غيري يعرفون حقيقة هذه الحكومة .. غير أن ثمة الكثيرون أيضا يجهلونها بل و لا يتقبلون أن يشكك أحد في ثورية تلك الدمى أو يطعن في كفاءتها على قيادة أخطر مرحلة في تاريخ اليمن ..
إطلاق الصحفي عبد الإله حيدر ..
إطلاق سراح صحيفة الأيام ..
إطلاق المعتقلين السياسيين و الثوريين ..
و غيرها من الاستحقاقات الملحة التي تقتضي المرحلة البدء بها كإثبات حسن نية للشعب و للثورة و لتطلعات الشعب ، تظل حكومة باسندوة لا غيرها المعني بها .. مالم فعليها أن تعترف بعجزها عن فعل ذلك و تعلن للشعب حقيقة الوضع و تكشف عن هوية من لا يزال يحكم البلد بكل شفافية و في مؤتمر صحفي .. أو تقر بأنها ملزمة على أن تسير على نفس الخط الذي كان يسير عليه نظام صالح ، و مطلوب منها أن تدير البلد بنفس الآلية التي كانت تديره بها حكومات صالح ، و عليها أيضا أن تعلن للشعب أنها معنية بأن تواصل ما بدأه نظام صالح في التعاطي مع كل الملفات و القضايا و الإشكالات التي تضج بها البلد . و تكشف للشعب الجهات الحقيقية التي تتحكم في قراراتها و توجهها لكي يطلع الناس على حقيقة ما يجري و يعرف أن النظام الذي كان يحكم برئاسة علي عبد الله صالح هو نفسه الذي يحكم اليوم برئاستين هادي و باسندوة ..
أما مواصلة دور الثورة و المعارضة و استخدام اسلوب المغالطة الماكر فلم يعد ينطلي على عقول الناس .. في كل مرة يخرج فيها الناس للمطالبة بتنفيذ استحقاق نجد هؤلاء الذين يحكمون الحكومة و يسيرونها يقفزون إلى مقدمة المطالبين ليضيع صوت الناس و يعلو صوتهم الذي يعطي انطباعا للناس انهم وحدهم من يتبنى تلك القضايا و سرعان ما يستحيل الأمر إلى مجرد فعالية وقتية تم احتواؤها ..
الحرية للصحفي عبد الإله حيدر ليست مجرد شعارات و أخبار تتصدر واجهة أخبار اليوم التابعة للواء علي محسن و غيرها من صحف و مواقع النافذين في الحكومة و الجيش و الأمن ، بل قرار يمتلكه من يمتلك تلك الصحف و تلك المواقع ..
إلا إذا كانوا يريدون أن ينتظر الناس حتى ينظم قادة الأمن القومي و الأمن السياسي إلى صفوف المطالبين بالإفراج عن الصحفي حيدر - و لا يستبعد أن يحدث ذلك - فنحن حقا في بلد العجائب..
------------
عن صحيفة الأولى العدد 484 السبت 28/07/2012

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.