اليدومي.. وعلامة تعجب!

قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد عبد الله اليدومي: "إننا ومن خلال متابعاتنا نجد أن السقوط المدوي لمحافظة عمران لم يكن له أي تأثير مستفز لضمائر من شاركوا في صناعة هذا السقوط..!" (ركزوا على علامة التعجب التي ذيل بها هذه الفقرة؛ كأنما كان يتوقع تضامن الناس مع من سقطت عمران من أيديهم!).
السؤال يا أستاذ محمد: ماذا عن السقوطات المدوية المتلاحقة لمواقع ومقرات عسكرية -بينها مقرات مناطق عسكرية- في أيدي "القاعدة"؟! ماذا عن السقوط المدوي لضحايا مذبحة السبعين؟! ماذا عن السقوط المدوي لضحايا مذبحة مجمع العرضي؟! ماذا...؟! ماذا...؟! وفوق هذا وقبله: ماذا عن السقوط المدوي لحكومة باسندوة؟! هل كان لكل ذلك من تأثير مستفز لضمائر من شاركوا في صناعته؟! أم أن بوصلة الضمائر تشير باتجاه شمال الشمال فقط ؟!
ربما أن هناك من يظنون أن سقوط عمران المدوي "تم على حين غفلة"؛ لكنهم بالتأكيد أقل ممن يظنون أن سلسلة التساقط السابقة لها هي التي حدثت على حين غفلة. لا بد أنكم تدركون السبب: "هول الضخ المستمر للأكاذيب والسيل الجارف للشائعات الخادمة لهذا السقوط، وافتعال أساليب الالتواء والتعمية، لإخفاء خيوط المؤامرة وطمس بصماتٍ هيهات لها أن تمحى..!".
ويا أستاذ (أو ربما تفضلون أن نقول لكم: يا افندم!) محمد، ما دمتم قد وجدتم أن "هناك من لا يرون ما حولهم من مخاطر تحيق بالوطن إلاَّ من خلال أمعاء بطون لا تفرق بين ما يقذف في جوفها من حلال أو حرام، وما يُتقيأ منها من قاذورات وجيف أزكمت الأنوف وصرعت بنتنها عقول من لا يتقن إلا صناعة الخيانة..!"؛ فهل لكم أن تقولوا لنا من خلال ماذا ترون أنتم ما حولكم من المخاطر التي تحيق بالوطن؟! من خلال ماذا ترون ما حولكم من تنظيم القاعدة، والاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء والنفط؟! من خلال ماذا ترون الانفلات والفشل الأمني الذريع، والفشل الحكومي على كافة المستويات؟! من خلال ماذا ترون أزمة المشتقات النفطية وعقود شراء الطاقة والكثير من صفقات الفساد؟! من خلال ماذا ترون الأسلوب الذي انتهى إليه مؤتمر الحوار الوطني؟! من خلال ماذا ترون طريقة تشكيل وأسلوب عمل لجنة صياغة الدستور؟! من خلال ماذا ترون محاولات استعادة التحالف السابق مع "صالح" الذي قدم الشباب دماءهم لكي تصفوه بـ "المخلوع"؟!... من خلال ماذا ترون كل ما حولكم من هذه المخاطر وغيرها الكثير؟ أم أن المخاطر التي تحيق بـ "الوطن" تم تحديدها سلفا، ولا يدخل في قائمتها شيء مما جاء أعلاه؟!
أخيرا يا أستاذ محمد اليدومي، سأتفق معك جدلا أن من الإنصاف أن يتعامل أولئك "الذين يقرّٰون جرائم داعش الحوثية" مع "الدواعش القادمة بصدر رحب كما يتعاملون بالضبط مع داعش الأم..!"؛ ولكن أليس من الإنصاف أيضا على أولئك الذين باركوا وهللوا وكبروا للدواعش السابقة أن يتعاملوا مع "داعش الحوثية" بصدر رحب مثلما تعاملوا مع سابقاتها، تلك التي كان سوء أدائها السياسي وراء ظهور كل الدواعش الأخرى، داعش التي قتلت علي عبد المغني والزبيري وعبد الرقيب عبد الوهاب وأحمد عبد ربه العواضي وابراهيم الحمدي وجار الله عمر... داعش التي "دعشت" الناس في الساحات ليثوروا ثورتها لا ثورتهم، داعش العبوات الناسفة والدراجات النارية وكاتم الصوت والسيارات المفخخة و"الهدايا الخيرية"...؟! بل أليس من الإنصاف التعامل مع "داعش الحوثية" بمثل معاملة "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" (داعش الحقيقية) - على الأقل؟!!

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.