حميد الاحمر والميادين الشكل والمضمون
تحول لقاء حميد الاحمر على قناة الميادين مع المذيع المخضرم سامي كليب الى ما يشبه المحاكمة , فقد استطاع المذيع أن يجر الأحمر الصغير الى الكثير من الهفوات .
ظهر حميد في المقابلة مزهواً بنفسه , يلبس الجنبية تأكيداً على دور القبيلة في النظام الجديد , مبتسماً بِتكلُف ( البسمة الصفراء ) الملازمة لبعض الإخوان وكأنها متوارثة , رافعاً رأسه معوضاً قصر قامته , تظهر الفخامة في عسيبه ومسكنه مذكراً بسطوة ماله , يشرب كثيراً لِيبرد حر الأسئلة , يلوك الماء بعد الشرب وكأنه يتوضأ فأربك المصور .
لم تظهر العروبة في كلامه ولا الوطنية , بل لم يستطع تمثيل الإخوان المسلمين ولا حتى الجناح القبلي في الإصلاح , ظهر ممثلاً لأسرةٍ بل لشخصه داخلها , مميزاً نفسه عن البقية بأنه لا يستلم راتباً من السعودية بعكس إخوانه ووالده , ولو طالت المقابلة قليلاً لميز رأسه عن جسده.
طغى الأنا على حديثه , مرتفعاً الى أعلى درجاته عند تفاخره بأن ثروته تناقصت بسبب دعمه للثورة , ثروته التي جمعها من غربته في الحبشة أو في السعودية , فكان رفيقاً لهائل سعيد في كفاحه , منافساً للكبوس في تاريخ تجارته , ثروته التي عندما يسأل عن مقدارها لا يعطي أرقاماً مثل ( بل جيتس ) بل يقول ( ثروة طيبة ) , فعلاً بلدة طيبة وقانون غفور .
أظهر حقده على صالح وأبنائه , ليس غيرةً على الوطن ومكتسباته التي فرطوا فيها , إنما حقد الشيخ على الرعوي ( المشعب ) .
وبالعودة الى مضمون المقابلة يمكن تسجيل الملاحظات التالية :
1 ) حاول دق إسفين بين الرئيس هادي وبين أبناء صالح عبر كشفه لحديث خاص لهادي اتهم فيه خلية في الأمن القومي بأنها وراء الاعتداءات على أبراج الكهرباء , متحدياً مصادر دار الرئاسة أن تكذب الخبر .
2 ) حاول كسر كبرياء الجنوبيين عبر اشتراطه ان يطلب الرئيس / علي سالم البيض شخصياً منه اعادة منزله الذي ( بسط ) عليه هو وإخوانه بعد فتح عدن في غزوة الجنوب عام 1994 م , متذرعاً بأنهم تملكوه من نظام صالح ( ببصائر ) , متناسياً أنه أنكر شرعية صالح ونظامه لكنه متمسك بشرعية ( بصائر ) صالح في بيع الجنوب , يريد حميد بشرطه ذلك إذا نُفذ أن يقول للجنوبيين بعدها اذهبوا فأنتم الطلقاء .
3 ) أظهر تحاملاً واضحاً على لجنة الاتصال مقللاً من إنجازاتها بسبب عدم وجوده فيها , ولتعديها على حقوق شركته الخاصة ( لجنة الحوار الوطني ) التي استثمر فيها كثيراً ولم يجني الأرباح المتوقعة كما تعود .
4 ) وضع نفسه في موضع المتهم في حادث النهدين عبر رفضه للمثول أمام القضاء الا اذا تم محاسبة صالح أيضاً عن جرائمه , متناسياً أن صالح يتمتع بالحصانة التي منحوه إياها طمعاً واستعجالاً في عودتهم الى السلطة , ومع انهم يعتبرون ان الحصانة لا تشملهم لكنهم يلجؤون اليها بطريقة غير مباشرة , فهم أحوج الى الحصانة من غيرهم .
5 ) برر اختطاف العوبلي على أساس أنه أجرم في حق أبناء تعز , ومع اننا متفقين معه في مسؤولية العوبلي عن دماء الكثير , الا أننا نرفض سياسة الانتقام والاختطاف , ثم أن مطالب الإصلاحيين الذين اختطفوا العوبلي شخصية ومالية ولا تمت لجرائمه في تعز بصلة , وما تبرير حميد لذلك التصرف الا اعتراف بقربه من الخاطفين وعدم احترامه لسلطة القانون .
6 ) ظهرت مراوغته واضحة في قضية اتهامه للناشطات مدعياً وجود تسجيل يبرئه , وعندما طلب منه المذيع ذلك التسجيل ارتبك وقال القضية أمام القضاء ثم استدرك وقال انه سيرفع قضية , ولو كان صادقاً في كلامه بوجود التسجيل ما احتاج الى كل تلك المراوغة ولكان أظهر التسجيل وأراح نفسه وأراح الناشطات من عناء المحاكم , لكن الكذب عنده سنة مؤكدة , وقد ذكرنا موقفه ذلك بالتسجيل الذي ادعى الناطق باسم الفرقة / عسكر زعيل أن الفرقة التقطته للرئيس السابق وهو يأمر قواته أن تقتل النساء والأطفال , ووعد زعيل مذيع العربية أن يبث التسجيل خلال أيام , مضى أكثر من ثمانية أشهر ولم يظهر التسجيل , فمتى سيظهر تسجيل حميد ؟
7 ) اعترف بتلقي والده مساعدة من السعودية جاعلاً الموضوع أمراً عادياً كشربه للماء , مع ان تلك فضيحة لم تحصل في تاريخ أي دولة من قبل , فتلقى رئيس السلطة التشريعية في دولة ما مبالغ مالية من دولة أخرى ليس أمراً هيناً يا حميد , وقد يسقط ذلك وبشكل خاص قانونية وشرعية اتفاقية الحدود التي أقرت في مجلس النواب طالما رئيس المجلس موظف وتابع للدولة المفترض اختلافنا معها على الحدود .
8 ) تردد كثيراً وتلعثم في التنديد بالتدخل الأمريكي العسكري المباشر والمعترف به رسمياً في اليمن ثم قفز مئات الكيلومترات وأظهر حزماً ضد التدخل الايراني اللوجستي في سوريا .
9 ) أظهر حقداً غير عادياً على الحوثيين معلقاً على شعارهم وحملهم للسلاح في صعده متناسياً ميليشياته في الحصبة في قلب العاصمة , ومناقضاً كلامه عن الحوثيين في اجتماع لجنة الحوار الوطني في 2011 م حيث قال ( ان صعده هي أول محافظة تتحرر من نظام صالح ) معلقاً على دخول الحوثيين صعده أثناء الثورة الشبابية , ومعترفاً بأن حربهم حرب تحرر من نظام ظالم .
- قرأت 506 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ