خيبة امل كبيييييرة !
بعد مجزرة السبعين الوحشية التي ذهب ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى كان الناس ينتظرون الغاء الاحتفالات بالعيد الوطني وذكرى الوحدة رسميا واستبدال ذلك باعلان الحداد العام وتنكيس الاعلام كما يعمل بقية عباد الله في مثل هذه الحالات وحتى لايبدو ان اليمنيين قساة وغير معنيين بضحاياهم ولكي يشعر الجيش والامن ان الدولة كلها والمجتمع بكامله يقفون معه والى جانبه في حرب وجودية قذرة يشنها تنظيم القاعدة عليه وعلى امن ومستقبل اليمن بل وحتى يعلم القتلة انفسهم ان الامم تنهض وتتوحد في الحزن والماساة مثلما تتوحد في الصحة والعافية .
اعلان الحداد العام وتنكيس الاعلام لمدة ثلاثة ايام كان هو الاجراء الطبيعي في مثل هذه الحالات و سيكون تعبيرا حقيقيا عن حالة الحزن العميق التي غمرت اليمنين -كل اليمنين- منذ لحظة سماعهم لاخبار المجزرة الرهيبة وحتى هذه اللحظة وهو ما لاحظناه فعلا وكان ينبغي ان تلاحظة الدولة ورئيسها وبقية مسئوليها في ذلك اليوم الحزين
القول ان الارهاب سينتصر في حالة الغاء حفل الوحدة او انه لا يصح ان تمر الذكرى الاولى للوحدة في ظل غياب صالح بدون احتفال وهي الحجة التي يبدو انها صوغت القرار لدى صانع القرار قول سخيف وحجة متداعية ولا تقوى على الوقوف للحظة على قدميها ليس لان التنظيم الارهابي لم يكن يعنى بعملته الشنيعة تخرييب العرض العسكري بقدر عنايته بقتل اكبر عدد من الجنود ومن اجل تلذذه الشذوذي في ايلام اكبر عدد من الناس وهم هنا الغالبية العظمى من ابناء الشعب اليمني، بل لان الغاء الاحتفال بذكرى الوحدة هو احتفاء ايضا بالوحدة وان بصورة اخرى
اعلان الحداد العام على ضحايانا وشهدائنا الابرار هو بحد ذاته تعبير حقيقي عن وحدة الناس في مشاعر الحزن النبيل وفي الاعلاء من شان ومكانة الحياة لدي اليمنيين وفي تكريم الضحايا واسرهم وفي ابداء التضامن معهم وفي توحيد الغضب النبيل ايضا ضد القتلة والمجرمين وكل هذا اهم بكثير بالنسبة لليمنيين اليوم من حتفال عسكري غير منطقي يبدو فيه بعض الجنود وهم يرقصون حزنا على اشلاء وجراحات زملائهم الضحايا .
توقع الناس ايضا بعد جريمة بشعة بهذا الحجم وبعد ايام من بدء الحرب والمواجهات العسكرية ضد القاعدة في ابين ،...توقعوا صدور قرارات كبيرة تنهي انقسام الجيش والامن وتؤكد استعداد الجيش اليمني خوض الحرب ضد الارهاب موحدا وبقيادة واحدة ومتماسكة بدلا من ان يكون الانقسام مصدر اغراء لكل من يريد ان يعبث بامن واستقرار البلاد لكن حتى القرارات الامنية المحدودة بدت سابقة للحادث ومست اطراف بعضها ليس له علاقة مباشرة في مسئولية الامن في ساحة العرض بل والاهم انها بدت قرارات منحازة لطرف واحد من اطراف الصراع وبطريقة مثيرة للشك والريبة لدى البعض حول دوافعها واهدافها المباشرة بالحادث وتداعياته ومكان العرض أوحتى المكان البديل .لقد تساءل الناس اين الامن السياسي بل اين وزار الداخلية من هذا التقصير ايضا .. الخ
لقد كانت رسالة القاعدة اجرامية ووحشية وبصورة غير مسبوقة وبالدم والاشلاء الكثيرة وكانت هذه الرسالة في الاساس موجهة الى رئيس الجمهورية اولا والى حكومة الوفاق ثانيا والى المبادرة والثورة وكل الاطراف المعنية ثالثا ورابعا..... لكن - ويا للاسف - بدت كل هذه الاطراف منقسمة ومشتتة ومتشككة ببعضها البعض امام عدو يستهدف الجميع وقبل ذلك يستهدف اليمن ومستقبله.
لقد بدت الدولة بكاملها غداة المجزرة الوحشية مربكة ولا يوجد فيها مركز قرار واحد وبدت ضعيفة امام مصيبة كبيرة هي مقتل قرابة ال100جندي واصابة ضعفيهم بجروح معظمهم من ابناء الامن المركزي... وبدا ضعف وارباك الدولة اليمنية في مشهد حزين ومقرف حين ظل اليمنيون طوال فترة النهار يتلقون معلوماتهم عن ابنائهم الجنود وعن مستقبل بلدهم من الجزيرة والعربية
.....لم يخرج طوال ساعات طويلة مسئوول يمني واحد ليدلي بمعلومات او تطمينات ولم يزر موقع الحدث حينها مسئول يمني واحد واكثر من ذلك لم يزر الجرحى الى المستشفيات اي من المسئولين الكبار في الدولة " لرئيس ورئيس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع "حتى الان... يا لهول الكارثة!! ... وبدلا من ذلك تبادلت الفضائيات والمواقع الاخبارية اليمنية اتهامات طرفي الصراع لبعضهم البعض حول من يقف خلف الجريمة او من تواطأ معها ... ليس هذا وحسب بل اتخذ قرار خاطء اخر هو نقل الاحتفال الى حديقة الرئيس بدلا من الغائه تماما وكأن المسالة هي حماية الرئيس كشخص وليس باعتباره رمزا مجسدا للدولة اليمنية وكرامة وحياة ابنائها ...
ايها السادة الاصدقاء : المستقبل على ضوء هذا الحدث الجلل وطريقة التعامل معه مستقبل اسود ومخيف ويشير الى ما هو اخطر، وانا اسف ان قلت لكم بان هذه هي الحقيقة المرة
من الحائط
----
*ثمة تكفيريين "قتلة ومجرمين" موجودين في اليمن بتنظيماتهم وافراهم والقاعدة احدهم هذا اولا وثمة انفالت امني خطير بسبب انقسام الجيش والامن ولاسباب اخرى وهذا ثانيا ، وثمة ارتخاء شعبي تجاه تنظيم القاعدة تحديدا... هذا كل ما في الامر وهذه هي المعطيات المتوفرة لتحليل طبيعة الحادث الاجرامي الذي هز اليمن ووجدان شعبها
عشية الاحتفال بذكرى الوحدة وبهذا السياق من التحليل يكون لزاما علينا جميعا ان لا نرد على جريمة السبعين الوحشية عبر الملاسنات والاتهامات التي تسهم في افلات الجناة واستمرار اعمالهم الوحشية
.... الرد يجب ان يكون في جدية الحرب على الارهاب وفي انخراط الدولة والمجتمع فيها وفي مواصلة الحملة العسكرية للجيش والشعب في ابين وشبوة وبقية المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها
... هناك طرف معروف اعلن مسئوليته عن الجريمة ويجب ان يعاقب وبسرعة والبقية تفاصيل شيطانية بما في ذلك توجيه الاتهامات الجزافية لهذا الطرف او ذاك
*مفارقة !...يقال بان البعض اصر على الاخ رئيس الجمهورية وعلى بقية مسئولي الدولة والحكومة في ضرورة اقامة احتفالات رسمية بالذكرى ال22 للوحدة رغم وقوع جريمة وحشية عشية الاحتفال طالت حياة ومصير المئات من الجنود المشاركين في العرض ..
لكن هذا البعض نفسه اصر ايضا على ضرورة الغاء مراسيم الاحتفالات الشعبية واعلان حالة الحداد في ساحة التغيير احتراما لارواح الشهداء واحزان والام اسر الضحايا ....
عجبي كيف يستطيع هولاء ان يفرحون في موقع ويحزنون في موقع اخر ولكن بمناسبة واحدة وفي وقت واحد وفي سبيل الوطن والمواطن .... هل اقول الواحد ايضا ؟
*مخاوف ...حتى اللحظة تبدو الفرقة الاولى مدرع والامن السياسي وكانهما غير معنيين بالهيكلة أوبتوحيد قرار الجيش والاجهزة الامنية
...هذا يا "ابن هادي" يبعث المخاوف في نفوس فئات واسعة من ابناء المجتمع ...وانت -يا سيدي الرئيس- معني تماما بتطمينهم
....اليسوا مواطنيك ايضا .. !
*ايها النائمون !...الحوثي يقاتل في صعدة ست سنوات ويقتل زعيمه حسين الحوثي والمئات من اتباعه باتفاق مع علي صالح!!
وعلي صالح يعمل على قتل نفسه وعشرات من كبار قادته في مسجد النهدين ويحي محمد عبد الله صالح يجهز المتفجرات والانتحاري الشهيد لقتل اكثر من 96 من جنوده جنود الامن المركزي .... احترموا عقولنا وعقولكم ان كان لكم عقول ايها التافهون.... عفوا ايها النائمون في الارض
* تذكروا ان هذا ليس العمل الارهابي الاول في السبعين
وهذه ليست "الجماعة الجهادية" الاولى التي ترتكب مجزرة وحشية في نفس المنطقة
قبلها كانت جريمة مسجد النهدين وكانت الخلية الارهابية التي يريد الشعب ان يعرف الجهة التي تقف وروائها والا فكل مسئول في الدولة وكل الاماكن الحساسة... لا تزال مهدد بخلية نائمة جديدة .
*خوف العبد !.....هناك من يصور الرئيس صالح باعتباره اله كبير ...يعرف كل شيء وقادر على كل شيء ووراء كل شيء ... انه الخوف الذي عاشه العبيد اثناء سجودهم الطويل على عتبات القصر.
*اكثر الاعمال جبنا وانحطاطا هي الاعمال الانتحارية وتفجير العبوات الناسفة بين جموع الناس
*انقسام الجيش والامن يفتح ثغرات هايلة للمجرمين
.....والضحايا ليس فقط امن الوطن والمواطنيين بل وحياة الجنود والضباط المنقسمين ايضا
* عظم الله اجر الجميع وليخسء الارهاب ومن يقلل من خطورته وجرائمه ضد الانسانية
...لتتحد معركتنا الوطنية مع والى جاب الرئيس هادي ضد تنظيم القاعدة الارهابي وهذا هو المحك الحقيقي لكشف من يقف مع اليمن ومن ضدها... من هو مع الدولة ومن يريد اضعافها أواضعاف رئيسها ومن هو مع استقلال القرار الوطني ومن هو مع التدخل الاجنبي الصارخ في شئوننا .
---
- قرأت 573 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ