شوقي ومحسن بالحوار
لا يزال الحوار محاصرا بغياب النقاط الـ20 التي كانت تمثل التهيئة الضرورية له, وبالرغم من السير في إنجاز الخطط في بعض الفرق, إلا أن الاتفاق النهائي على المفاهيم والتعريفات والمبادئ والأهداف والوسائل يغيب هنا ويحضر هناك, وينتظر الانتهاء منها الأسبوع الحالي. أما لجنة صعدة فلم يظهر بعد الدخان الأبيض في حل مشكلة النائبين الأول والثاني، ويبدو أن الوضع معجب للإصلاح, لهدف لا يعلمه سواه .
تعطلت لجنة صعدة بسبب تعرض النائب جدبان لاستفزاز أمني غير مبرر في نقطة أمنية من جنود الشرطة العسكرية, حيث لم تشفع له عندهم بطاقة مؤتمر الحوار ولا حصانته البرلمانية, فيما كان ملفتا للنظر تغيير الحراسة المعينة لنائب رئيس الحوار الأستاذ صالح هبرة من بعد حادثة محاولة اغتيال عبد الواحد ابوراس التي قتل فيها ثلاثة من مرافقيه, ما ترك علامة استفهام حول السبب .
ما يحدث خارج المؤتمر يعكس نفسه داخل المؤتمر بشكل أو آخر, فمن غياب النقاط الـ20 والمطالبة بتنفيذها إلى انسحاب الصريمة وتصريحاته إلى قتل ثلاثة مواطنين من المهمشين إلى اقتحام الإصلاح لمحافظة حجة إلى ما يحدث في محافظة تعز والحديدة والعاصمة .
غياب الصريمة وتصريحاته التي رفعت السقف بشكل ربما فاجأ بعض أعضاء الحوار الجنوبيين أنفسهم, رغم تعويضه بالأستاذة راقية حميدان فإن السؤال عن أسباب الغياب والتصريحات محل تحليل وتفسير. أما قتل المهمشين الـ3 رغم التضامن الواسع داخل المؤتمر فلم ترشح نتيجة ولم نسمع تطورا حول القضية, وكذلك اقتحام الإصلاح لمحافظة حجة مر بسلام, وكذلك ما تتعرض له الحديدة والحراك التهامي لا صدى له بالحوار؛ لكن ثمة حضور لافت لشوقي ومحسن بالحوار.
أما تعز فالتساؤل والهمس مستمر حول ما يتعرض له محافظها شوقي هائل من حملات هجوم وتشويه من قبل الإصلاح تكاد تقسم مجتمع الحالمة. ايادي حميد ومحسن بالموضوع موجودة, والغريب أن البعض يتساءل بسذاجة عن المناقصات التي يحصل عليها بيت هائل, في معرض الدفاع عن حميد ومناقصاته التي تمرر من الحكومة مباشرة وغير مباشرة من الظاهر والباطن, والمراد خلط الأوراق وزيادة الضغط على بيت هائل كرأس مال وطني .
شوقي يواجه حملات بسبب الخوف من نجاحه في تعز, ويبدو واضحا أن الإصلاح يخشى من نجاح شوقي أكثر من خشيته من فشل محافظيه بعدن أو تعز أو عمران, وفي مواجهة شوقي يشهر سيف الثورة التي التفوا عليها, بينما يغض الظرف عن احمد الحجري في محافظة إب وشوقي في أسوأ الحالات كالحجري أو رشيد، لكن وعين الرضا عن... المهم قال لي أحد جيراني بتعز ردا على سؤالي عن السبب, بأن السر يكمن في أعداد المدرسين والموظفين الوهميين الذين يمتلكهم الإصلاح بالتربية في تعز خصوصا وبقية المكاتب عموما, والزحف الإصلاحي على المناصب والوظائف العامة والسيطرة على مكاتب الوزارات التابعة له .
لا أعرف شوقي هائل ولكن ما أعرفه من زملاء أنه قادر على النهوض بتعز والنجاح, لكن نجاحه يتعارض مع الإصلاح ومصالحه لذا عليه وعلى تعز وأبنائها دفع الثمن, وهذا ما يحدث, مستغلين صمت الرئيس ومؤسف جدا ما يشاع عن استقالة شوقي .
العاصمة حكاية رفع الساحة تتردد، والحقيقة أنه لم يعد هناك داع لاستمرارها, ومضايقة سكان الأحياء المحيطة بها، ورفعها لا يمنع استمرار تنظيم الاحتجاجات في زمن ومكان وقضايا محددة, وعلينا الاعتراف أن الساحة لم تعد سوى مولد خال من أي دلالة ثورية وعلى الإصلاح وأنصار الله فهم هذا الأمر وتنفيذه بدون مماحكة واستهداف واستعداء .
شروط محسن لتسليم مقر الفرقة كحديقة محل تساؤل وشروط علي محسن لتسليمها توضح أن الرجل يمارس الابتزاز، فعندما يقول قيمة سلاح الرجل يعترف أنه يمارس تهريب السلاح, وإلا هل يعقل أنه كان ينفق على الفرقة من جيبه الخاص ويستورد السلاح خارج إطار الجيش وقوانين شراء السلاح المعمول بها. أما أرض الحديقة فحكاية محسن بالاستيلاء على الأراضي معروفة, ومعروف أن الجزء الأكبر منها أوقاف آل المطهر.
محسن رحب بالقرار وحلف مباشرة ولكن بطريقته المعهودة عندما ينضم للثورة ثم يسيطر على الساحة ويمنع حركتها ويقمع الثوار, ويرحب بالقرارات تفاديا لأي اتهام بالعرقلة ثم يطرح شروطه التعجيزية بصورة حقوق، طبعا هو يفعل هذا وسيستمر ليس لأنه مسنود بحزب وتيار ديني ودعم سعودي قطري فحسب، بل لأن الثورة فشلت ولأن الرئيس الذي لا شك يشعر بمدى إضعاف محسن لقراراته يمتص تصرفاته دوما, ولأنه يجد غطاء من حلفاء الإصلاح الذين تورطوا معه وبه منذ انضمامه ومنذ التوقيع على المبادرة رغم أن الكل يعلم أن محسن لم يعد مترا من الأراضي التي نهبها أو استولى عليها .
- قرأت 509 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ