نحن متفائلون لأننا مدركين
جاءت ثورة الربيع العربي للخلاص من الاستبداد في الداخل ومن الهيمنة الخارجية التي دعمت تلك الانظمة المستبدة وجاء كي تتبنى النهج الديمقراطي وحقوق الانسان التي تنعم بها معظم دول العالم بما فيها الدول الافريقية ودول امريكا الجنوبية وجاء الربيع العربي ايضا على الرد على التحديات الاقتصادية التي كرستها انظمة الاستبداد لمصلحة القوى الكبرى المهيمنة على الاقتصاد العالمي عبر الشركات العابرة للقارات واحتكار صناعة وتجارة المواد الأولية التي تنتجها هذه الشعوب العربية ولكنها لصالح الشركات الغربية وليست لمصلحة الشعوب من ناحية اخرى استفاد الشباب العربي من التحولات الإعلامية ووسائل الاتصال الحديثة التي كسرت حواجز الخوف والسيطرة الإعلامية للأنظمة .
وفي الحالة اليمنية تم احتواء اولى الموجات الثورية التي طالبت اسقاط النظام بجعل راس النظام وأولاده هم المشكلة والإبقاء على ركائزة التي حكم بها ثلاثين عاماً في السلطة وتحت عنوان المعارضة وقوى الثورة . وذلك بهدف ابقاء السيطرة الامريكية وبعض دول الجوار على اليمن المهم استراتيجياً بموقعه الاستراتيجي ولأهميته في الصراع القادم ضد قوى الممانعة وهذه الهيمنه لن تقبل من أي قوى تفرزها الثورة ان تغير من معادلتها في الهيمنة والسيطرة على اليمن وهذا يفسر دعمها الا محدود لقوى النظام والقوى القبلية والعسكرية التي تريد ان ترث هذا النظام والتي جاءت المبادرة لكي تحقق لها ذلك
بدورها، تقول أستاذة العلوم السياسية في القاهرة رباب المهدي لـ«السفير» أننا لم نصل بعد إلى آخر مخرجات الربيع العربي لكي نستطيع تقييمها، فنحن بصدد ثورات لم تكتمل بعد، وبالنظر إلى أن القوى الأكثر تنظيماً في هذه المعركة هي القوى الإصلاحية الرجعية، وبالنظر أيضاً إلى النفوذ الإستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة وعامل الدعم المالي من السعودية ومنطقة الخليج، فإن تنظيم إطار ثوري جذري في هذه المرحلة يبدو أمراً صعباً»، لكنها ترى أن «كل الثورات تستغرق سنوات، وتمر بموجات متعددة، ومن الممكن أن يكون ما حدث خلال الفترة الماضية موجة ثورية أولى، قد تستتبع خلال السنوات القليلة المقبلة بموجات أخرى تتغلب على مجمل هذه الصعوبات».
ولأننا واثقين بالله ونصره ومدركين لما يدور حولنا سوف نستمر بأدواتنا وليس بأدواتهم ولن تموت روح الثورة .
- قرأت 562 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ