كفوا عدوانكم على السعودية أيها الغجر!!!!!

رغم كل الحملات والمظاهرات والمقالات الإعلامية وغيرها الموجهة ضد الجارة السعودية الأم الرؤوم باليمن واليمنيين ، ورغم كل القصص والأخبار والصور التي تنقُل للعالم معاناة اليمنيين في هذه البلاد ، ورغم  كل الجرائم الرسمية والغير الرسمية التي تُرتكب عن إصرار وسابق عمد وترصد ضد اليمنيين من قتل وسحل وحرق بسبب ومن قبِل السعودية ، ورغم إستقطاع ومصادرة أضلاع اليمن نجران وعسير وجيزان وغيرها ، لا يجوز لأحد من اليمنيين أن يتهم هذه الجارة العربية المسلمة الشقيقة والرقيقة بأنها تعتدي على اليمن وأبنائه.
لأن كل ما يقوم به اليمنيون من نشاط إيجابي سواءً كان إجتماعي أو تجاري أو إقتصادي أو سياسي أو حتى صرف صحي أو غيره فإنه يعتبر بمثابة عدوان سافر ومباشر على السعودية ، وبالتالي فمن حقها في هذه الحالة أن تدافع عن نفسها بكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة.
لم تكن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 62 إلا بمثابة العدوان الأبلج ضد مصالح وأمن وإستقرار ورخاء المملكة العربية السعودية وسياستها الرحيمة التوسعية في الجزيرة العربية ، فكان لابد من سحق هذا العدوان الغاشم وإسقاط الثورة وهذا ما تم فعله فقط دون تجني على أي إنسان لأن الدفاع عن النفس عمل مشروع.
ولم تكن ثورة الرابع عشر من أوكتوبر 63  في الجنوب إلا بمثابة العدوان الأبلج الثاني على المملكة مما أستوجب محاربتها ومحاصرتها وتجويعها وإسقاطها بكل الوسائل والطرق بما في ذلك منع وحدتها مع شقها الثاني في الشمال فضلاً عن نشر الحقد والكراهية بين أبناء الجنوب وقتل وسحل قياداته وأيضاً إستخدام سياسات فرق تسد بين أبناء الشمال وأبناء الجنوب بشتى الطرق.
ولم تكن الحركة التصحيحية في الثالث عشر من يونيو 74 التي قادها الزعيم الشهيد الراحل إبراهيم الحمدي  إلا العدوان الأبلج الثالث ضد إستقرار وأمن السعودية ورخائها ، فكان لابد من إغتيال القائد وزملائه وإسقاط الحركة وتسليم اليمن رسمياً للمتعهدين الذين اثبتوا بالتجربة أنهم يقدرون المملكة الجارة حق قدرها ويدركون أهمية أمنها القومي وموقعها الإستراتيجي  الهام في العالم الذي ينبغي عليهم المساهمة في حمايته. وقد نجح هؤلاء المتعهدون إلى حدٍ كبير في حماية هذا البلد الجار فكانت لهم كل الإمتيازات والميزانيات والثروة والسلطة والجاه والهيلمان والصولجان وحرية التصرف في الأرض والعباد.
ولم يكن الإتفاق على إعادة الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990  إلا العدوان الأبلج الرابع والإنتهاك السافر ضد مصالح العربية السعودية المستقرة والعامرة ، فكان لابد من إجهاض وضرب هذا الإتفاق بحرب 94 ليتسنى للمتعهدين الشماليين فقط أن يتولوا زمام الأمور شمالاً وجنوباً بذريعة (الفرع يعود إلى الأصل) حيث أستتبت الأمور على نحو تم فيه تكريس إستقرار السعودية إضافة إلى التنازل عن الأراضي اليمنية نجران وعسير وجيزان في عام 2000 التي كانت مؤجرة للسعودية بحسب معاهدة الطائف. ومر عقد والزمان شُرم بُرم وسمن على عسل بين المتعهدين ، الذين قاموا بواجبهم على خير مايرام للحفاظ على أمن وإستقرار المملكة وآل سعود الذين اغدقوا بالعطايا والحماية والصلاحيات لهم.
إلى أن قامت ثورة الحراك الجنوبي في 2007 الذي شكل العدوان الأبلج الخامس ليس على السلطة الشمالية وحسب بل على أمن وإستقرار السعودية التي أفاقت من إسترخائها الطويل وقامت بتحريك كل متعهديها النائمين لديها في الداخل والخارج للقيام بواجبهم التاريخي والحيلولة دون تفاقم هذا العدوان الذي من شأنه تقويض هدؤها ، فبدأت التحركات والحركات والإجتماعات والمؤتمرات لكبح جماح الحراك الجنوبي العدواني الذي مازالت شرارته متقدة حتى اللحظة بعد أن قامت بتلقيح وإلهام ماسمي بثورات الربيع العربي والثورة الشبابية الشعبية في شمال اليمن ، العدوان على كل أنظمة الإستبداد والدكتاتورية في المنطقة التي أعتبروا أنفسهم ورثة الله على الوطن العربي.
ولم تكن خيارات الحوثي في حماية أهل صعدة والمذهب الزيدي من التغول الطائفي إلا إعتداءاً آثماً على الحرية الدينية والتوسعية للفكر الوهابي فما كان على صعدة إلا أن تتحول إلى الأرض المحروقة في ستة حروب جائرة إنتقاماً وجزاءًا لها على ماأرتكبته من حماقات في الدفاع عن نفسها ومن محاولات لمعارضة الإنتشار الوهابي السعودي في أرضها.
ولم تكن الثورة الشبابية والشعبية في فبراير 2011 إلا العدوان الأبلج والحاسم السادس على بقاء المملكة العربية السعودية برمتها في منطقة الجزيرة العربية فلم تتوانى في الدفاع عن نفسها محاولة التخلص من الجزء المُعطب في أركان النظام اليمني برمته في جامع النهدين وتسليم السلطة للطرف الثاني برئاسة الشيوخ الحُمر وحزب التمصلاح المتأسلم ، المشروع البديل الذي بات بالفشل والخسران المبين.
ومع ذلك يروج البعض بإن اليمن تكتسب أهميتها من وجودها بقرب السعودية المصدر الرئيسي لنفط العالم ، وأن الإهتمام الدولي باليمن إنما لتميزها الوحيد وهو أنها تقع بجوار السعودية الغنية. لكن مما سبق يتضح لنا بأن هذا قول معكوس تماماً ، والحقيقة أن وجود السعودية بجانب اليمن جلب له الكوارث والمآسي والمصائب والنكبات تلو النكبات للأرض وماعليها.
لذا ايها اليمنيون حافظوا على مستواكم من العيش تحت الأقدام والنعال السعودية ، والحياة بدون كرامة ، والعيش على الفتات والصدقة التي ترمى لكم إلى حضيرة القمامة الخلفية عن طريق المتعهدين التقليديين الذين مايزالوا يرفضون التنحي عن هذا الدور الآثم حتى الآن رغم فضحهم على ألاشهاد ،  كفوا عدوانكم على السعودية. فأنتم أقل شأناً وأقل إنسانية ، وليس أنتم من خرجتم  من بطون أمهاتكم أحرارا ، فليس من حقكم التفكير بالعيش بكرامة وإنسانية فضلاً عن التفكير بإقامة الدولة المدنية .. أيها الغجر.
bassethubaishi@yahoo.com

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.