الصبيان السياسيون
لقد كان ظني ولازال، أن الملوك إن ارادوا تشكيل حركة سياسية يقربونها إلى بلاطهم أو "حرمهم" الملكي، فتفكيرهم في هذا الخصوص لا يتعدى مفهوم "الصبيان" أو "الغلمان". هكذا انظر إلى تشكيل "السلفية" كحركة سياسية في خدمة البلاط أو الحرم السعودي- على سبيل المثال. يزداد ظني يقينا بفرضية "الصبيان السياسيين" كلما سمعت السلفيين يرققون أصواتهم عند التلاوة أو الخطب أو الاحاديث العادية، يرققونها لدرجة مبتذلة، ويستدعون البكاء والنواح في غير موضعه. ثم انظر إلى ولعهم بالبخور والعود والأثواب القصيرة مع جز الشنب واطلاق اللحية فأجد نفسي محاصرة بصورة واحدة من كل الجهات: صبيان.. صبيان.. صبيان! اما معاداتهم للنساء فيشي بأن الأمر قد تعدى الأسباب الدينية او السياسية، لقد أضحى أمرا شخصيا أشبه بعلاقة "الطباين".
اليوم، وانا أرتب مشاهد الحروب وأعمال التخريب ومحاولات الاغتيال والاغتيال نفسه، لا أرى سوى الجُبن شخصيا ينتصب أمام عيَني، ولا يحضر في عقلي إلا التفكير بفرضية "الصبيان السياسيين". نعم، التفكير مليا بـ"الصبيان السياسيين" بمفهومه النظري، وليس بالضرورة "السلفيين" من اسقطت فكرتي الشخصية على ظاهرتهم السياسية. فقد يكون السلفيين ابرياء من كل ما يحدث وقد يكونون ضحايا عندما يمارس صبيان آخرون عليهم وسائل أخرى للجبن السياسي كالحصار أو القتل. بالاضافة إلى أن الاشارة إلى فئة سياسية معينة باصبع الاتهام يستوجب فصل وحكم الحقائق الجنائية والقانونية وهذا ما احترمه.
إلا انه، وبشكل عام، "الصبيان السياسيون"، هم من يمارسون أعمال جبانة باسم السياسة ولصالح بلاط ملك أو زعيم هنا أو هناك ومن أية حركة سياسية كانت. مثلا، هم من يختبئون، يشعلون النيران في مخازن صحيفتي "الشارع" و"الأولى" بصب البترول من خلف البيبان إذ تنقصهم الجرأة للتقدم خطوة واحدة إلى داخل المخازن من أجل إشعال الحريق، ومع انهم كانوا صبيانا خلف البيبان إلا أنهم اسرعوا بالهرب خشية النيران. بعدها، يلقون بجمجمة ألآء الخيواني الشابة النجيبة على رصيف أحد ممرات جامعة صنعاء اثر صدمة قام بها سائق موتور من الصبيان، والذي- بدوره- أطلق ساقه للريح بسرعة أظنها كانت أكبر من سرعة الموتور الذي كان عليه. وفي خفية، يزرعون عبوة ناسفة في سيارة الناشط الشبابي محمد العماد، ثم يهرب الصبيان بأقصى سرعة حتى قبل أن يتأكدوا من نجاح العملية وانفجار العبوة الناسفة وأصابتها للهدف. أخيرا، ولأن الصبيان لديهم مقدرة على التعليم بسرعة ولكن ليس بالشكل التام، يتسترون خلف النقاط الأمنية التابعة لوزارة الداخلية أو ينتحلون شخصيتها ليقتنصوا السياسي الدكتور عبدالكريم جدبان ويردونه قتيلا. وكما قلت، هم لا يتعلمون بشكل تام، لذا تركوا أثارهم واضحة خلفهم، آثار الصبيان. لقد أصابت رصاصاتهم ظهر الرجل واخترقتها إلى المقدمة. وحدهم الصبيان من يغتالون من الخلف ويفرون قبل أن تسقط خراطيش الرصاص على الأرض!
نقلا عن صفحتها في الفيس بوك
- قرأت 528 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ