"ادارة التوحش" دليل استخباراتي لتنظيم القاعدة !
قرأت مؤاخرا كتاب "ادارة التوحش " المعروض للتداول منذو سنوات في مواقع الانترنت لمولف غير معروف اسمى نفسه " ابي بكر ناجي " وبعد قراءتي للكتاب خرجت بنيتجة واحدة هي ان من الف " ادارة التوحش " شخص او اشخاص لا علاقة لهم بالجماعات الدينية بما فيها الجماعات المتطرفة والعنيفة نفسها كما نعرفهم من سياق تفكيرهم ومن مفردات خطابهم الديني المعروفة.
وخلافا ذلك يتاكد ومن عناوين الكتاب واهدافه ومراميه بان مؤلف " ادارة التوحش" هو شخص او اشخاص يعملون في مركز دراسات ما تابع لاحد اجهزة الاستخبارية الغربية "الاسرائيلية او الامريكية "او غيرهما ولكن تنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى تتعامل مع هذا كتاب -بسذاجة- وباعتباره دليلها النظري والشرعي لها وفي تصويغ ارتكاب جرائمها الوحشية ضد المسلمين اولا وضد العرب من بقية اتباع الاديان الاخرى ثانيا وضد الصحفيين والسواح الاجانب في بلاد العرب والمسلمين رابعا !.
*حتى اسم الكتاب " ادارة التوحش " لا علاقة له بالسلف الصالح او "بالحديث والسنة" التي تدعي السلفية الجهادية وبقية الاتنظيمات الارهابية انها تستند اليها بل ان اغلب امثلة الكتاب بما اسماه بمناطق التوحش في التاريخ ما اخوذه من تاريخ الغرب الاوربي والمثالين الوحيدين من تاريخ المسلمين هي فترة حكم الرسول محمد "ص" للمدينة وفترة مقاومة صلاح الدين الايوبي للصليبيين قبل تمكنه منهم وقد اشار الى المثالين سريعا وبدون اي حجة او دليل لاثبات ما يدعيه !.
يستغرب المرء جدا حين يسمى المؤلف فترة وجود النبي وصحابته في المدينة قبل فتح مكه بانها فترة " ادارة التوحش" وهو مصطلح يوحي بالبشاعة والرعب ولم يحدث ان ورد هذا التوصيف لعهد النبي الاكرم ولصحابته الكرام الا لدى تنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية المشابه وفي عنوان ومضمون هذا المؤلف تحديدا !
*وفيما يخص تمزيق النسيج الوطني كهدف من اهداف الارهاب الرئيسية لا العرضية وبحسب ما يقول المؤلف نفسه نقلا عن من اسماه شيخه العلامة " عمر محمود ابو عمر فك الله اسره" نجد ما يلي ( وهنا لابد من التنبيه على ضلالة دعوة بعض قادة الحركات المهترئة بوجوب الحفاظ على النسيج الوطني او اللحمة الوطنية او الوحدة الوطنية فعلاوة على ان هذا القول فيه شبهة الوطنية الكافرة الا انه يدل على انهم لم يفهموا قط الطريقة السننية لسقوط الحضارات وبنائها )! اي ان الارهابيين لن يكتفوا باسقاط الدول وتدمير جيوشها ومؤسساتها الامنية والسياسية بلان تمزيق النسيج الوطني للمجتمع وباعتبار ذلك احد اهم الشروط لاسقاط الحضارات وبنائها !!
والخلاصة فان هدف القاعدة الاول والتنظيمات الارهابية المشابهة وفقا "لادارة التوحش "هو انهاك الدول وتدمير جيوشها ومؤسساتها واسقاطها وتدمير نسيج مجتمعها الوطني وادارة ما تبقى من المجتمع بالتوحش اي بالترويع والخوف اولا والى جانبه توفير لقمة العيش الضرورية واقامة القضاء الشرعي" الحدود" وتامين حدود منطقة التوحش المزعومة من الاعداء عبر استخدام منطقة التوحش" المنطقة التي يحكمها التنظيم" للاغارة على بقية المناطق التي لا تزال بيد الدولة اي دولة !
واضح ان المؤلف المزعوم شخص يعرف عقلية الاصوليين السلفيين الجهاديين جيدا ويبدو انه سبق وان عمل معهم وسبر اغوار نفسياتهم الخربة وبالتالي عمل بذكاء ودهاء على توجيههم باتجاه القتل الوحشي والتدمير والترويع ضد الدول والمجتمعات الاسلامية قبل تدمير بقية دول الغرب الكبرى !
هذا ما يفهم من كل ما يريد المولف قوله حتى انه اعتبر عملية 11سبتمبر 2001م ضد مركز التجارة في نيويورك هي العملية الاخيرة من العمليات الكبرى ضد امريكا والغرب عموما واي عملية كبيرة من هذا النوع لا يصح ان يقوم بها افراد عاديون قبل "عودتهم الى القيادة" العليا للتنظيم!! اما القيام بعمليات صغيرة ومتوسطة ضد الدول والمجتمعات المسلمة التي اسماها "مرتدة" فلا يحتاج الافراد والجماعات الى اذن او عودة الى قيادة التنظيم لتحديد اهدافهم وتفجيراتهم والمهم هو ترويع اكبر عدد من الناس واذلالهم القتل والذبح حتى يستسلمون لحكم الجماعة الارهابية بالرعب !
تفتيت الدول وتمزيق مجتمعاتها وفقا لادارة التوحش ايضا هي الخطوة الاولى لمحاربة الغرب واقامة الخلافة ولكن بعد ان تتحول الدول والمجتمعات العربية والاسلامية الى حطام يتم تاليف الخلافة الاسلامية العالمية من هذا الحطام !
*في كتاب ادارة التوحش يتضمن القول ايضا انه كلما كانت العملية الارهابية كبيرة وفيها ضحايا كثير كلما ابهرت الشباب ودفعتهم للالتحاق بالتنظيمات الارهابية
والمعنى ان الترويع الذي يحدثه تفجير ارهابي باكثر عدد من الناس الابرياء يجعل الناس بين خيارين اما الخوف من الارهاب والانكفاء في البيوت او الشعور بحاجتهم الى الارهابيين ومجاملته لحماية انفسهم
*من هنا نقول بان الرد على الارهاب هو التعبير عن عدم خوفنا من جرائمه الوحشية والخروج الى الشارع للتعبير عن غضبنا وقدرتنا على الحياة ورفضنا بان يحدد الارهاب طريقة عيشنا وحياتنا والا فنحن جميعا هالكون بالخوف والرعب الذي تخلفه الجرائم الموعة ضد جنودنا ومواطنينا !
*ثلاثة تغريدات
------
1-من يقول بان الصراع مع القاعدة طائفي يعفي نفسه من مسؤلية رفض جرائم وحشية وفضاعات ترتكب ضد الانسانية!
2-في جرائم الارهاب لا يكفي ان تحزن او تغضب يجب ان تعبر عن الحزن والغضب بفعل ايجابي يسمع به الناس ويشاهدوه
3- المجتمع ايضا بحاجة الى نقد حاد يهز كل مسلماته الفارغة من اي مضمون
- قرأت 397 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ