الاحد الدامي .....ادانة الضحايا بدلا من معاقبة الجناة !
لم يرتكب المعتصمون خطأ حتى نسالهم لماذا الاعتصام امام الامن القومي تحديدا ؟
السؤال بحد ذاته سخيف اذا لم اقل اجرامي وهدفه الاول هو اتهام الضحايا وتغطية الجناة وتسهيل مهمة هروبهم من العقاب .
من شاركوا في الاعتصام السلمي امام الامن القومي كانوا يمارسون حقهم المشروع والدستوري بل كانوا يواصلون فعل الثورة الشعبية وتصعيد النضال السلمي مطالبين بالغاء جهازي الامن القومي والامن السياسي او دمجهما في جهاز امني واحد واعادة النظر في وظيفتهما القمعية وهو مطلب ثوري بامتياز وتحقيقه احد اهداف الثورة الشعبية السلمية بلا خلاف .
في هذا السياق فان الجريمة التي ارتكبها العسكر والمسلحون يوم الاحد الدامي- في حقهم وذهب ضحيتها اكثر من 13شهيدا واكثر من 120جريحا غالبيتهم بالرصاص الحي والمباشر وبعضهم تحت التعذيب فضلا عن عشرات المخفيين والمعتقلين كان عملا وحشيا متعمدا وغير مبررا ولا يقل وحشية عن مجزرة جمعة الكرامة وبقية المجازر التي ارتكبت في حق شباب الثورة خلال العامين 2011- 2012م
بل مجزرة الامن القومي اكثر جرما من سابقتها من حيث الدلالة والمعنى ولا تساويها في الدرجة سوى مجزرة مسيرة الحياة الاولى كون الجريمتان اتركبتا من قبل سلطة انتقالية جاءت في الاساس على رافعة دماء وتضحيات الثوار انفسهم .
غير انه وبدلا من وقوف المجتمع بكامله وبمختلف قواه السياسية والاجتماعية امام هذه العمل الاجرامي الشائن والضغط من اجل تقديم الجناة الى العدالة وباسرع وقت ممكن نجد من يحاول وبوقاحة تحميل الضحايا المسئولية الاخلاقية في الجريمة بحجة ان الدعوة الى المظاهرة والاعتصامات في هذا الوقت بالذات وامام الامن القومي تحديدا هي التي ادت الى حدوث الجريمة .... يالهي !
هذا المنطق الذي يحمل الضحايا او المسيرة نفسها المسئولية يريد ان يقنعنا وبدون منطق بان الجريمة ارتكبت بدون فاعل او انها في احسن الاحوال حادثة عرضية وبنت لحظتها وبسبب صدام المتظاهرين المتعمد برجال الامن ..في حين تؤكد المعلومات والصور الموثقة ان الجريمة كانت متعمدة ومخطط لها سلفا بدليل وجود العديد من المسلحين الملثمين على المنازل المحيطة بمكان الحادث .
تحميل الضحايا مسئولية الجريمة حجة سخيفة وبقدر تداعي منطقها فانها تمثل جريمة اخرى في حق الضحايا ومحاولة مكشوفة لتبرئة الجناة وافلاتهم من العقاب كما عملوا في جرائم ومظالم مشابه من قبل .
لو سلمنا بمنطق تحميل الضحايا مسئولية ما ارتكبه الجناة في حقهم لكان لزاما علينا ادانة خروج الامام الحسين(ع) وثورته العظيمة بل وادانة كل ثورات الانسانية ضد الظلم والاستبداد عبر التاريخ اذ لولا تلك الثورات التي دعا اليها ثوار كبار هم محل تمجيد من شعوبهم عبر التاريخ لماسقطوا شهداء وضحايا في سبيل الحرية ولما قامت ثورة اصلا .
من يقولون بخطأ المطالبة بالغاء اجهزة القمع القومي والسياسي عبر الاحتجاجات الشعبية وتصعيد العمل الثوري لا يعملون شيئا سوى انهم يضعون المجتمع ونشطائه وتياراته الثورية امام خيارين الاثالث لهما :
....اما العودة الى العنف والحروب والصراعات المسلحة باعتبار ان النضال السلمي لا جدوى منه ولا يحقق اي هدف من اهداف الشعب وهو ما يراد لجماعة "نصار الله "تحديدا ومن قبل بعض خصومهم وبعض اصدقائهم معا!...
او الاستسلام والرضوخ وعدم عمل اي شيء امام سلطة غاشمة تسعى لاقصاء الجميع والاستحواذ منفردة على كل ادوات الدولة وبقوة الدولة واجهزتها بل ومستعدة على ارتكاب المجازر في سبيل ذلك .
تحميل الثوار مسئولية قتل انفسهم وزملائهم يهدف في الاساس الى كسر الثورة في وعي الشعب وحاولة اطفاء حرارتها في صدور الاحرار وقد سبق وان جربوا ذلك من قبل وفي مجزرة بنك الدم تحيدا وذلك حين حمل البعض المناضلة توكل كرمان مسئولية المجزرة فقط لانها دعت الى مسيرة سلمية بالاتجاه الصحيح ( مبنى السلطتين التنفيذية والتشريعية) في وقت كان الساسة المتامرون على الثورة يواصلون صراعاتهم المسلحة على هامش الثورة وحواراتهم السياسية ضدا على الثورة السلمية .
حينها وبهدف كسر معنى الثورة الشعبية في الوعي الثوار وشاعر المجتمع بارتفاع كلفة الثورة من الضحايا ولو عبر زيادة عدد الضحايا (بفعل فاعل) -اتهمت المناضلة توكل ومن شاركها في الدعوة الى تلك المسيرة مقابل تبرئة او التغاضي عن قيادة وجنود الفرقة الاولى مرع - اللواء لرابع - والذين ارتكبوا مجرزة وحشية حينها وبالرصاص الحي وذهب ضحيتها قرابة العشرين شهيدا ومئات الجرحى والمخفيين ومع هذا ضل البعض يبررفعل الجناة الاجرامي ويدافع عنهم ويكشف ظهر الضحايا والثوار بكلام فارغ من نوع ما نسمعه اليوم في تداعيات مجرزة الاحد الدامي !
ا
التخلي عن الشهداء والجرحى هو فقط في التخلي عن اهدافهم وما قدموا ارواحهم ودمائهم في سبيل تحقيقه من اهداف الثورة واي حديث عن خطأ مواصلة الاحتجاجات السلمية او تحويلها الى مناشدات ومظاهرات استعراضية ووقفات احتجاجية في اروقة مؤتمر الحوار هو في الحقيقة ادانة للثورة الشعبية وادانة لدماء شهداء الاحد الاسود وعبث بالوعي بقدر ما هو عبث بمفهوم الثورة والدولة والنضال السلمي معا .
على شباب الثورة وتحديدا رفاق شهداء الاحد الاسود ان يواصلوا الثورة حتى تحقيق اهدافها وفي مقدتها الغاء او دمج جهازي الامن القومي والامن السياسي ومحاسبة مرتكبي الجريمة الاخيرة والجرائم التي ارتكبتها من قبل وبدون ذلك فان انصار الله انفسهم او بعض قياداتهم يندمجون شيئا فشيئا في لوثة السياسة وتدمير الوعي والضمير .
تضحيات الشباب الجسيمة في سبيل الغاء جهازي القمع والتنكيل والتامر لم تكن خطأ كما يحاول البعض اقناعنا بذلك بل كانت تضحيات مستحقة وفي مكانها الصحيح والمهم هو ان لا تذهب هدرا وان نبني على اساس معانيها ودلالاتها الكبيرة سواء في دوافع الثوار واهدافهم او او في دوافع الجناة واهدافهم من الجريمة .
لقد نكلت هذه الاجهزة القمعية على مدار عقود ثلاثة باليمنيين واستمرار الاحتجاجات الشعبية والاعتصامات السلمية حتى الغاء جهازي الامن القومي والسياسي هو وحدة الطريق الصحيح للانتصار للمناضلين اليمنيين طوال تاريخ اليمن المعاصر عموما ولضحايا هذه الاجهزة وشهداء وجرحى الاحد الدامي خصوصا
هناك من يحاول ان يحمل المشاركين في الاعتصام المسئولية الاخلاقية للجريمة ليس فقط من اجل ان يفلت الجناه من العقاب بل وحتى ينسى الثوار الهدف الذي سقط في سبيل تحقيقة الشهداء والجرحى
.... واي استجابة لهذا المنطق السخيف لن اقول بانه الخيانة للشهداء بل هو السقوط في منطق الخنوع للاستبداد !
*تغريدة !
--------
لا يجوز بعد سنيين طويلة ومريرة من التضحيات الجسيمة وفي هذا الزمن الثوري بالذات الصمت او التغاضي عن القمع ايا كانت الجهة التي تمارسه كما لا يجوز تجاهل استمرار ادواة القمع والتنكيل التي ظلت تمارس التنكيل باليمنيين على مدار ثلاثة عقود من التجسس والقتل والاغتيال والتعذيب والاخفاء وهي جرائم طالت الالاف من اليمنيين ولا تسقط ابدا بالتقادم.
- قرأت 865 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ