ماذا تبقى من اهداف الثورة في " اسقاط النظام ؟
بعد رحيل الرئيس صالح بطريقة رسمية ونهائية يتحقق بالنسبة لي احد اهم اهداف الثورة الشعبية السلمية بغض النظر عن طريقة الرحيل ولكن هل هذا هو كل اهداف الثورة في اسقاط النظام ؟
الجواب ببساطة لا ووفقا للشعار المركزي للثورة " الشعب يريد اسقاط النظام " وما سبق للثوار ان رفعوه من اهداف ثورتهم فانني اجد ان ما تبقى من مكونات النظام المطلوب اسقاطها بعد تحقيق الهدف الاول "رحيل الرئيس صالح "هو ما يمكن تلخصيها في البنود التالية:
1- حرمان صالح ومحسن نهائيا من العمل السياسي وحرمان كل ابنائهما واولاد عمومتهما من ال الاحمر من ممارسة العمل السياسي لمدة دورتين انتخابيتين على الاقل
2-استعادة جميع اموال الشعب التي تم نهبها او غتصابها اوسرقتها او تم كسبها اثناء ممارسةالحكم بطرق غير مشروعة وتوريدها الى خزينة الدولة
ويشمل هذا اموال كل افراد الاسرة الحاكمة بمن فيهم صالح ومحسن واولادهما واشقائهما وابناء الاشقاء وكل من يمت لهما بصلة نسب او قرابة اولا وكل من مارس الفساد او كسبه بطريقة غير مشروعة اثناء حكم صالح منذ 1978وحتى اليوم ثانيا ، وسواء كانت هذه الاموال نقدية او عقارية اوغيره بما فيها الشركات التجارية والارصدة النقدية في الداخل والخارج
3- اقالة كل قيادات الجيش والاجهزة الامنية من افراد الاسرة الحاكمة من ناحية وكل من مارس القمع وارتكب جرائم القتل والتعذيب والانتهاكات الواسعة ضد ابناء الشعب وكل من تورط بجرائم فساد ونهب لاموال الدولة والشعب اثناء حكم صالح.
4- الغاء جهازي الامن القومي والسياسي وبقية اجهزة القمع او دمجها بجهاز امني واحد تحدد اختصاصاته بما يتعلق بالامن القومي لليمن وشعبها وبما يضمن عدم ممارستها للقمع والتنكيل او التجسس والملاحقة لابناء الشعب
5- اعادة هيكلة الجيش وبنائة بناء وطنيا بعيدا عن الولاءات الاسرية والعشائرية والقبلية والمذهبية وتحديد مهامة في الحفاظ على السيادة والشرعية وفقا للدستور والقوانيين النافذة بما في ذلك رفض تسخير الجيش اليمني لصاح اجندات خارجيةاو داخلية غير وطنية
6- كشف جرائم الاغتيالات السياسية ومعاقبة كل من ارتكب جرائم القتل والتعذيب والتنكيل بدوافع سياسية بما فيها الجرائم السياسية التي ارتكبت اثناء حكم صالح قبل وبعد الوحدة واثناء الثورة الشعبية السلمية
7-رعاية اسر شهداء الثورة وتكريمهم ومعالجة الجرحى والمصابين وتعويض من تعرضوا للانتهاكات اثناء حكم صالح ومعاقبة كل من ارتكب جرائم القتل والتنكيل اثناء الثورة
8- تحرير القرار الوطني من الارتهان للقوى الاقليمية والدولية ورفض التدخل في شئون اليمن واقامة علاقات طبيعية وندية بين اليمن والسعودية وبقية بلدان العالم وفقا لكرامة الشعب والمصالح الوطنية الكبرى لليمن
9- الزام السلطة الانتقالية " رئيس - حكومة - سلطة محلية "بالثورة والاتزام بتحقيق اهدافها تلك هي ا اهم مكونات النظام السياسي والامني والعسكري المطلوب اسقاطها كما فهمتها من
الشعار المركزي للثورة " الشعب يريد اسقاط النظام "وكما رفعها الثوار ويرفعونها في كل او جل احتجاجاتهم طبعا هناك اهداف اخرى مركزية واساسية للثورة اهمها هدف اقامة النظام البديل بمكوناته المختلفة وعلى راسها " اقامة الدولة المدنية " القائمة على اساس النظام اللا مركزي " الفدرالي" والنظام البرلماني واستقلال القضاء ومعالجة القضايا الوطنية الكبرى وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعدة وقضاي الارهاب والتعليم ولكن هذه على اهميتها معروفة ولا خلاف حولها بين الثوار تقريبا وان كان المطلوب اعادة اعلانها ورفعها في الساحات المختلفة حتى يحاسبالناس والاطراف على اساس القرب او البعدمنها .
وفي كل الاحوال فان المطلوب من ثوار الساحات وابناء الشعب عموما هو بالاضافة الى اعادة تحديدمكونات النظام المطلوب اسقاطه كما ورد سابقا هو ابتداع الوسائل والبرامج والخطط الثورية لتحقيقها او ما تبقى منها وتحديد المواقف من الاطراف المختلفة بما فيها الرئيس وحكومة الوفاق الوطني على اساسها ان الثورة الشعبية السلمية اليوم في مازق وجود سلطة "بديلة" قبل اسقاط النظام الذي خرج الثوار لاسقاطه غير ان الخطوة الاولى للخروج من هذا المازق هو اعادة رسم الاهداف ورفض الوقوع من جديد في احضان القوى السياسية والعسكرية التي عسكرت الثورة وحولتها الى ازمة وسيطرت على خطابها وحددت اهدافها ومفاهيمها خارج السياق المنشود وبما يبقي على نفس النظام او يعاد تدويره كما يبدو الوضع الانان تحديد مكونات نظام ومنظومات حكم صالح بوضوح هو الذي سيجعل استمرار النضال الثوري من عدمه وسيحدد ما اذا كانت المبادرة اوالرئيس الجديد وحكومة الوفاق الوطني قادرين معا على تحقيق اهداف الثوار او بعضها
على الاقل ام لا ؟
يبقى ان نقول ان اي حديث عن استمرار الثورة او رفض المبادرة وما افرزته من سلطة جديدة دون فهم مكونات النظام المطلوب اسقاطه ودون التحرر من مفاهيم الحماية والعسكرة ودون العودة الى روح التضحية وتقديم الغالي والنفيس من اجل انتصار القيم والمبادى الثورية النبيلة بعيدا عن الساحات المغلقة والمخيمات الصيفية والسنوية وحماية الفرقة وجعل الثورة في احالة استقطاب بينها وبين الحرس داخل مكونات الاسرة الواحدة فانه سيكون حديثا فارغا و بدون جدوى وسيسهم في زيادة الاحباط والياس لدى من تبقى من المراهنيين على الثورة.
ملاحظة
---
اذا تحددت مكونات النظام المطلوب اسقاطة والنظام البديل المطلوب اقامته من قبل الثوار انفسهم فانهم يستطيعون تحقيق هذه الاهداف اما بمواصلة العمل الثوري والاحتجاجات اليومية او جعلها اساسا للحوار مع الرئيس الحالي والحكومة الانتقالية وطاولة الحوار الوطني التي حددتها المبادرة وبمعنى اخر يكون حوار الساحات كما جاء في المبارة هو الحوار على اساس اهداف الثورة
ومن اجل استكمال تحقيقها وليس اي شيء اخر.
- قرأت 623 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ