اهداف الحرب على عمران صورة واضحة للمخطط الامريكي للمرحلة القادمة في اليمن

قبل الحرب على ابناء عمران لا بد وان نقف قليلا امام احداث سبقتها لتوضيح سياق شن هذه الحرب
وصول السفير الامريكي الجديد الى اليمن ماثيو توليربالتزامن مع خطاب اوباما السنوي في قاعدة عسكرية قبل ايام والذي بدا فيه متخبطا ومتناقضا حول سياسة بلاده للمرحلة القادمة تجاه الارهاب وعددا من القضايا الدولية مخصصا سياسته للمرحلة المقبلة تجاه ثلاث دول فيها ارهاب كما يدعي وهي اليمن والصومال وليبيا ثم ممارسة السفير لعمله بداية بلقاء وزير الداخلية باحثا معه الوضع الامني ( ضعوا خطين تحت الوضع الامني ) والاعلان عن قتل من قام بعملية الاغتيالات السابقة في صنعاء كخطوة لطي صفحة سابقة عبرامتصاص غضب الشارع الذي ينسى الاحداث والحقائق بسرعة
ثم تتويج ذلك بتحويل الحرب التي يخوضها الجيش ضد القاعدة في الجنوب الى حرب عسكرية بمختلف الاسلحة واعلامية بجميع الوسائل ضد ابناء عمران
هذه الاحداث وتزامنها ليست محض صدفة بل تأتي في وقت يشهد الواقع اليمني انتصارات سياسية وثورية لانصار الله وصل الى تاثيرهم الى العملية السياسية بعد ان حاولوا ازاحتهم وقتل كوادرهم  وزيادة شعبيتهم والتفاف الناس حولهم
لذلك جاء خطاب قائد المسيرة القرانية السيد عبدالملك الحوثي موصفا خطورة الحالة التي يعيشها اليمن وشارحا الحقيقة لما يحدث في عمران لتعريف الشعب بالحقيقة والمؤامرة ضده ليقوم بمسئوليته بمنعها من تحقيق اهدافها . مما ينبغي الوقوف عند هذا الخطاب بمسئولية وطنية وتاريخية من الجميع
لن استطيع الإلمام بكل ما ورد في الخطاب لكن سأحاول التركيز على اهداف الحرب في عمران كما جاءت في الخطاب والتي تشكل صورة واضحة للمخطط الامريكي القادم بعد خطاب اوباما السنوي ووصول السفير الامريكي الجديد في اليمن
• نشر القاعدة في كل محافظات اليمن والتغطية على ذلك بحرب في عمران
بعد ان استفاد الامريكيين من الحرب على القاعدة في الجنوب من خلال زيادة تواجد المارينز الامريكي على الارض والسيطرة على منابع النفط في الجنوب تم ايقاف الحرب بين هادي والجناح العسكري للاخوان المسمى القاعدة فلا غالب ولا مغلوب ، بعدها تم ضبط العلاقة بينهما من قبل السفيرالامريكي الجديد وتوحيد جهود الجميع في الداخل للعمل معا ضد انصار الله العدو الحقيقي لامريكا في اليمن
فالامريكي لم يعد يحتمل مزيدا من تقدم انصار الله على كل المستويات المهدد لمشروعهم الاحتلالي والاستعماري في اليمن لا سيما وهم الصوت الوحيد الرافض لهذا المشروع والفساد بمقدرات الدولة وفرض العقوبات الاقتصادية على الشعب من الداخل وعملاءه من الخارج
لذلك بداء إعادة تجميع القاعدة وتوزيعها بشكل مدروس في مناطق عدة لتسفيد منها امريكا كمبرر لتواجد المارينز فيها وتدمير اليمن وايضا لتصفية اعداءها من انصار الله وكل الرافضين لمشروعها الاحتلالي فكانت اول ارضية مهيأة هي عمران التي يطالب فيها ابناءها بتغيير قوى الاخوان المسلمين العملاء الحميميين لامريكا وسنشهد تحريك عدة جبهات للقاعدة في كثير من المناطق منها مأرب وارحب والجوف وغيرها
يتكرر الحديث عن مخطط نشر القاعدة في خطاب السيد مرة اخرى بعد كشفه هذا المخطط خلال حرب دماج وكتاف لما لهذا الموضوع من خطورة على الشعب اليمني بكل فئاته ولن ينفعه سكوته ازاء ذلك ، فانتشار القاعدة معناه تكرار ما جرى في سوريا من جرائم وحشية وقطع للرؤوس وذبح للاطفال وتفجيرات وسط الاسواق والشوارع العامة والمساجد وتدمير للبنية التحتية لليمن تماما ولن يكتفي الامريكيين بذلك بل هي مرحلة تمهيدية لدخوله المباشر واحتلاله اليمن وسيذوق اليمنيين مرة اخرى ما ذاقه الشعب العراقي من الاحتلال الامريكي
• القضاء على العملية السياسية في البلد والانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار
بعد عملية الحوار الوطني والتي شهدت كثيرا من المواد الرامية لتفكيك القوى التقليدية وبناء دولة عادلة وقدرة انصار الله على تقديم رؤية حديثة وقوية مثلت امل الشعب وحلمه وزيادة تاثيره السياسي على كثير من المكونات السياسية وثباته في مواقفه كان لابد من ايقاف هذه المرحلة بشن حرب سابعة عليهم تعيد الامور الى نقطة الصفر قبل بداية الثورة الشبابية ومؤتمر الحوار الوطني وابقاءهم خارج التاثير وتصويرهم كجماعة متمردة خارجة عن الدولة كما هو دأب هذه القوى في الهروب من الاستحقاقات الى صناعة الحروب وافتعال الازمات في الوقود والكهرباء والاسعار مما يؤدي الى عدم تغيير المشهد السياسي لصالح الشعب وبقاءه في يد قوى الرجعية والظلام الضمان الوحيد للامريكيين بتنفيذ مشروعهم دون اي معارضة من داخل السلطة
الرئيس عبدربه منصور هادي
على هادي ان يتدارك موقفه وان لا يكرر اخطاء سابقه وان يعتمد على الشعب ويفتح عينيه عليه ليرى الواقع الجديد للشعب لا كما يضنه سابقا وان يتقلف الفرصة الجديدة المتمثلة بوقوف الشعب معه في إزالة قوى الفساد وتجار الحروب وصناع الازمات فلن ينفعه الخارج وصفقاته ولا الاخوان المسلمين الذين باعوا سلفه وغيره ولا على محسن قبل فوات الاوان ولعل وصوله الى مرحلة الصفقات يعتبر منحدرا خطيرا يسلكه وسيكون بداية نهايته مهما وعده الخارج باستمراره على كرسي السلطة فمبارك وعلى صالح والقذافي خير عبرة
هذه الفرصة لن تتكرر مرة اخرى لا سيما بعد ان اضاع هادي فرصتين ذهبيتين له للقضاء عليهم وتخليص الشعب منهم ومن ازماتهم وحروبهم
الاولى :- بعد انتخابه مباشرة خلال ثورة الشعب المطالب بالتغيير فكان يستطيع تحقيق امال هذا الشعب وكان الجميع خلفه ومؤيدا له الا انه اضاعها واتخذ سياسة الارضاء لكل القوى السياسية المتصارعة
الثانية :- خلال هيكلة الجيش كان الكل مجمع على تغيير على محسن واحمد على معا الا انه فوت هذه الفرصة ايضا وابقى على محسن ليخلق له فيما بعد وحتى الان مزيدا من المشاكل والعوائق
علاقة حزب الاخوان بامريكا
بالاضافة الى الوحدة الايدلوجية والسياسية والمهام مع القاعدة كما ذكرت في الخطاب والتي تتجلى يوما بعد يوم من احداث كتاف ودماج وحوث وعمران وابين والحرب ضد الاتحاد السوفيتي والقتال في سوريا وافغانستان وغيرها سأذكر مزيدا من الشواهد على علاقة حزب الاخوان بامريكا من سابق والذي يفسر سعي حزب الاصلاح بكل ما يملك لخدمة الامريكيين وتنفيذ مشروعهم وسأنقلها كما هي من دراسة تاريخية لزيد الذاري اعدها عام 95م
أولاً: في جانب العملية الديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية باتجاه تحرير الاقتصاد :
1-         التأكيد في خطابها السياسي على الالتزام بالمبدأ الديمقراطي ( كآلية غربية أمريكية ) ومبدأ التداول السلمي للسلطة .
2-         صمتها عن الوجود الأمريكي في المنطقة بخلاف مثيلاتها في مصر وتركيا والسودان وتونس والجزائر ؟
3-         تبنيها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي ودفاع أحد رموزها ( عبد الوهاب الآنسي) وهو الآن (الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح)عن روشتة صندوق النقد والبنك الدوليين والإشادة بخططهما .
4-         تعودها لضرورة اقتران الإصلاح الاقتصادي بالإصلاح الإداري وهو ما شكل تطابقا وتوافقا مع الرؤية مع رغبة الصندوق والبنك خصوصا إذا علمنا أن تقرير الصندوق قد أكد أن جانب الإصلاح الإداري في اليمن يساوي صفرا وقد أكسبها ذلك مصداقية ورضا من هاتين المؤسستين الدوليتين ؟!

ثانياً : في جانب عملية التسوية مع الكيان الصهيوني والذي ترعاه أمريكا وتعتبره معيارا في نظرتها للدول والجماعات
1-         صمتها عن هذه العملية والإقرار بنتائجها والاعتراف الضمني بوجود إسرائيل وبالتالي دمجها في منظومة دول المنطقة.
2-         عدم تهييجها للمشاعر الإسلامية داخليا ضد هذه العملية وتمريرها لعمليات التطبيع المتدرجة بدءا من صمتها عن مشاركة بلادنا في عملية المفاوضات المتعددة الأطراف.
3-         موافقتها لعملية تهجير اليهود اليمنيين في بداية مشاركتها في الحكومة الائتلافية عام 1992م واعترافها الضمني بحق إسرائيل في الوجود كأحد دول المنطقة  (راجع البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للتجمع اليمني للإصلاح** ).
4-         تعمدها الغياب وعدم المشاركة ضمن الفعاليات العربية والإسلامية المستهدفة الوقوف في وجه عملية التطبيع والتسوية – مثل مؤتمر الحوار القومي الإسلامي – وإحجام ياسين عبد العزيز*** – كان قد اختير ممثلا عن اليمن – عن تفعيل قرارات المؤتمر فيما يتعلق بتنفيذ قراراته الهادفة لتحصين وتوعية المجتمع بمخاطر عملية التسوية وعواقب التطبيع وتعميق الرفض له وتأصيله شرعاً .
5-         إبداء رضاها الضمني للقاء الرئيس بيريز وذلك من خلال صمتها وعدم تحديد موقف من لقاء الرئيس مع بيريز في باريس وهو موقف ذو دلالات عميقة خصوصا وقد كان محمد اليدومي أمينها العام أحد أبرز أعضاء الوفد المرافق للرئيس في تلك الزيارة .

ثالثاً: فيما يتعلق بالموقف من ( الإرهاب ) قبولاً ورفضاً:
1-         من يبحث في علاقة الإخوان المسلمين بالإرهاب سيجد أنه يكاد يكون نظيفا ( ظاهريا) من مشاركتها المباشرة في أي أعمال عنف وإرهاب بل يجد إدانة مثل هذه الأعمال خصوصا ما يمس الوجود الأمريكي في المنطقة وقد نجحت بالدفع بمرتكبي حوادث التفجيرات في عدن التي حدثت عام 1992 أثناء توقف تلك القوات في عدن وهي متجهة الى الصومال والتي أصيب جرائها أمريكيون ونمساويون نجحت بالدفع بهم إلى المؤتمر الشعبي العام .
2-         قامت الحركة بغض الطرف عن عملية ترحيل آلاف من الرعايا العرب بحجة( التطرف) بل وتقديم معلومات وافية عن تلك العناصر إلى الجهات ذات العلاقة.
3-         قبولها بمشاركة بلادنا في مؤتمر شرم الشيخ بل والحث على أهمية المشاركة .
رابعاً : وأخيراً فان حركة ( الإخوان المسلمين ) تتبنى من خلال بيانات هيئاتها وكتابات صحفييها على ضرورة البناء المؤسسي للدولة بما يؤهل اليمن للانسجام مع متطلبات العصر والمحيط الإقليمي وتحقيق شروط النهوض بالدور المناط باليمن ويهيئ للعب دور ما في المنطقة .
.... فبدؤوا بتوجيه دعوات لقيادتهم لزيارة أمريكا فقام محمد عبد الله اليدومي الأمين العام المساعد للإصلاح حينها ورجل المخابرات السابق (حاليا هو رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح)والذي أسهم من خلال عمله في جهاز الأمن السياسي في إضعاف المد الشيوعي اليساري بأنواعه في اليمن وكذلك حركته – مما اعتبر في حينه تعاونا مع أمريكا بشكل غير مباشر بزيارة لأمريكا تلبية لدعوة رسمية عبر سفارتها في صنعاء ولمدة أربعين يوما عاد بعدها محملاً بأجهزة ومعدات الكترونية دقيقة وعلى إثر زيارته مباشرة ترأس إدارة غرفة العمليات للتجمع اليمني للإصلاح(الذراع السياسي لحركة الاخوان في اليمن) لإدارة معركة الإنتخابات البرلمانية التي جرت في 27 ابريل 1993م ومركزاً على الدفع بأكبر نسبة من الأعضاء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين إلى مجلس النواب لتشكيل غالبية إخوانية في المجلس في قوام ممثلي الإصلاح وتقليص تمثيل الجناح القبلي .
ثم توالت الزيارات فقام كل من ياسين عبد العزيز المراقب العام للإخوان نائب رئيس التجمع اليمني للإصلاح وعبد الرحمن العماد رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح (قيادي إخواني ويشغل حاليا نائب رئيس مجلس شورى الإصلاح) بزيارة مماثلة  للولايات المتحدة وذلك في عام 1995م وفي أكتوبر من نفس العام وجهت الملحقية الثقافية بالسفارة الأمريكية دعوة للكاتب الصحفي الأستاذ /نصر طه مصطفى أشهر كتاب حركة الإخوان وأحد أهم صانع الرأي وموجهيه (يشغل حاليا منصب مدير مكتب رئاسة الجمهورية “الرئيس عبدربه منصور هادي”)في الحركة فقام بزيارة ذات برنامج مزدحم ولمدة شهر التقى خلالها كسابقيه بساسة أمريكيين سمع منهم إشادة بدور الإخوان والتزامهم بالعملية الديمقراطية وتجربتهم في الحكم وإسهامهم الفاعل في تحقيق الاستقرار وتبني قضايا وأطروحات تدفع نحو إحداث تحولات عميقة في المجتمع اليمني ..؟
.....
وفي إطار مسلسل الزيارات لقيادات الإخوان إلى أمريكا من دون سائر القوى في الساحة وبدعوات من مؤسسات أمريكية عبر سفارتها في العاصمة اليمنية فقد غادر صنعاء في أواخر شهر يونيو  1996م رئيس الدائرة السياسة للتجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان(قيادي إخواني-يشغل حاليا عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح) وأحد أعضاء الدائرة السياسية ما يحمل دلالات عميقة في التوقيت الزمني واختيار المدعوين ويذكرنا بدعوة اليدومي وزيارته قبيل انتخابات عام 1993م ومن الملاحظ نجد الإخوان المسلمين وبعد عودة رئيس دائرتهم السياسية من أمريكا مباشرة قد اعتمدوا إستراتيجية ( الأكثر هجوما ) ضد الرئيس ونظامه وحزبه كما لاحظنا تغير أسلوب نصر طه في الكتابة وكذا توجه اليدومي بعد زيارته وفي الأخير نشير إلى الاحتفال المبهر الذي أقامه الإخوان في الإصلاح تكريما للملحق الثقافي الأمريكي بمناسبة انتهاء فترة عمله في اليمن وذلك بداية شهر أغسطس 1996م كل ذلك يجعلنا نطرح تساؤلا مشروعا وهو : ألا يدل مسلسل الزيارات هذه إلى أن أمريكا تسعى لتأهيل هذا التيار السياسي على يدها بحيث يؤدي إلى الارتباط الايجابي مع مصالح أمريكا وبالتالي تتمكن من إحداث تغييرات مستديمة تطور النظام السياسي ويعتمد معايير الدولة ؟

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 15 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.