انصار الله ومعادلات ما بعد 21سبتمبر !

يتعامل الناس مع انصار الله باعتبارهم السلطة الحاكمة وهم لا يمتلكون شيئا من ادوات السلطة الحاكمة او من امكانياتها واجهزتها ومؤسساتها 
........... ويتعامل انصار الله مع انفسهم باعتبارهم ثورة شعبية وهم لا يستهدفون اي من رموز السلطة او اي من سياساتها او برامجها او اهدافها 
*قوة انصار الله بشعبيتها وثوريتها لا بتسلطها ولابادوات ربطها وشبطها أو بكونها حزبا او طرفا سياسيا
ولكن انصار الله يستقيلون شيئا فشيا من ثوريتهم وشعبيتهم ويتحولون اضطرارا الى حالة مليشياوية وجماعة عصبوية اما بدافع الحماية او بدافع الاستقواء وعلى خلفية توسع انشطتهم خارج اطار امكانياتهم وخارج اطار امكانات الدولة ومؤسساتها من ناحية وعلى خلفية المؤامرات التي التي لم تتوقف ضدهم وضد البلاد عموما والتي يقوم بها اكثر من طرف خارجي وبادوات اطراف السلطة الحاكمة نفسها . 
المطلوب من قيادة انصار الله ان تعيد حساباتها بعد ثورة 21سبتمبر باتجاه استكمال اهداف الثورة في اتجاهين اساسيين:
- الاول في اتجاه محاربة الارهاب التكفيري وادواته واغطيته السياسية من خلال الضغط على السلطة وشركاء اتفاق الشراكة بعمل استراتيجية وطنية حول هذا الامر الكبير والخطير وبما يعيد بناء الجيش والامن في سياق هذه الاولوية الوطنية وبما يحدد دور اللجان الشعبية في هذه المعركة الهامة تحديدا كجهد شعبي مساند للجيش لا بديلا عنه 
-الثاني في اتجاه محاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وتحقيق اهداف الشعب بالتحرر والاستقلال من الارتهان للاجنبي مقابل التخلي عن المهام الاضطرارية التي وجدوا انفسهم ينخرطون فيها ويوغلون في تلافيفها حتى اصبحت هي الاصل بدلا ما كانت هي الاستثناء والحالة الاضطرارية ما ارهقهم وشتت جهودهم ولوث سمعتهم وهذا يعني الغاء بقية الاطر التي يعمل انصار الله من خلالها اليوم الان كالجان الثورية والجان التقاضي وغيرها والابقاء فقط على اللجان الامنية والقانوينة وتعزيز دورهما باسناد ثوري وشعبي من خلال الشارع واعادة امتلاكه بدلا من التخلي عنه !
-يضغط الشعب اليوم وكل يوم على انصار الله باعتبارهم سلطة بل ويطالبهم بانجاز ما لم تستطع انجازه السلطة نفسها ولكن من خارج السلطة ومن خارج امكانيات الدولة واجهزتها وهو امر لا يمكن تحققه الا اذا ما تحولت اللجان على دولة داخل الدولة ولكن بدون امكانيات جماعة لا دولة 
في المقابل فان السلطة تضغط على انصار الله اليوم وكل يوم بمتطلبات السلطة باعتبارهم طرفا سياسيا وشريكا اساسيا في اتفاق السلم والشراكة ولكن دون ان تنمحهم حق التغيير في قرار السلطة كشركاء جديين بل ورئيسيين ايضا 
هذا ما احدث ويحدث هذا الارباك الذي تعيشه الحركة ويعيشه المجتمع والدولة معها باعتبار انصار الله اليوم هم اكثر الفاعلين في الاحداث واقوى الاطراف على الارض عسكريا وامنيا ولكن هذه القوة تفرغ اليوم وتستهلك خارج مجالها منشغلة بالمتطلبات اليومية والتفاصيل الصغيرة دون ان يدرك اصحابها بانهم يخسرون بذلك مصدر قوتهم الشعبية ويتحولون الى طرف تسلطي وقمعي في مواجهة الشعب - اي مواجهة انفسهم -كتيار شعبي - اي كانت المبررات التي يصوغها انصار الله اليوم لانفسهم تحت عناوين محاربة الرذيلة وارساء قيم الفضيلة والعدالة الناجزة في حين ان قوتهم هي في مواجهة السلطة التي ثاروا مع الناس ضدها وفي سبيل التثاير على قرارها وتغيير سياساتها وبرامجها .
والخلاصة عودوا الى ذواتكم واستعيدوا تعريف انفسكم من جديد كقوة ثورية وشعبية لا كجماعة دعوية اصولية او تبشيرية !

*التهديد باوراق الضعف !
---------
امام انصار الله تطالب السلطة للحركة بالوفاء باتفاق السلم والشراكة وامام الخارج تتنصل السلطة من اتفاق السلم والشراكة !
ويقع انصار الله في فخ اتفاق السلم والشركة حين يعتقدون بانه ورقة بيد خصومهم يهددونهم بها او بانسحابهم منها ف اي وقت في حين ان الحقيقة هي ان اتفاق السلم والشراكة هو ورقة قوة بايدي انصار الله قدموه كطوق نجاة للسلطة ومكوناتها لحظة انهيار القاعدة"الفرقة" التي كانت السلطة في حافة الهاوية حين سقوطها 
وبالتالي وبدلا من ان تهدد الحركة بالانسحاب من الاتفاق والعودة الى الشارع اذا لم ينفذ واذا لم تكف السلطة ومشغليها في الخارح عن ممارسة الابتزاز للحركة من خلال المماطلة بنتفيذة وهو ما سيجعل السلطة وكل حلفائها في الخارج في حالة حيص بيص ولكن وبدلا من ذلك يهددون انصار الله بالمبادرة وبالخروج من اتفاق الشراكة في حين ان هذا التفاق اذا ما انسحب منه انصار الله سيعني انهيار السلطة نهائيا وخروجها كليا الى الشارع او الى السجون !

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.