الجمهورية والحوثيين محلك سر !

لست من قراء صحيفة الجمهورية لكن وبعد التغييرات التي أحدثتها الثورة في وسائل الإعلام الرسمية بدأنا نتابعها , وللأسف فأن التغير الذي حصل هو في الولاء فقط وبناء عليه تغير المضمون .
بحكم انه صحفي فقد تنبه الاستاذ / سمير قبل غيره الى المتغيرات الحاصلة بسبب الربيع العربي لذلك كان من أوائل من أعلنوا انشقاقهم عن صالح وهي خطوة جريئة يشكر عليها وكان يمكن أن يبدأ مشواره الجديد كصحفي مهني وسننسى السنوات التي قضاها في التسبيح بحمد صالح وآله .
عاد الاستاذ / سمير الى صحيفة الجمهورية , فحمدنا الله وقلنا هذه مكافئة لصحفي شجاع تمرد قبل غيره وغامر بعمله .
بدأ سمير العمل بإنزال العداد لهادي والتسبيح بحمده وهو مجرد مرشح للرئاسة وفتح الصحيفة لخصوم صالح مع ادخاله لبعض الآراء المخالفة لتجميل الصحيفة .
ثم تدرج في التحول الى أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من صحيفة أخبار اليوم أو بالأصح ( أخبار علي محسن ) , وأصبح يتبنى وجهة النظر نفسها بل والمصطلحات المستعملة , عندها عرفنا سر عودة سمير الى الجمهورية .
في الصفحة الاولى بتاريخ 7 / 4 / 2012 م وفي مساحة تساوي تماماً مساحة خبر القرارات الرئاسية المهمة بتغيير عدد من القيادات العسكرية , نشر اليوسفي خبراً بالبنط العريض عن الحوثين ونسبه الى مصادر محلية مؤكدة – مما يعني تبنيه وتأكده من ما ورد فيه -  .
أنا لن اناقش صحة الخبر من عدمه أو أخوض في تفاصيله لكني سأستعرض بعض المصطلحات التي وردت في الخبر ومنها سيعرف القارئ مدى مصداقيته وهل هو خبر من ( أخبار سمير ) أم خبر من ( أخبار اليوم ) .
سأقتبس بعض الجمل الواردة في الخبر واعلق عليها :
1 ) ( كشفت مصادر محلية مؤكدة ) من أين تأكد لسمير أنها مؤكدة , هو بذلك يتحمل مسؤولية ما ورد في الخبر وسنحاسبه على هذا الاساس .
2 ) ( الوثيقة الفكرية التي وقع عليها عبدالملك الحوثي وعدد من غلاة الشيعة ) هل هذا خبر أم تعصب أخي سمير من أعطاك الحق في أن تصفهم بأنهم من غلاة الشيعة , ثم لماذا تصادر صفتهم كزيدية , وهل تعلم أن الموقعين على الوثيقة هم أكبر علماء الزيدية في اليمن .
3 ) ( جاء في الوثيقة أن الله اصطفى أهل بيت الحوثي على المسلمين ) الا لعنة الله على الكاذبين , فقد قرأت الوثيقة حرفاً حرفاً لم أجد تلك العبارة , وللأسف فقد تم نقلها حرفياً من أحد أعداد صحيفة أخبار اليوم .
4 ) ( أقدم أبو علي الحاكم على إقالة مدير عام مكتب التربية بصعده / عبدالرحيم الشميري لعدم قيامه بإدراج ملازم الصريع حسين بدرالدين الحوثي ضمن مناهج التدريس في صعده الى جانب انتماء الشميري الى محافظة تعز ) أولاً / من العيب وحتى خروج على المهنية أخي سمير ان تتكلموا عن أحد الشهداء عند شريحة مهمة من أبناء الشعب على الأقل بهذه الألفاظ , وليس بالضرورة أن تطلق عليه وصف شهيد ويمكنك القول – الذي قتل في الحرب الاولى مثلاً -  فالعربية غنية بالألفاظ الحيادية وفي نفس الوقت فقد أكد علي محسن ان من شن حروب صعده هو صالح , واستعد للاعتذار , كذلك عبده الجندي اتهم محسن بإشعالها , وهذا إجماع ضمني منهم أن الحوثيين ضحايا , فلا تكن ملكياً أكثر من الملك .
ثانياً / لماذا حشرتم انتماء الشميري الى تعز في الموضوع ؟ لماذا تسعون الى الفتنة وبلباس الصحافة الرسمية للأسف ؟ الشميري يعمل في صعده منذ مده ولم يعترض عليه أحد ولا على تعزيته .
5 ) ( كشفت المصادر عن إنشاء جامعة للزيدية المتشددة ) لماذا لم تكتفي بالزيدية دون أن تضيف المتشددة , انتظر على الأقل حتى يتم افتتاحها وتعرف منهجها , أم إن اسمها الرسمي هو ( جامعة الزيدية المتشددة ) لنجد لك عذراً .
أخي واستاذي / سمير اليوسفي هل تعلم أن مدحك لهادي قبل الاستفتاء عليه والعداد الذي وضعته له سبب فتنة في المؤسسات الصحفية ,  كما انه مشابه لمعلقاتك في صالح , وكيف تبرر مناصرتكم لهادي في صحيفة رسمية وتبنيكم لحملته الانتخابية وعدم اتاحة المجال لوجهة النظر الأخرى , الم تمارسوا دور الإعلام الرسمي كما كان في عهد صالح , الثورة قامت لتغيير السياسات وليس لتغيير الولاءات .
هل تعلم أنك تعمل في صحيفة رسمية تمول من أموال دافعي الضرائب , ويفترض حيادها في الصراع المذهبي أو المناطقي أو على الأقل تكن مهنية في نقل الخبر .
عليك أن تفهم أن الحوثيين مكون رئيسي ولا يمكن لأحد تجاوزه , فتعامل معهم بمهنية واترك لهم مجالاً للرد وابتعد قليلاً عن أخبار اليوم وأخواتها .
يجب أن تفرق في صحيفتك – وأنت صحفي متمرس – بين الخبر ومقال الرأي , فأخبارك عن الحوثيين تشبه مقالات الخصوم  ويمكنك الرجوع في ذلك الى مدرسة البي بي سي التي لو عرض خبركم المنشور على أحد الصحفيين المبتدئين فيها لأسمعك درساً في أبجديات العمل الصحفي .
إننا نناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الإعلام بتوجيه الإعلام الرسمي بالتزام الحياد  في الطرح وتجنب إثارة الفتن المذهبية والمناطقية كما يحصل حالياً في صحيفة الجمهورية والتي يعد نهجها استمرار واضح لسياسة نظام صالح تجاه أبناء صعده تحديداً , كما نطالب كذلك نقابة الصحفيين بالتحقيق في الخبر المنشور في الجمهورية ومدى مطابقته لمعايير  الخبر الصحفي , خصوصاً وأنه في صحيفة رسمية .