عـِّـز اليمن في ثقافة (وعي) مقاتليها ومعرفة (قيم) شعبها وهيبة (مشروع) دولتها.. و مأساتها في خذلان وأطماع وصراعات نخبتها .. 

إن التقاط معرفة (وعي وقيم ومشروع) المقاتل اليمني في جبهات العزة والشرف، هو إلتقاط سهل وبسيط لمن لدية تراكم معرفي واخلاقي ومشروع يمني، وصعب جدا على من لا يملك أي معرفه واخلاق ومشروع، وصمود الشعب اليمني مع الجيش واللجان لانه شعب ممتلئ بمعرفة أخلاق وقيم كرامة وشرف وعرض وأرض ولديه مشروع يمني لدولة يمنية حره ومستقله ومهابه وقوية، من يدرك هذه الخاصية في الشعب اليمني سوف يدرك ان من ينتصر على الموت لن يقف أمامه شئ مهما كان ، لإن هزيمة الموت تعني  التخلص من الخوف والقهر والذله والرضوخ وعقدة النقص، فمن يكون قرارة رفض الموت والقهر والذل والرضوخ فإن قرارة هو التحرر في نفسه وتحرير مجتمعه وبلده وشعبه وكل من يتعرض للقهر والرضوخ من حوله، وإن كان الثمن هو حياته.. 
 
اليوم وللأسف نجد البعض من مدعيي الثقافه والمعرفه ومدعيي الدولة المدنيه والحقوق والحريات والمفكرين والمثقفين والصحفيين والمنظرين، وخاصة الجناح الفكري اليساري ، متكلسين داخل أروقة مشاريعهم القديمه، مشاريعهم المقهورة التي قمعتها وتآمرت عليها السلطات والاشخاص التابعين لدول الاستعمار، ونجد الكثير من هؤلاء لا يتحدثوا بعقل او بمنطق او يقدموا الحلول والمشاريع والرؤي التي تساعد قيادة الدولة والجيش واصحاب القرار على تحرر الوعي والقيم والمشروع اليمني، لتثوير المجتع اليمني كله وتحشيده مع المقاتلين ضد تحالف العدوان السعودي ومرتزقته .. 

بل تجد هؤلاء يصبون جام غضبهم على المقاتلين، لإنهم يعتقدوا انهم السلطة التي مارست عليهم القهر، تجدهم يتحدثوا ويقارنوا اليمن بالتطور في بلدان العالم الأخرى، ويريد ان يكون مثله بأمن وأمان وإستقرار وتطور ، ولا يجد من يعيره ويحمله المسئولية كل يوم سوى سلطة الحوثيين والسيد والرئيس والمقاتلين في الجبهات، ويريد منهم ان يتركوا الجبهات ومقاتلة دول وادوات وسلطات القهر والذل ويعودوا ليبحثوا له عن واقع سحري رسمه في مخيلته منذ 50 سنه، وهو نفسه لم يستطع ان يحاربه اويغيره ، بل انه رضخ له وقام بتأمين خوفه وقهره بالقبول بوظيفة أمنتها له تلك السلطة التي قهرته حتى اصبح تابعا لها، ويريد ان يرضخ الآخرين مثله .. 

يا عزيزي أيا كنت مثقفا او غير مثقف، بعد ثلاثة اعوام من العدوان او بالاصح ثلاثة اعوام من الصمود والتضحية اليمنية، واذا كنت ترى حضرتك اننا يجب ان نتطور، ونتحرر من القهر، تفضل قدم رؤية ومشروع لأصحاب القرار ولرئيس الجمهورية ، وحملهم المسئولية الكاملة إذا قاموا بتطنيش مشروعك او رؤيتك، وهنا يحق لك انتقادهم وتعريتهم وكشفهم وفضحهم ، اما ان تبقى منتقدا فقط، فانتقادك هو هوس متراكم موجه للسلطة التي قهرتك وهمشتك ومنعتك من التحرر وارضختك بالوظيفه لها، واصبح عقلك الباطن يحارب هولاء المقاتلين الذي يضحون بحياتهم ويواجهوا ويحاربوا السلطة والدول والادوات التي قهرتك واوقفت مشروعك المتحجر والمتكلس في عقلك منذ 50 سنه ولم يخرج للنور إلا عندما جاء هؤلاء المقاتلين الشعث الغبر.. 

المقاتل اليمني بصموده وتحديه وإنتصاره وبطولاته وتضحياته، قرر التخلص من الخوف والظلم والقهر والرضوخ والتبعية، فانتصر على الموت وقدم حياته لمواجهة العالم كله بأقل أقل ما يمكن للانسان ان يمتلكة من سلاح ليدافع عن نفسه وهو امام حيوان في غابه ، فما بالك بالدفاع والصمود والمواجهة والبطولة والتضحيه امام جيوش دول ومرتزقه من الداخل ومن كل بلدان العالم، يملكون اكثر تكنلوجيا تطورا في السلاح  واكبر ترسانة مال وسلاح واعلام وارهاب في العالم، وفوق هذا كله تجد المقاتل اليمني صامدا ومستبسلا ومتحديا ومضحيا وباذلا روحه ولا يستسلم، وفي الأخير هو من سوف ينتصر على ذلك العدو الضخم ويهزمه ويمرغ أنفه في التراب ويدمر كل سلاحه ويصده من التقدم، ويحرر بلده وشعبه وقراره السيادي من الاحتلال والاستعمار وأدوات التبعية والإرتهان ، ويقول لكل العالم ( انا يمني أحارب .. إذا انا موجود)، اليوم إن عـِّـز اليمن وصمودها وانتصارها وقوتها وهيبتها هو في نشر ثقافة وعي مقاتليها وتعزيز معرفة قيم شعبها وإقامة وبناء مشروع دولتها ذات القرار السيادي الحر والقوي، أما مأساة اليمن وهزيمتها فسوف تبقى دائما في خذلان نخبتها وأطماع ساستها و صراعات قادتها وتدمير مشروع دولتها وبيع تضحيات مقاتليها وكسر قيم وأخلاق شعبها ..

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 17 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.